هلال وصليب

علام:ندعم حرية الاعتقاد والرأى فى حدود حفظ الكرامة الإنسانية

كتب _ أحمد عبد العليم

قال الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، إن الكثيرين يرون ما يسمَّى بـ”صراع الحضارات” أنه السمة الأبرز لواقعنا المعاصر فيما يبدو، وقد استدلَّ أصحاب نظرية الصراع على ذلك من زيادة مؤشر مشاعر العداء والكراهية بين المناطق الثقافية، لاسيما بين العالمَيْنِ الإسلامي والغربي، التي ميَّزت الرُّبع الأخير من القرن العشرين والعقدين الأوَّلَيْنِ من القرن الحادي والعشرين.

جاء ذلك خلال كلمته التي ألقاها اليوم أمام مجلسَي العموم واللوردات البريطاني ضمن زيارته الرسمية لبريطانيا، حيث وجَّه الشكرَ في مستهلِّ كلمته إلى كلٍّ من : جونثان لورد، رئيس المجموعة البريطانية المصرية بمجلس العموم البريطاني، و سمير تكلا، مستشار المجموعة البريطانية المصرية بالبرلمان البريطاني وأمينها العام، على دعوتهما له وإتاحة الفرصة للحديث حول دَور القيم الدينية المشتركة في تعزيز السلام العالمي.

وعبر المفتي عن انطباعه عند دخوله مجلس النواب البريطاني قائلًا: “عندما دخلت من الباب الرئيسي لمجلس النواب البريطاني شعرت بالتاريخ يتحرك من أماني وهو تاريخ طويل من العطاء”.

وأشار إلى أننا احتفلنا في مصر قبل ثلاث سنوات بمرور 150 عامًا على إنشاء البرلمان المصري العريق، مؤكدًا أن البرلمانات وعلى رأسها البرلمان المصري والبريطاني بذلوا الكثير من الجهود من أجل استقرار المجتمعات.

وتابع قائلًا: “اسمحوا لي أن أتوقَّف لحظةً للاعتراف بالجهود التي تبذلها البرلمانات الوطنية، مثل البرلمان البريطاني الموقَّر والبرلمان المصرية، وكذا المنتديات العالمية والمؤسسات العلمية، التي أشرف بالانتماء للكثير منها، على مدى العقود القليلة الماضية في دعوة كافَّة أطياف البشر للجلوس على الطاولة والدخول في حوار حقيقي بين الثقافات؛ فالتزامها بتعزيز التفاهم بين الثقافات أمر جدير بالإشادة حقيقةً.

وأكد المفتي، أن مصر لديها تجربة رائدة في العيش المشترك تعد نموذجًا فريدًا في تطبيق مبادئ المواطنة، حيث عملت على التركيزَ على القواسم الدينية والجغرافية والتاريخية المشتركة بين المسلمين وإخوانهم المسيحيين؛ كي أتمكَّن من تحديد مناطق التواصل المثمر في الماضي، وإمكانية زيادة هذا التواصل في المستقبل، وبالتالي تعميق العلاقات بين المسلمين والمسيحيين، مضيفًا: “ولقد شاركتُ بطبيعة الحال في عدد من المبادرات العالمية المنظَّمة، وتشمل: الحوار مع الكنيسة الكاثوليكية، ومع رئيس أساقفة كانتربري، بالإضافة إلى قادة دينيين آخرين”.

وأشار إلى أن الدساتير المصرية منذ دستور عام 1932 وصولًا إلى تعديلات الدستور المصري عام 2014 كانت حريصة على إقرار مبدأ المواطنة والمساواة بين جميع المصريين في الحقوق الواجبات وضمان حرية الاعتقاد وممارسة الشعائر الدينية.

وألمح المفتي في كلمته إلى أنَّ من بين المشاكل التي تواجه العالم الحديث الآن هي مشكلة المرجعية؛ ففي الإسلام وغيره من الديانات نشهد ظاهرة تصدِّي غير المتخصصين ممَّن ليس لهم نصيب وافر من التعليم الديني وتنصيب أنفسهم مرجعيات دينية، بالرغم من أنهم يفتقرون إلى المقوِّمات التي تؤهِّلهم للحديث في الشريعة والأخلاق، وقد أدَّى هذا التوجُّه إلى أن فُتح الباب على مصراعيه أمام التفسيرات المتطرفة للإسلام التي لا أصل لها، وفي واقع الأمر فإن أحدًا من هؤلاء المتطرفين لم يدرس الإسلام في أيٍّ من معاهد التعليم الديني الموثوق بها، وإنما هم نتاج بيئات مفعمة بالمشاكل، واعتمدوا على تفسيرات مشوهة ومنحرفة، ويهدفون إلى إشاعة الفوضى لتحقيق أهداف سياسية.

وتابع: دورنا بوصفنا قيادات دينية قضت حياتها في دراسة النصوص الدينية هو إعادة المرجعية بإعادة مَن لهم قدم راسخة في العلم. لقد بدأتُ من خلال منصبي الحالي في تقديم صورة للمرجعية الإسلامية من شأنها أن تسهم في فهم الإسلام كما ينبغي، وستساعد على العيش معًا في سلام عادل ودائم، والتعاون فيما بيننا على أساس الشراكة والاحترام المتبادل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى