أراء ومقالاتالموقع

عمرو سهل يكتب لـ”الموقع” عيون الكلام..”أنصفوه..إن كنتم صادقين”

 من جديد خلع بعضنا رداء الحياء وارتدى ثوبا صنع من قماش متلون حيكت خيوطه على ماكينات شيطانية لا تكل ولا تمل، ولم تفلح إعلان مبادرات أو تعليق لافتات في مواجهة ذلك السلوك البغيض الذي نسميه التنمر.

ولعل السفاهات التي أطلقها بعض المخبولين من مهاويس الساحرة المستديرة تجاه شيكابالا لاعب الزمالك عقب النهائي الأفريقي في وصلة استنكرها العقلاء من مشجعي الفريقين.

لكن الواقعة طرحت تساؤلا عميقا خاصة بعد الصمت الذي قوبلت به واختزل الجميع الواقعة في خانة “معلش عيال صغيرة أساءت الأدب” وهو إقرار ضمني بجواز تكرارها مع أشخاص آخرين وان اختلفت الظروف والملابسات فأمس كانت في ساحة الرياضة فأين تكون غدا.

الصمت المدهش الذي سيطر على إدارة النادي الأهلي تجاه تصرف بعض مشجعيه خطأ عظيم فمن حق إنسان انتهكت كرامته دون ذنب اقترفه أن يسترد كرامته أو على الأقل أن يطيب خاطره إحقاقا للحق وأيضا سدا لفوهة بندقية التنمر التي تقتل بلا رحمة أو ضمير هذا غن كنا نؤمن حقا بما أطلق من مبادرات لا يتجاوز أثرها على الأرض صوت من أطلقها هذا إن كنا عازمين حقا على إحداث نقلة حقيقة تعيد للأخلاق مكانتها وتستعيد هيبتها في النفوس.

وإن كنا غير عازمين على تقويم مسار شبابنا فعلى الأقل لنطبق القانون  فقد أقر الرئيس عبد الفتاح السيسي القانون رقم 189 لسنة 2020 بشأن تعديل أحكام قانون العقوبات الصادر بالقانون رقم 58 لسنة 1937 والذي يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن 6 أشهر، وبغرامة لا تقل عن 10 آلاف جنيه، ولا تزيد على 30 ألف جنيه، أو بإحدى هاتين العقوبتين كل من استغل صفات يعتقد أنها تسئ للمجني عليه، كالجنس أو العرق أو الدين أو الأوصاف البدنية، أو الحالة الصحية أو العقلية أو المستوى الاجتماعي.

إذن نحن أمام جريمة كاملة مرتكبوها تفاخروا بفعلتهم وسجلوها صوتا وصورة غير عابئين بالتبعات وباتت الكرة في ملعب مطبقي القانون الذين هم مسئولون اليوم أمام المجتمع لجعل كل هؤلاء الذين ظهروا في الفيديو الشهير عبرة لمن خلفهم فبغير ذلك لن تردع المبادرات ولن تفلح النصيحة مع من يأمن عقوبة تجاهلها.

إن الردع القانوني في الواقعة الأخيرة فرض عين لا يجوز أن نتركه جميعا وإلا نأثم جميعا ونهيئ أنفسنا أن نخضع يوما لمثل تلك المحاولات مستسلمين قانعين كما يجب أن يتم ذلك سريعا وقبل مباراة الفريقين المقبلة التي إن غاب ردع المتنمرين فسيسود قانون الغاب و”أخد الحق بالدراع” لنعيش ويلات تطاحن لفظي وشحن معنوي يودي بنا بلا شك إلى اشتباك بالأيدي وبغيره بين مشجعي الفريقين الأشهر مصريا وعربيا.

وينتظر العقلاء مؤتمرا صحفيا لقيادات الناديين يعلنان فيه وبوضوح أن ما حدث جريمة أخلاقية ننكرها ليستمع مشجعو الفريقين إلى صوت جاد يتمترس بدرعين هما القانون والحزم .

نحتاج بلا شك إلى منهج عملي لمواجهة سوء الخلق أما الاكتفاء بإطلاق مبادرات وشعارات إبراء للذمة وإخلاء للمسئولية فهي خيانة لقيم ومبادئ ترسخت في وجدان المصريين عقودا طويلة وهي اليوم تتعرض لموجات حلحلة وإزاحة ممنهجة في إطار موجة أعم وأخطر من تفكيك بنية المجتمع المصري والرغبة في انهياره وهي قوات المقدمة في حروب الجيل الرابع وقى الله مصر وشعبها ويلاتها .

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى