هلال وصليب

«علي جمعة»: على المسلم أن يكف لسانه عن أهل القبلة

كتب- أحمد عادل

قال الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف والمفتي السابق، إنه على المسلم كف لسانه عن أهل القِبلة ما أمكنه، حيث قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ).

وقال سيدنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث) [رواه البخاري ومسلم]، ويقول صلى الله عليه وآله وسلم: (إن الله كره لكم قيل وقال، وكثرة السؤال، وإضاعة المال) [البخاري ومسلم] ويقول أيضا في شأن الشهادة: (أرأيت الشمس فعلى مثلها فاشهد) [رواه البيهقي في الشعب]، وينبه أصحابه إلى خطورة الكلمة التي تخرج عن هوى أو عن رأي شخصي يسيطر عليه الانطباع ، ومدى تأثير مثل هذه الكلمة على الناس وعلى قلوبهم، وهو صلى الله عليه وآله وسلم الإنسان الكامل، والمثل الأعلى للبشرية كلها يقول: (لا يبلغني أحد عن أحد من أصحابي شيئا فإني أحب أخرج إليكم وأنا سليم الصدر) [رواه أحمد والبيهقي في الكبرى].

ويقول صلى الله عليه وآله وسلم لبيان أمانة الكلمة: (إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين فيها يزل بها في النار أبعد مما بين المشرق) [أخرجه البخاري] وفي ذات السياق يأمرنا الإسلام كتابًا وسنة، بإحسان الظن بالناس، فيقول تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ) [الحجرات:12]. وقد وبخ الله قومًا بسبب سوء الظن، فقال تعالى: (وَظَنَنتُمْ ظَنَّ السَّوْءِ وَكُنتُمْ قَوْمًا بُورًا) [الفتح:12].

قد روي عن جعفر بن محمد قوله: «إذا بلغك عن أخيك الشيء تنكره فالتمس له عذرا واحدا إلى سبعين عذرا فإن أصبته وإلا قل لعل له عذرا لا أعرفه». [البيهقي في شعب الإيمان]، وعن محمد بن سيرين – رحمه الله-: (إذا بلغك عن أخيك شيئًا فالتمس له عذرا فإن لم تجد له عذرا فقل لعل له عذر) [البيهقي في شعب الإيمان]. وورد عن الإمام مالك رضي الله عنه : (من صدر عنه ما يحتمل الكفر من تسعة وتسعين وجهًا ويحتمل الإيمان من وجه، حمل أمره على الإيمان).

وقد امتد ذلك الفهم وتعمق في عقول المسلمين حتى القرن الخامس، فنرى الإمام أبا حامد الغزالي يقول: «إن التكفير هو صنيع الجهال، ولا يسارع إلى التكفير إلا الجهلة، فينبغي الاحتراز من التكفير ما وجد الإنسان إلى ذلك سبيلا، فإن استباحة الدماء والأموال من المصلين إلى القبلة، المصرحين بقول: «لا إله إلا الله محمد رسول الله».

وأوصى علي جمعة: أن يكف المسلم لسانه عن أهل القبلة ما أمكنه، ما داموا قائلين «لا إله إلا الله محمد رسول الله»، غير مناقضين لها. والمناقضة: تجويزهم الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، بعذر أو غير عذر، فإن التكفير فيه خطر، والسكوت لا خطر فيه».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى