أراء ومقالاتالموقع

عمر النجار يكتب لـ«الموقع» عن «الدبلوماسية البريطانية».. جاريث بايلي نموذجًا للرقي

لمْ تأخذ تلك المُهمة بالنسبة للسفير البريطاني في القاهرة، جاريث بايلى، أثناء استقباله للضيوف الذين حضروا احتفالية السفارة الخاصة بعيد ميلاد الملكة إليزابيث الثانية، الذي تزامن مع الاحتفال باليوبيل البلاتيني لحكمها وجلوسها على العرش منذ 70 عامًا، الطبيعة الروتينية والرسمية الجامدة..

حيث اتّبع مدرسته الخاصة في استقبال الضيوف بكل ترحاب ووجه بشوش، مُهتما بِتفاصيل كانت لا تُلقى اهتمام لدى غيره عندَّما يُقدم أحد المَدعوين والحاضرين نفسهُ له.

«جاريث بايلي» اقتربَّ كثيرًا من قمة المُجتمع المِصري بداية من أدبائه وفنانيه ومُثقفيه وصولاً إلى سياسييه واقتصادييه ودبلوماسييه، كما أنهُ خلَّق نوعًا معيناً من الانفتاح مع المُجتمع المصري، وهذا ما ظهرَّ جليَّا في حديثه الرائع عن النجم المِصري، مُحمد صلاح، الذي يَعشقه المِصريون والبريطانيون.

في كلمتهِ أثناء الاحتفالية، أبهرَّ السفير البريطاني بالقاهرة، كل الحضور بِقدراته اللُغوية من ناحية إتقانه للعربية الفصحى والعامية والكلمات الدارجة في المُجتمع المِصري، التي على إثرها لفت الأنظار إلى كفاءته العالية، حيث يتمتعُ بلغةٍ عربيةٍ سليمة..

أحاديث، جاريث بايلي، في أي احتفالية أو مناسبة دائمًا ما تكون عبارة عن أفكارٍ جديدة وآراءٍ غير مطروقة لأنها تأتي نتيجة تفكيره الدائم فيما يُقوي العَلاقات بين البلدين «مِصر وبريطانيا»، لذلك جاريث بايلي، أعطى للدبلوماسية مَعانيها الرفيعة ودورها الحقيقي في تقوية العَلاقات بين البلدين، لأنَّ طبيعة العمل الوظيفي الدبلوماسي تكاد تختلف عن الوظائف الأخرى، لكونها تتعلّق بطبيعة العَلاقات بين الدول والشعوب وتعزيز جسور التواصل مع أطياف المُجتمع الآخر.

من يبحثُ ويُدقق في أرشيف السفير البريطاني، جاريث بايلي، يتأكد له أنه موهوبًا في إتقان اللغة العربية أثناء الحديث بها سواء على شاشات التلفاز أو حتى أثناء حضوره لأي مُناسبة، وهذا يعود إلى أنه بدأ مسيرته الدبلوماسية في القاهرة، حيث عمل سكرتيرًا ثانيًا في السفارة البريطانية بالقاهرة في الفترة من 1998 حتى 2002، قبلَ أنْ يتولى في الوقت الحالي مُهمة السفير البريطاني بالقاهرة..

لذلك «جاريث بايلي» من عشاق مِصرَ، حيث كانت أولى مَحطاته التي شغلَّ فيها أول منصب دبلوماسي مُنذ 23 عامًا مَضت، وأن تصريحاته بشأن تحسين اللغة العربية بالنسبة له أهم ما يُشغله، وأنَّ حديثه في أي احتفالية لا يَخلو من الحديث باللغة العربية، وهذا كان واضحًا في احتفالية السفارة، بعيد ميلاد الملكة.

احتفالية السفارة البريطانية بالقاهرة كانت لها طابع خاص ومُميز من حيث التنظيم وحضور المُشاركين، وكذلك كلمة السفير والأغاني التي تخلَّلت الحفل، والأداء المُمتع لسماع الموسيقى..

هذه الاحتفالية تأتي في لحظةٍ تاريخية لملكة تحظى بشعبية كبيرة في المملكة المتحدة، وأيضًا لِكونها تظهر البعد التاريخي والوطني لهذا اليوبيل البلاتيني من خلال التكريم والإصدارات التذكارية والمعارض والبرامج الخاصة بهذه المناسبة والحفلات المُوسيقية.

ما أود قوله في نهاية حديثي عن، جاريث بايلي، أنه ليس من السهل عليهِ أنْ يجمع بين الوظيفة الدبلوماسية وحب الناس التي تمثلت في روحه الاجتماعية الراقية التي تركت في الحاضرين ذكرى طيبة..

فهنيئاً لهذا السفير المَرموق، الذي نالَ حب الحاضرين في الاحتفالية أثناء حديثه الدائم والرائع عن النجم المِصري، مُحمد صلاح، وعن العَلاقات المِصرية- البريطانية القوية وغيرها من كل الأمور التي تجمع بين البلدين.

اقرأ ايضا للكاتب : 

عمر النجار يكتب لـ«الموقع» لا تجلدوا العاملين في «أوبر» بتوبيخات ثقيلة

عمر النجار يكتب لـ«الموقع» عن «منادو الروبابيكيا» و«بائعو العقارات».. كلاهما مزعج

عمر النجار يكتب لـ«الموقع» عن خناقة «الفنانات»: نشوف تمثيلهم نصدقهم.. لكن أفعالهم تفضحهم!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى