أراء ومقالاتالموقع

عمر النجار يكتب لـ«الموقع» حلقة بَرنامج شريف عامر .. بلا حارس البوابة

حال المَواد المُتداولة في مَنابر الصحافة والإعلام سواء كانت مادة تليفزيونية أو صحافية حاله هيَّ تمامًا كحال مَناهج الجامعة التي تُسهم في تعليمِ وتثقيف الطلاب.

ومنْ هنا يَجبْ التأكيدُ على أنَّ استضافة الإعلامي، شريف عامر، لصاحب كليب ما يُسمى «شيماء»، كانت استضافة غير مِهنية على الإطلاق.. ويُمكن وصف الحلقة بأنها حلقة ظهرت للنور بلا حارس البوابة.

لقد كان ظُهور الضيف في الاستديو مع الإعلامي شَريف عامر، زعمًا غير صحيح أنَّ هناك قضية تستحقُ المناقشة.. لكن في الحقيقة العكس هو الصحيحُ تمامًا.

فصاحب الكليب أساسًا ليس لديه مَوضوع يَستحق المناقشة أو الاهتمام ناهيك عن الاستضافة في برنامج تلفزيوني يُمكن أنْ يُوصف بالجماهيرية….

كلمات الكليب «شيماء» نصهُا كالتالي:

«واد يا سُوستــــــــــــــة يا رايــــــــــــــــــــــق..
شيمـــــــــــــــــــــــــــاء شيمـــــــــــــــــــــــاء..
في الشـــــــــــــــــــــــارع والحــــــــــــــــواري..
ماشــــــــــــــــــــــــــي أنـــــــا مــــــش داري..»،‏!!!‏

ما كل هذا الهراء ؟؟
ما كل هذه التفاهة ؟؟
ما كل هذا الاستعباط؟؟.. الذي جاءَ في كلمات الأغنية المُبتذلة.

ولا أريد الاسترسال في التساؤلات السلبية الاستنكارية إلا أنّهُ في الحقيقة لقد بلغ السيل الزبى.

وليسَ صحيحًا كما يَدعي أصحاب نظرية «أنَّ مِصر بها أكثر من 100 مليون شخص ‏وبها ثقافات مُتعددة ولا يجب فيها تطبيق ثقافة المنع، خاصةً في ظل ‏ظهور وانتشار السوشيال ميديا‎».

فلم يَعد الأمر يَستحق التجاهل.. وما نراهُ اليوم ملقى على قارعة الطريق ضحية لكل هذا العبث والسخف واللامنظم هو الذوق العام، هو قضية تربية وإعداد الأجيال الصاعدة..

والأخطر في هذا المشهد المُزري أن يُصبح التليفزيون يعملُ بلا «نظرية حارس البوابة»، تلك النظرية التي أفنى فيها أساتذتنا ساعات وسنوات طوال في تدريسها لنا في كليات الإعلام.

كلمات أغنية «شيماء» مُبتذلة ومُتدنية ولا تَرقى على الإطلاق إلى مستوى الذوق العام المِصري أو غير المِصري، وكان يجب على القائمين على التليفزيون أنْ يُعدوا ويُنتجوا حلقة بـ عنوان «لماذا تدنى الذوق العام لدى بعض الأجيال الجديدة بسبب انتشار ما يُسمى بـ المهرجانات»، وكان يجب أن يُدعى مُتخصصون من أساتذة علماء النفس الاجتماع وأساتذة في الإعلام ونقاد تليفزيون ليُناقشوا مخاطر ظاهرة المهرجانات.

فالإعلام الحقيقي هو الإعلام الذي يهدفُ إلى التوعية والتنوير.. ولا ينبغي أنْ نهتم بكل ما يُطرح على وسائل السوشيال ميديا، ولا ينبغي أن يُصبح أي هراء مَحل جدل ونقاش، ولا يَصح دعوة صاحب التريند، لمُجرد أن فيديوهاتهُ المُتدنية المستوى تخطت ملايين المُشاهدات.

للآسف لقد ارتكب الإعلامي شريف عامر، جنحة إعلامية أخلاقية في حق نفسه وحق مشاهديه وحق المُجتمع الذي أشاد به.. فـ بعد الإشادات الكبيرة التي تلقاها الإعلامي، شريف عامر، بعد تقديمه حلقة «الطفل المعجزة أحمد تامر، الذي أتمَّ حفظ القرآن الكريم وهو في سن الخامسة»، أصبحَ الآن محل انتقادات كبيرة من مُعظم طبقات المجتمع من كتابٍ وصحافيين وأساتذة جامعات ومُثقفين وأدباء بسبب استضافته لصاحب كليب ما يُسمى شيماء.

نظرية حارس البوابة Gatekeeping Theory، ‏التي يدرسونها لطلاب كليات الإعلام هدفها المُساهمة في تحديد وتوضيح وإبراز المهام والمسؤوليات المجتمعية للمُؤسسات الصحافية والتليفزيونية..

وللتذكرة فإنَّ أبرز المهام والواجبات المُلقاة على عاتق المؤسسات الصحافية والإعلامية الآتي:

1/ تمرير المعلومات بمصداقية مع ضرورة توخي الدور التوعوي في المُجتمع.

2/ تجنب نشر أو عرض المواد الإعلامية السلبية.

3/ تجنب عرض مَشاهد من فيديوهات تتنافى مع العادات والتقاليد للمُجتمع مثل ما جاء في فيديو كليب «شيماء»، لأنَّ فيها تأثيرات سَلبية على أفراد المجتمع.

وفي الختام، يَجبْ أنْ نُذكر بأنَّ مهنة الإعلام والصحافة هيَّ مِهنة تَرمي إلى الحفاظ وصيانة وتدعيم القيم الاجتماعية والمَعايير التي تُعد ثوابت وليسَ مُتغيرات كما يَدعي أصحاب نظرية «مِصر بها 100 مليون شخص»، ولا بُد لكل رجال الإعلام والصحافة منْ احترامها…!

إقرأ أيضاً للكاتب

عمر النجار: هل يعتذر شريف عامر .. أم يترك جماهيريته على المحك؟

عمر النجار يكتب: «موقع الموقع» .. كيان جديد لصحافة شبابية مُختلفة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى