أراء ومقالات

عمرو سهل يكتب لـ ” الموقع” عيون الكلام..«دمج الإعلام الرقمي .. أمن قومي»

أثار تساؤل رئيس مجلس الوزراء – الذي جاءت صريحة خلال كلمته في مؤتمر مستقبل الإعلام الذي نظمته وزارة الإعلام عن مستقبل الإعلام الذي يتطور سريعا بعيدا عن قوالبه القديمة وطريقة وصول المعلومة للمصريين في المستقبل- مخاوف عن توسيع الفجوة بين صانع الحدث وهي الدول والحكومات وبين ناقلها عبر الصحافة الموازية التي ضيقت الخناق على نظيرتها التقليدية حتى حولتها إلى جزء من التاريخ.

فبعد التسارع الرقمي الذي يشهده والعالم والذي تسير فيه الدولة المصرية بقفزات هائلة بات من المهم التساؤل عن قدرة الإعلام الرسمي على الحفاظ على دوره أو البقاء في الساحة خاصة مع تراجع المزاج عن اللجوء إلى الصحافة المطبوعة عالميا – فإعلام اليوم وأقصد المؤثر منه – شهد ظهور كثير من الأشكال الصحفية على السطح مؤخراً وحظيت بانتشار واسع على صفحات القنوات والصحف من خلال إنتاج التقارير باستخدام الموبايل أو ما يعرف بصحافة “الموجو” البودكاست، القصص الصحفية المدعومة بالبيانات وكل هذا شئ جميل اتفق عليه العرب والعجم كما يقولون لكن ما لم يتفق عليه أحد اليوم هو أخلاقيات النشر عبر هذه الوسائط ومعضلة التعامل مع المحتوى المضلل والمزيف الراغب في الإثارة والتوجيه فمقدمو المحتوى غير منضمين لكيان منظم بل بات صانع التوجه والرأي مجموعة من النشطاء والمدونين وأصبح المستخدم هو قائد الاتصال من حيث القراءة والتوزيع مع اختلاف أنماط استهلاك المستخدمين من هنا تظهر أهمية “محو الأمية الرقمية” فإن تحصين القارئ عبر المداومة على مواجهة المحتوى المضلل أمر مرهق يستنزف طاقات كثيرة وأموالا طائلة ولا بديل لمواجهة ذلك إلا بتأسيس أجيال تعي مفهوم الإعلام المدقق ليتحول المستخدم من مجرد متلق إلى فاحص مدقق ناقد وهو ما أشار إليه الاتحاد الأوروبي بإصداره إعلان “جرانولد” لتعليم صغار السن كيف يتعاملون مع الإعلام.

إن التوجه المطرد المدرك لأهمية وخطورة الرقمنة ملح وضروري فإننا إن بقينا قابعين في المربع “صفر” وهو الصراع بين كهنة الورق وصناع الرقمنة وهو صراع حفاظ على النفوذ سخيف لا يعلي مصلحة مصر ولا المشتغلين بإعلامها الذين قد يشغلهم الحرص على الانتصار للرأي عن بناء مستقبل للإعلام المصري الذي هو أيضا مستقبلهم .

فليس أمامنا بديل اليوم عن الإسراع بمج تكنولوجيا الذكاء الاصطناعى فى صناعة الإعلام خاصة ما يتعلق بتكنولوجيا الواقع الافتراضى كذلك استغلال التطور فى ظهور الفيديو عن الطلب Video on demand و انتشار الجيل الخامس من شبكات الاتصال.

وفي سبيل ذلك من المهم أيضا تأسيس شراكات للاستعانة بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعى لتطوير صناعة الإعلام فى مصر مع التعرف عن كثب على احتياجات المستهلك المصري إعلامياً لتحديد خطة عمل لاستخدام البدائل الرقمية ومن لطائف الأقدار أن مصر على صعيد البنية المعلوماتية تمتلك رصيدا كبيرا من عوامل إنجاح ذلك حيث تقدمت 55 مركزاً عالمياً في مؤشر جاهزية الحكومة للذكاء الاصطناعى فصار ترتيبها 56 من بين 172 دولة كما نمتلك من الكوادر الإعلامية ما يكفينا وزيادة لإحداث نقلة ريادية على المستوى الإقليمي والدولي فقد أصبح الإعلام قوة رئيسية مضافة لأي دولة فإن تمتع إعلامها بالأسس المهنية والمعلومات الصحيحة والدقيقة ستزداد قوتها وإن كان غير ذلك فهو بلا شك أحد عوامل إضعافها .

إن الدراسة التي أكدت أن 43% من مواطني الشرق الأوسط وأفريقيا يعتمدون على مواقع التواصل الاجتماعي كمصدر للأخبار و ارتفاع نسب استخدام مواقع التواصل الاجتماعي في مصر يدعونا إلى المضي قدما في إحداث انتقال سلس بين الصحافة الالكترونية ونظيرتها التقليدية بات من ضروريات الحفاظ على الأمن القومي المصري فصون الرأي العام من موجات التضليل أولي خطوات استمرار بناء الدولة المصرية واستدامته.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى