الموقعتحقيقات وتقارير

على غرار مقالب رامز جلال.. كيف تؤثر تلك البرامج سلبا على المجتمع؟

كتبت – منى هيبه

تملك برامج المقالب تأثير سلبي يتسبب في الإضرار بالمجتمع ككل، وخاصة علي الأطفال والشباب، بجانب ما تسببه من تشجيع على العنف والتطاول، باعتباره نوعاً من المزاح والدعابة، مما يؤثر أيضا على قيم المجتمع.

انتشرت منذ أيام حكاية لشاب يُدعى “هشام زكريا” من محافظة الإسماعيلية على مواقع التواصل الاجتماعي، كان يتواجد في مقهي مع مجموعة من أصدقائه، فقام بعض أطفال الشوارع بإلقاء أكياس مياه على “هشام” وفروا هاربين على أساس أن ذلك “مقلب”، فقام “هشام” بمنتهى العصبية لكي يلحق بهم، لكن من صعوبة الموقف سقط وتوفي في نفس اللحظة إثر أزمة قلبية.

و تدخلت قوات الأمن علي الفور وتمكنت من تحديد الصبية مرتكبي الواقعة وهم ثلاثة أحداث مقيمين بمحافظة الاسماعيلية، وتمكنت من إلقاء القبض عليهم وعلى أولياء أمورهم، وبموجب التحقيق أقروا بإرتكابهم الواقعة أثناء قيامهم بمقلب على النحو المشار إليه، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية، وتولت النيابة العامة التحقيق.

لم تكن تلك المرة الأولى ليحدث شئ كذلك، إنما حدث مثل تلك الواقعة منذ عام حيث قام صبي عمره 16 سنة في شوارع ناهيا بالجيزة على غرار المقالب التي يفعلها الفنان رامز جلال، ارتداء ملابس سيدة وقناعاً مخيفاً وأمسك بسكينة ووضع عليها “كاتشب” للإيحاء بأنها ملطخة بالدماء، وأخذ يطارد الأطفال والمارة في الظلام وقت انقطاع الكهرباء في ناهيا بالجيزة، وتسبب ذلك المقلب في وفاة طفلة عمرها 13 عامًا، نتيجة الصدمة والخوف عندما نظرت من شرفة منزلها وشاهدت الصبي.

لم تعد مجرد فكرة برامج تليفزيونية فقد تحولت إلى مشاهد واقعية في حياتنا، ما اعتبره البعض أمر يثير الرهبة و القلق، أصبحت مشاهد يراها البعض أنها عادية ولكنها في منتهي الخطورة لأن مثل هذة البرامج تؤثر علي سلوكيات الأطفال والمراهقين مما قد تسبب فاجعة مثل حادثة شاب الإسماعيلية.

ولكن هناك آراء تؤيد أن برامج المقالب ليس لها دور كبير في تلك الاعمال العنيفة وهناك آراء مضادة تؤيد أن برامج المقالب لها دور في توجيه الطفل لمثل تلك الأعمال غير الأخلاقية.

و قال الناقد الفني طارق الشناوي، إن برامج المقالب موجودة في العالم اجمع، ويجب ألا نقيس موضوع فردي وتتحول لقضايا عامة.

وأوضح أن هناك مسلسلات في الماضي كانت تحتوي نفس فكرة المقالب وبالفعل قام طفل وقتها بالصعود إلى سطح المنزل وتوفى، فاتجهت الأحاديث إلى أن المسلسل هو السبب في موت الطفل، مضيفاً أنه هناك الكثير من الأطفال وقتها شاهدوا المسلسل، ولم يفعلوا كما فعل ذلك الطفل.

وتابع «الشناوي» أن برامج المقالب موجودة في العالم أجمع و على مرور الزمان فقد قام الفنان فؤاد المهندس بها وإبراهيم نصر وهاني رمزي و محمد فؤاد، مؤكداً أن قالب المقالب لن يختفي، وستظل موجودة، فيجب عدم قياس كل شئ فردي و نخرج منه بقضية عامة.

وأشار «الشناوي» إلى أن جرعة السخرية في برنامج رامز جلال يجب أن تنخفض، لافتاً إلى أن العام الحالي لم يكن عام جميل لرامز في نسبة المشاهدات التي تراجعت بشكل كبيرة، بإلإضافة إلى عدم احتلال برنامجه المراكز العشرة الأولى في منصة شاهد.

كما قال الدكتور النفسي جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، إن الطفل يتأثر بالبرامج علي حسب نوعية البرنامج وسياق الحديث والسيناريو المكتوب، لأن الطفل وليد التقليد، أي أنه يقلد الموقف.

وأضاف: ما يفعلها رامز جلال ليس مقلب، إنها تمثيلية ذات تكلفة عالية، بين اتنين يقوموا بتمثيل دور معين، لا يوجد بها كوميديا ولا إثارة، وتابع واصفاً برنامج رامز جلال بتمثيلية فاشلة لا يوجد بها جاذبية وخالية من الكوميديا، فالبالتالي الطفل لن يقوم بتقليدها.

وأوضح«فرويز» أن الاطفال أذكياء جدا ينظر في وجه الاشخاص إذا وجد خوف أو ضحك، سيقوم بتقليد المشهد تاني من أجل الحصول علي مكسب معنوي وهم إضحاك الأفراد.

و أشار إلى أنه هناك برامج مقالب أخرى يقوم بها الأفراد بالضحك أو الكذب علي آخرين وتلك أيضا لا يوجد بها كوميديا، لأنها أفكار معادة و مكررة يفعلوها من أجل الاستفزاز فقط.

وأكمل حديثه أن ما فعله المراهقين في شاب الإسماعيلية يعبر عنه مثل ” من أمن العقاب أساء الأدب”، وأشار إلى أنه يجب معاقبة تلك الاطفال وأهلهم أيضا على ذلك الفعل الذي قاموا به.

وشدد «فرويز» على دور الاسرة المصرية في الاهتمام بالتربية والوعي و تعليم الطفل ما الفرق بين الصواب والخطأ.

وأكد على أن قلة الوعي و التربية والإهمال في مراقبة الأطفال هو ما يفعل بنا ذلك، لافتا إلى أهمية مراقبة الأطفال وعدم تركهم للشارع والسوشيال ميديا، لأنهم يقوموا بتقليد ما يشاهدوه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى