أراء ومقالاتالموقع

عمر النجار يكتب لـ«الموقع” واقعة الكومباوند.. صفعة للإنسانية

من حسنات وسائل التواصل الاجتماعي كسر الحواجز التي تُعيق أي اتصال لنقل الأفكار والمواضيع والقضايا لأكبر عدد من المواطنين، وهذا ما حدث بالفعل مع فرد الأمن، محمد مصطفى، ضحية الصفع والضرب بأحد كومباوندات مَنطقة دائري المعادي، الذي شارك البعض فيديو له يظهر فيه أحد القاطنين بالكومباوند يتعدى على فرد الأمن بكل الطرق والأساليب الوحشية من ضرب وصفع على الوجه وشتائم لا تمتُ للإنسانية بأي صلة.

لا أحد يتخيل أنْ يكونَ قلب المُعتدي يحمل كل هذه القسوة والغلِظة ضدَّ فرد أمن الكومباوند الذي يعيشُ في غُربة المكان والنفسِ معًا..

لذلك خابَ أملنا تجاه البعض الذين يَعيشون في مكانٍ راق لاعتقادنا أنَّهم مُؤهلون لاحترام مَشاعر من يَعملون لتوفير الأمن والأمانِ لهم..

خابَ أملنا تجاه الذين راهنا على أنَّ شهامتهم تفوق كل التصورات وهم في الأصل فاقدون لمعاني الإنسانية..
خاب أملنا تجاه البعض الذين راهنا على أنهم مُؤهلون للعيش في أحد الكومباوندات وهم في الأصل غير مؤهلين إلاَّ للعيش مع كائنات غير طائفة البشر..

خاب أملنا تجاه الذين راهنا على أنهم في موقع المسئولية واستغلها البعض مثل الشخص المُعتدي على فرد الأمن وعلى قوانين بلده التي لا تسمح على الإطلاق بمثل هذه الأعمال الفردية..

في ظل وجود قوانين رادعة، وفي ظل انطلاق الجمهورية الجديدة التي لا تُفرق بين شخصٍ وآخر.

لم تمضِ ساعاتٍ معدودة على هذه الواقعة إلا وأمر النائب العام بحبس المتهم 4 أيام احتياطيًا على ذمة التحقيق وتقديمه محبوسًا إلى محاكمة جنائية عاجلة، الأمر الذي يَدلُ على وجود مُؤسسات دولة تُطبق القانون بكل حذافيره.

ما استفز مَشاعر المواطنين من رواد السوشيال ميديا الذين شاركوا هذا الفيديو على صفحاتهم الشخصية، أن الشخص المُعتدي، قال لفرد الأمن بعد واقعة الضرب والسحل والشتائم أنه سيقوم بحبسهِ أيضًا ظنًا منه أنه يَعيشُ في «غابة» لا تَحكمها قوانين تُطبقُ على الجميع، وتخيلاً «وهميًا» منهُ أنهُ يَمتلك الدنيا وما عليها.

هذا الشخص المُعتدي حُرم كل الحرمان من نعمة «رقة القلب» إلا أنه فاز بـ «قسوة القلب» الذي يُعد مرضًا جعلَ قلبه متعلقاً بالدنيا «الفانية» والانشغالُ بملذاتها «الوهمية» المؤقتة.

قسوة الرجل المعتدي على فرد الأمن التي مارسها لأكثرَ من مرة قبل ذلك حسب كلام فرد الأمن في أحد الفيديوهات، تُؤكد أنَّ جبروته الأخير أبى إلا أن يَكشف الحقيقة في نهاية المطاف ويفضح المظاهر البرَّاقة التي يَقطنُ بها.

نحنُ لا نلوم هذا الشخص المعتدي أكثر من ذلك لكونه لم يَكن إنسانًا طبيعيًا ابتليَّ بمرض «قسوة القلب» و«جفاف الروح»، لأن من في مكانته ووضعه الاجتماعي يجب أن يَكون أكثرَ رفقاً بهذا الشخص «المسكين» الذي لا حيلة له أمام شخصٍ أعطاه الله من القوة والنفوذ حتى يَستغلها في مكانها غير الصحيح.

قبلَ أن أقول له إننا في هذه الدولة التي يحكمها القانون الذي يُطبق على الغني والفقير والقوي والضعيف والذي لا يستثني أحدًا، تذكر أن هذه الحياة «وهمية» تمضي بِسرعة لا تتوقف وسيأتي اليوم الذي تنطفئ فيه النجوم لنقف بين يدي الله سبحانه وتعالي ننتظرُ منه كريم عفوه وجميل ثوابه وغفرانه.

اقرأ ايضا للكاتب

عمر النجار يكتب لـ«الموقع» هل يستعيد الفن المصري أمجاده بعد غناء «فرح الديباني» أمام ماكرون؟

عمر النجار يكتب لـ«الموقع» ما بين ملياردير أوكرانيا و«ساويرس».. يكمن الفارق!

عمر النجار يكتب لـ«الموقع»إعلان إسعاد يونس يدعونا للتبرع لها.. أم لمستشفى الأطفال؟!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى