أراء ومقالاتالموقع

عمر النجار يكتب لـ«الموقع» عن «واقعة الأهرامات» .. تُشعل فتيل الزيادة السكانية غير المتعلمة

أعتقد أنَّ الزيادة السُكانية المُتسربة من التعليم أخطر تهديد يُواجه الدولة المصرية بشكلٍ حقيقي لِكونها تعيق نمو المُجتمع وتطوره في كافة المجالات، وهذا ما رأيناه في المشهد المُؤسف الذي تمَّ تداوله على وسائل التواصل الاجتماعي ويظهر تحرش مجموعة من الشباب والصبية بسائحات أجنبيات ومضايقتهنَّ عند سفح الأهرامات خلال أيام عيد الفطر.

ليس هناك مشكلة من الزيادة السكانية طالما كانت مُرتبطة ارتباطاً وثيقاً بمراحل التعليم بكافة أشكاله والتفوق فيه وعدم التسرب منه، لكن وجود زيادة سكانية غير مُحددة الأهداف والمعالم أخطر ما يُعيق تقدم الدولة، لأنها لا تكون عبئًا اقتصاديًا فقط بل عبئًا في كافة النواحي.

ببساطة الزيادة السكانية غير المتعلمة تُنتج الأمية والجهل والبلطجة والتحرش والإرهاب وكافة الأشكال السلبية..

وهذا المشهد المُؤسف لا يتكرر فقط في منطقة الأهرامات مع السائحين الأجانب بل يتكررُ في أيام الأعياد والمناسبات مع الفتيات المصريات بشكلٍ مُستمر.

ما لاحظه العديد من المصريين عبر وسائل التواصل الاجتماعي في الفيديو المُنتشر الذي يَرصد مُضايقة الأجانب يدل على
أنَّ هذه الفئة الموجودة بمنطقة الأهرامات وغيرها من المناطق لم تُكمل دراستها وتسربت من مراحل التعليم المبكرة..
وأنَّ هؤلاء الصبية لم يَتعلموا مهنةً أو حرفةً تُفيد المُجتمع بشكل حقيقي.

الكل يتفق على أنَّ الزيادة السكانية المتسربة من التعليم تُضعف البنية الاقتصادية الإنتاجية للمجتمع والفرد وتزيد من حجم الكوارث الاجتماعية ابتداءً من الاعتداء على الآخرين وممتلكاتهم وغيرها وصولاً للاعتماد على الغير في توفير الاحتياجات من مأكل ومسكن.

الرئيس عبد الفتاح السيسي، كان مُحقًا عندما كان يُعطي نبذة في معظم أحاديثه، التي كان آخرها في حفل إفطار الأسرة المِصرية عندما تحدث عن خُطورة الزيادة السكانية وآثارها السلبية على المُجتمع المصري بشكل عام من ناحية أنها تُعيق أي تقدم في مَجالات التنمية وغيرها في كافة المجالات.

البعض يعتبر مقاومة النمو السكاني بأنها حرب ضدَّ الشرع والدين لكنْ لم يضعوا أي اعتباراتِ أخرى للزيادة السكانية الفجَّة التي تأتي من أشخاصٍ لم يَهتموا بفكرة تعليم أبنائهم مُنذ الصغر..

لأنَّ فكرة التسرب من التعليم تُحوّل اهتمام الحكومة ومؤسسات المجتمع المدني من البناء والإعمار والتطوير إلى الاهتمام بمراكز الإصلاح والعلاج وكذلك زيادة عدد السجون.

نحنُ هنا يَجب ألا نُعول على ضرورة مُعاقبة هؤلاء الصبية والشباب الذين ظهروا في فيديو التحرش بالسائحات الأجانب بِقدر ما نعول على التركيز على خطورة الزيادة السكانية غير المُتعلمة من ناحية ضرورة وضع قوانين إلزامية في المراحل الأولى من التعليم مع تطبيق آليات للمتابعة والتنفيذ وأيضًا السماح للطلاب المُتسربين من التعليم بالالتحاق بغض النظر عن أعمارهم وفق شرط محددة ومُيسرة وتوفير منح مالية تشجيعًا لهم.

لعلَّ هذه الواقعة المُؤسفة التي حدثت في منطقة الأهرامات تُوقظ فكرة الانتباه لخطورة الزيادة السكانية المُتسربة من التعليم والتفكير خارج الصندوق لِوضع إجراءات علاجية حقيقية تُوقف نزيف التسرب من التعليم من خلال وضع خُطة وطنية لإعادة تأهيل المُتسربين مع ضرورة وضع قوانين إجبارية تُلزم بِمعاقبة أولياء الأمور في حالة تسرب أبنائهم من التعليم..

لذلك، أعتقد أنَّ الحلول الإلزامية على أولياء الأمور بعقوبات مُشددة في حالة تسرب أبنائهم من التعليم ستُوقف على الأقل النزيف الناتج من الزيادة السكانية لأنها ستضعهم أمام إطار المَسئولية الحقيقية وفي الوقت نفسه أمام طائلة القانون.

اقرأ ايضا للكاتب

عمر النجار يكتب لـ«الموقع واقعة الكومباوند.. صفعة للإنسانية

عمر النجار يكتب لـ«الموقع» هل يستعيد الفن المصري أمجاده بعد غناء «فرح الديباني» أمام ماكرون؟

عمر النجار يكتب لـ«الموقع» ما بين ملياردير أوكرانيا و«ساويرس».. يكمن الفارق!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى