الموقعتحقيقات وتقارير

عدو “القرآن” والتراث.. أستاذ حضارة إسلامية يفحم “إسلام البحيرى”.. ماذا قال؟

«المفكر التلفزيوني» اشتهر بأرائه الشاذة للتشكيك فى الثوابت والتراث وإثارة البلبلة

“حمزة” يرد على أخطاء الشخصية المثيرة للجدل: التراث علم له مناهجه وقواعده ورجاله وليس لكل من هب ودب”

أستاذ الآثار الإسلامية: مايقوله “البحيرى” لا يمت للمنهج العلمى السليم بصلة

تقرير- أسامة محمود

دائما يثير الجدل ويتعرض لقضايا مختلف عليها ويهاجم ويشكك فى الثوابت والأصول ويطعن فى السيرة النبوية المشرفة إنه الباحث إسلام بحيري الذى أثار جدلا واسعا بين الأوساط المصرية والدينية والاجتماعية خلال الفترة الأخيرة ، وذلك بسبب آرائه الشاذة التي يعرضها فى لقاءته التليفزيونية أو مقالاته أو كتبه فهو من قال إن الإسلام لم يعرف معنى الدولة في عهد الرسول صل الله وعليه وسلم ، وتدرج في الطعن حتى وصل به الأمر إلى التطاول على آيات القرآن، والتطاول على سيرة النبى صل الله وعليه وسلم وزواج الحبيب من أم المؤمنين السيدة عائشة رضى الله عنها كما طعن وأنكر أيضا فى التراث والحضارة الإسلامية.

وأثار خلال برنامج قدمه خلال الفترة المضية الجدل في الأوساط الدينية، بعد أن ناقش بعض الأحاديث والآيات غير المقنعة من وجهة نظره، وأصدر من خلاله بعض العبارات المسيئة للنبي والصحابة والأئمة.

وتعليقا على هذه المغالطات والأخطاء الذى تحدث عنها “البحيرى” قال الدكتور محمد حمزة إسماعيل أستاذ الآثار والحضارة الإسلامية وعميد كلية الآثار بجامعة القاهرة سابقا، قائلا: اليوم نرد ردا علميا على بحث أحد المناهضين للتراث والداعين إلى إنكاره ونقضه وهدمه وإثارة الشبهات حوله والتشكيك في رموزه والقائمين على أمره وأخرهم شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، وهو الباحث إسلام البحيرى الذى وصف التراث بـ”القمامة، والعفن، وأئمة ملعونين على حد قوله وهذا عنوان البحث”.
كما ادعى كذبا وبهتانا زواج النبي عليه الصلاة والسلام من السيدة عائشة وهي بنت 9 سنين وهى كذبة كبيرة في كتب الحديث لإسلام البحيرى ( وقد انتهى من دراسته الي أن رواية البخاري رواية فاسدة النص ومرتابة السند؛ وأن عمر السيدة عائشة عندما تزوجها النبي كان 18سنة وليس 9 سنوات.

وتابع “حمزة” فى منشور له عبر موقع التواصل الاجتماعى “فيس بوك” حصل “الموقع “على نسخة منه أن”البحيرى” كرر نفس التطال والخطأ فى لقاء تليفزيوني له مع الإعلامى خيرى رمضان بحضور الشيخ الحبيب الجفري والشيخ أسامة الأزهرى، إلا أنه زاد في هذا اللقاء أن النبي تزوجها وعمرها كان مابين18 و50 عاما وقد كفانا مؤونة الرد الفقهي على آخطاء اسلام بحيري بخصوص نقد الرواية ونقد السند أو علل السند بعض العلماء ومنهم صاحب كتاب سيف الحق المنشور بالرد على إفتراءات كل غر بكسر الغين مغرور أحمد بن علي الجبيلي المصري؛ فضلا عن الجفري والأزهري في اللقاء التليفزيوني، مشيرا إلى أن كل ماقاله “البحيرى” لا يمت للمنهج العلمى السليم بصلة وهو المنهج التكاملي النقدي التحليلي المقارن للمصادر المباشرة وغير المباشرة على السواء؛ فهو من جهة قد اعتمد على قاعدة خطأ وهي انه قاس الماضي بمقياس الحاضر؛ مع ان لكل عصر ظروفه وثقافته.

وتابع أنه يجب ألا نقيس الماضي بمقياس الحاضر؛ ومن جهة ثانية فقد اعتمد أيضا على بعض الروايات والأقوال المرسلة التي تؤكد وجهة نظره وترك الروايات الأخرى المغايرة أي أنه اعتمد المنهج الانتقائى العشوائي او منهج التجزئة في اختيار الروايات المؤيدة له؛ وهذا هو عكس المناهج و القواعد العلمية والفقهية المعروفة والتي لم يطبقها في بحثه ومنها ) .

وأشار إلى أن المصادر الإسلامية المختلفة قد حددت تاريخ وفاة السيدة عائشة بعام57 هجرية أي بالتاريخ الهجري؛ وقد تم تحديد بداية التقويم الهجري عام17 هجرية أي أن 1هجرية توافق عام 622م؛ وبالتالي اذا كان عمر السيدة عائشة عند وفاتها هو 63 سنة وبضعة أشهر فهل كان ذلك التحديد وفق التقويم الهجري ام وفق التقويم الميلادي؛ وقس على ذلك ما يتعلق بتاريخ ميلاد السيدة عائشة وزواجها بالنبي صلى الله عليه وسلم وهجرته الي المدينة ودخوله بها؛؛ ولو طبقنا كل ذلك على ما اورده “إسلام البحيرى” في بحثه حول مولد وزواج السيدة عائشه وإرتباطها بالخط الزمنى لحياة الرسول عليه الصلاة والسلام شامل مبعثه وهجرته ووفاته؛

واكد : نجد أن التواريخ كلها بالتقويم الميلادى وكلها خطأ فهو يذكر أن بعثته صل الله وعليه وسلم وسلم كانت عام610م وهجرته عام623م ووفاته عام633م ولا ادى من أين من أين جاء بهذه التواريخ الخاطئة تماما؛ وخاصة الهجرة والوفاة ؛؛ وما بني على خطأ فإنه يتضمن الخطأ فقال ان عائشة ولدت قبل البعثة ب 4سنوات اي عام606م وتزوجها النبي قبل الهجرة بثالث سنوات اي عام620م وهو العام العاشر من بعثته ونزول الوحي عليه مما يعني ان عمرها وقتئذ كان14عاما وليس 6 أعوام كما ورد في الحديث؛ ودخل بها النبي في أواخر عام623م أو اوائل عام 624م اي ان عمرها وقتئذ كان 18عاما وليس9 سنوات كما ورد في الحديث؛

وكذلك اعتمد لتأكيد رأيه على تاريخ كل من اختها ذات النطاقين السيدة اسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها وكذلك ام أبيها السيدة فاطمة الزهراء رضي هللا عنها وهنا أيضا آخطاء علمية، متابعا أننا أردنا أن نصحح تاريخ بعثة الرسول الكريم صل الله وعليه وسلم وهجرته ووفاته وذلك على النحو التالي؛ المولد55 قبل الهجرة الموافق 569م؛ البعثة 14قبل الهجرة الموافق 609م؛1هجرية الموافق 622م؛الوفاة 11هجرية الموافق632 م؛ ولما كنا نؤيد ماورد في المصادر القديمة و ما إنتهت اليه الدراسات الحديثة الموثقة بخصوص سن السيدة عائشة عند زواج النبي بها ودخوله عليها ؛ ولذلك نستطيع تحديد مراحل حياة السيدة عائشة بمنتهى الدقة لأول مرة؛ وذلك اعتمادا على دراستنا التحليلية الدقيقة والمتعمقة لكل المصادر التاريخية والتقاويم والأدلة الآثرية المتعلقة بحياة الرسول صلى الله عليه وسلم من مولده وحتى وفاته عليه الصلاة والسلام من جهة؛ وما يتعلق بحياة السيدة عائشة في تلك المصادر من جهة اخري؛ فمولدها رضي الله عنها كان في السنة الرابعة من بعثته فيكون مولدها عام 10قبل الهجرة الموافق613 م؛ وتزوجها صلى الله عليه وسلم وعمرها 6 أو7سنوات أى عام 4قبل الهجرة الموافق619 م أو عام 3قبل الهجرة الموافق620م؛ وهاجرت وعمرها8سنوات أي عام 2 قبل الهجرةالموافق621م.

وتابع: ودخل بها صلى الله عليه وسلم وعمرها 9سنوات اي أواخر عام 1هجرية الموافق622م أوأوائل عام2 هجرية الموافق623م؛ ومات عنها صلى هللا عليه وسلم وعمرها18 عاما أي عام 11هجرية الموافق632م؛ وتوفيت رضي الله عنها عام 57هجرية الموافق676م وهذا يعني انها توفيت وعمرها 65 سنة بالتقويم الهجري) القمري( ٨+57=65 سنةوهو ما يوافق63سنة بالتقويم المبلادى 676_613= 63سنةأي انها توفيت وهي في عمر النبي صلى هللا عليه وسلم عند وفاته.
واوضح أنه : وفق التقويمين الهجري القمري والميلاد كما أثبتنا في دراستنا الموثقة عن تحقيق وضبط وتدقيق تاريخ ميلاد النبي صلى هللا عليه وسلم ومبعثه وهجرته ووفاته في التقاويم والمصادر التاريخية والنقوش الأثرية موجها نصيحة لإسلام البحيرى قائلا: “التراث علم له مناهجه وقواعده وطرائقه وأساليبه وله رجاله وليس كالكأل المباح يستحله لنفسه من يشاء وكل من هب ودب”.

وتابع: إذا كنت والكلام موجه لـ “البحيرى” : إذا كنت قد حصلت على الماجستير في طرائق التعامل مع التراث من جامعة ويلز فأين هذه الرسالة ولماذا لم تنشرها وماهي علاقتها بالدراسات الكثيرة التي نشرت حول هذا الموضوع سواء من المستشرقين او من العرب والمصريين؛ والمهم أنه لا يمكن دراسة التراث بمعزل عن تاريخيته؛ وفيه النافع والمفيد وفيه عكس ذلك فلنجمد غير النافع والمفيد ونطرحه جانبا إلى أن يناسب مقتضيات عصرنا ولنعظم ونستفيد من النافع والمفيد ونقويه ونجدده ونطوره ونبني عليه وفقا لمقتضيات عصرنا ومستجداته وأن يكون دستورنا في ذلك أن نكون في مستوى إسلامنا بالنسبة للذات وفي مستوى عصرنا بالنسبة للأخر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى