أراء ومقالاتالموقع

عمر النجار يكتب لـ«الموقع» لا تجلدوا العاملين في «أوبر» بتوبيخات ثقيلة

الكثير من الشباب المِصري خريجي الجامعات والمعاهد انضموا مؤخرًا للعمل في شركات تقديم خدمات التوصيل «أوبر» وذلك بدلاً من الجلوس في المنزل وانتظار الوظيفة، التي يَحلم بها ورُبما سيظل يَنتظرها لشهور أو عدة سنوات..

لم تكن هذه الفئة التي قد انخرطت وحدها في مِهنة «أوبر» بل هناك من يَعملون في وظائف «مُحترمة» نهارًا وانضموا مؤخرًا لعالم «أوبر» وذلك لتحسين دخلهم الشهري وأيضًا لمواجهة غلاء المعيشة.

البعض في المجتمع المِصري لا يُدرك حتى الآن بأنَّ العمل الوطني مُتكامل من أقل وظيفة وصولاً لأعلاها، وأنَّ مهنة أوبر أو سائق التاكسي أو حتى أقل وظيفة في البلد لا تقل في قيمتها عن باقي الوظائف..

لأنَّ كل فرد في المجتمع يُقدم خدمة لوطنه بحسب موقعه في العمل..

لذلك يجب أن يَتعامل المواطنون بدرجة من الرُقي أكثر وأكثر مع من يُساهمون في توصيلهم إلى أماكن عملهم أو إلى منازلهم..

لا يجب أن نتعامل معهم بنظرة الخادم الذي يَجب أن يُوفرَّ لك كل ما تحتاجه وما تطلبه وما تتمناه خلال رحلتك مع «أوبر»..
ولأنَّ كثيرًا ممن يعملون في شركات نقل الركاب في مصر هذه الأيام ربما يعملون في وظائف محترمة، وكذلك فإنهم شباب على قدر عالي من الثقافة والاحترام والرُقي..

لذلك يجب التعامل معهم بالتشجيع لا بتوجيه الأوامر والتعامل معهم كأنهم خدم لسيادته.

البعض من العاملين في «أوبر» عرضوا أكثر من شكوى خلال الحديث مع زملائهم ومعارفهم وأقاربهم الذين شجعوهم لخوض هذه التجربة التي يأملون من خلالها الحصول على وظيفة بدلاً من تضييع الوقت في المقاهي وتحسين دخلهم الشهري بعد الانتهاء من عملهم الأساسي..

ومن أمثلة الشكاوي التي أثرت في نفسية أحد العاملين في إحدى شركات نقل الركاب، بأنَّ فتاة في مُقتبل عمرها تحدثت معه بصورة غير لائقة أثناء توصيلها إلى منزلها عندما دخل في أحد الشوارع الخطأ بسبب سيره على «GPS» الذي قد وجهه إلى السير في هذا الشارع، إذ كان حديث الفتاة لا يَليق باحترامها لنفسها أو حتى من يَكبرها سنًا في العمر أو حتى تقديرًا لهذا الرجل الذي يُسهم في تحسين دخله الشهري.

ليس عيبًا أن تتعامل بكل رقي وتقدير مع أشخاص رُبما اضطرتهم ظروف الحياة من العمل في هذه المهنة لأن دخلهم لا يكفي احتياجاتهم..

ليس عيبًا أن نتعامل مع شباب خريجي الكليات والمعاهد ربما اضطرتهم ظروف الحياة في العمل بسبب ندرة الفرص في الوظائف.

من أكبر الكوارث التي نجدها في بعض المجتمعات العربية بشكلٍ عام هو أنْ يُحدد البشر الاحترام والتقدير لوظائف مُعينة فقط ويتجاهلوا الباقي من الوظائف الأخرى، وذلك في الوقت الذي لا يَعرفون فيه بأنه لا تصلح ولا تدور عجلة الحياة إلا بوجود كل المهن والوظائف الأخرى.

وعلى الجميع أن يعرف ويُدرك أنَّ حياتهم لن تستقر أو تستمر إلاَّ بوجود كل الوظائف والمهن من أقل مستوى حتى أعلى مستوى، وأن لذة الحياة ومتعتها في التنوع، وأن قيمة الحياة تكمن في الاختلاف في المهام والمسؤوليات والواجبات بين المواطنين.

اقرأ ايضا للكاتب

عمر النجار يكتب لـ«الموقع» عن «منادو الروبابيكيا» و«بائعو العقارات».. كلاهما مزعج

عمر النجار يكتب لـ«الموقع» عن خناقة «الفنانات»: نشوف تمثيلهم نصدقهم.. لكن أفعالهم تفضحهم!

عمر النجار يكتب لـ«الموقع» لا تلوموا مستريح أسوان.. ولكن لوموا أنفسكم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى