الموقعرياضة

عودة المارد.. كيف خطف الأهلي بطاقة التأهل من الهلال السوداني ؟

كتب – أحمد مصطفى

نجح الأهلي في الانتصار على الهلال السوداني بثلاثية نظيفة في المباراة التي جمعت الفريقين الليلة، ضمن منافسات الجولة الأخير لدور المجموعات لدوري أبطال إفريقيا، ليضمن المارد الأحمر الصعود لدور الثمانية.

كيف لعب كولر الموقعة الحاسمة، وما هي أم ميزات التكتيك الخاص بالأحمر في مباراة الليلة، ونقاط الضعف التي ظهرت، هذه وغيرها من التساؤلات، يجيب عنها «الموقع» في التحليل التالي :

بدأ الأهلي المباراة برسم خططي 4/2/3/1 في محاولة للعب بأربعة مهاجمين وتحقيق الكثافة العددية في الثلث الأخير من الملعب وبالقرب من مناطق الهلال السوداني.

كولر أجرى عدة تغييرات على الشكل المتوقع حينما دفع بمروان عطية وعمرو السولية معًا، بدلًا من الاستعانة بحمدي فتحي أو أليو ديانج على حساب أحدهما على أقل تقدير.

كان الهدف من ثنائية السولية ومروان عطية، هو زيادة عدد اللاعبين القادرين على القيام بالأدوار الهجومية والمهام المتقدمة في الثلث الأخير من الملعب.

توقع المدرب السويسري أن يبدأ المنافس بتكتل دفاعي واللعب بعدد كبير تحت الكرة لذلك لجأ إلى تلك الثنائية وأمامها محمد مجدي قفشة.

نرشح لك: «الموقع» يكشف.. الأهلي يعلن رسميًا خلال أيام عن تجديد عقد نجم كبير

عاب هذه الطريقة عدة أمور، أولها عدم جاهزية عمرو السولية واستمرار حالة السوء على التي كان عليها محمد مجدي قفشة.

كانت أفكار المدرب السويسري جيدة لأنه أوصل عمرو السولية وقفشة لمناطق خطرة، وتحقق له ما أراد من وراء الاعتماد عليهما، لكنهما لم يجيدا بالقرب من مرمى الأهلي سواء في التمرير أو الإنهاء الجيد.

بسبب السوء الذي كان عليه عمرو السولية، وقفشة، أهدر الأهلي عديد الفرص التي كان يمكن صناعته لو أجادا الثنائي التمرير ورؤية الملعب بصورة جيدة.

كان حمدي فتحي أكثر من يجيد هذه الأدوار فحينما يتقدم للأمام يعرف أين يتمركز وأين يستقبل الكرة، وكذلك كيف يوجهها وينهي الهجمات، وحتى مروان عطية لو بدأ في مركز 8 المتقدم ولعب خلفه أيًا من حمدي فتحي أو أليو ديانج، لأجاد أكثر من عمرو السولية.

كان هناك ثغرة واضحة جراء هذه الطريقة أيضًا وهي المساحات التي تظهر بين هجوم ودفاع الأهلي نتيجة تقدم عمرو السولية بشكل مبالغ للضغط.

أكثر من مرة في الشوط الأول سنحت الفرصة لبطل السودان في التحولات من اللعب الدفاعي للهجومي، ولولا قلة التركيز وقلة العدد في الصعود للأمام لربما نجح بطل السودان في التسجيل الصوت الأول.

كانت واحدة من أهم الأفكار في الشوط الأول والتي استخدمها كولر ببراعة وساعدته على صناعة الخطورة والكثافة الهجومية هو تثبيت على معلول كمدافع ثالث في عملية البناء إلى جوار كلًا من محمد عبدالمنعم ورامي ربيعة.

بالإضافة إلى ذلك كان يفتح عرضي الملعب بكلًا من أحمد عبدالقادر كجناح خط أيسر، وبتقدم محمد هاني يقوم بأدوار الجناح الأيمن بما يسمح لبيرسي تاو بدخول عمق الملعب وتحوله للقيام بأدوار صانع اللعب في أكثر من مرة مما زاد خطورة الأهلي.

افتقد الأهلي أمرين، أولهما غياب الدقة في التمرير بالثلث الأخير من الملعب، بسبب التمريرات الخاطئة من أكثر من لاعب خاصة أحمد عبد القادر الذي أهدر الكثير أمام المرمى بفعل غياب الرؤية وانشغاله بالمراوغة فحسب، وكذلك محمد هاني في أكثر من مرة يمرر بشكل خطأ في أماكن خطرة كان بمقدورها خلالها صناعة فرص تهديف مؤكدة.

ومثلما تضرر الأهلي من عيوب بعض الأفراد أمثال قفشة والسولية وعبدالقادر وهاني كما شرحنا في السطور السابقة كان للأفراد أيضًا الكلمة العليا في صناعة انتصار الليلة، ونجح كلًا من محمود عبدالمنعم كهربا وبيرسي تاو في صناعة الفرصة بلقطات فردية وذكاء ومهارة.

في الهدف الأول تحرك كهربا كعادته في المساحة لطلب الكرة واستغل اندفاع مدافع الهلال ليراوغه بترويض مثالي للكرة، أتبعه بإنهاء أكثر مثالية، ليرسم واحدة من أجمل اللوحات التي يمكن أن تراها في كرة القدم، وربما يكون الهدف الأفضل في بطولة دوري أبطال إفريقيا حتى الآن.

وفي الهدف الثاني استغل بيرسي تاو مهاراته العالية في التقدم بالكرة والصبر عليها لجذب مدافعي الهلال واخراجهم من مناطقهم قبل أن يضع الكرة في المساحة للاعب القادم من الخلف حسين الشحات، والذي بدوره حول الكرة في مرمى الحارس السوداني ولم يعطيه فرصة لرد الفعل.

تغييرات كولر كان عنوانها الحرص والحذر وربما الخوف، فلجأ إلى التحول في نهاية المباراة إلى طريقة 4/3/3 لتكوين ثلاثية تغطي وسط الملعب مكونة من حمدي فتحي الذي دخل عوضًا عن قفشة، إلى جوار كلًا من السولية ومروان عطية.

هذه التغييرات والتحول في الطريقة منح الهلال الثقة في التقدم أكثر للمناطق الأمامية وكان قريب من مرمى الشناوي لولا رعونة مهاجميه لكاد يسجل في احدى المرات.

لكن حسين الشحات جاء بإنهاء مثالي في ختام المباراة، ليسجل هدفًا رائعًا في الدقائق الأخيرة من المباراة ويكتب السطر الأخيرة في الموقعة الصعبة، والتي ضمنت صعود الأهلي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى