الموقعتحقيقات وتقارير

عبث في «ميموري» المصريين.. من يحاسب مقدمي وإعلامي البرامج على تشويه التاريخ؟

مطالبات بتشكيل مجلس أعلى للتاريخ وإصدار تشریعات وقرارات ملزمة لمنع العبث به

أستاذ آثار إسلامية: ما يحدث “مهزلة” وكأن التاریخ لا أب له ولا منھج علمي یحكمه ویضبطه

“حمزة”: “وسائل الإعلام حالیا تستعين بغیر المتخصصین وأصبحوا وجوھا مكررة كالوجبات الثلاث

تقرير –أسامة محمود

حالة من الجدل أثارتها تصريحات الكثير من مقدمى البرامج خلال الفترة الأخيرة ومن بعض فئات المجتمع “أطباء، مهندسين، إعلاميين، رجال دين، ومعدى البرامج فى الفضائيات، رجال ونساء” بشأن التحدث عن التاريخ والدين والهوية على شاشات الفضائيات المختلفة دون دراسة أو علم وتقديم أخبار ومعلومات مغلوطة وغير دقيقة عن التاريخ للجمهور أو المشاهدين وكأن التاريخ أصبح مباح لكل الفئات وصار “كالكلأ المباح یستحله لنفسه من یشاء، وكأنه مجرد حدوتة وحكایة أو قعدة وھو ما نراه أمام أعیننا في وسائل الإعلام المسموعة والمقرؤة و المرئیة، وفقا لتصريحات أستاذ الآثار والحضارة الإسلامية وعميد كلية الآثار جامعة القاهرة السابق الدكتور محمد حمزة إسماعيل، وصاحب برنامج “المؤرخ”.

وقال الدكتور حمزة ، فى منشور له عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعى “فيس بوك” حصل “الموقع” على نسخة منه إن هناك بعض الإعلاميين والصحفيين والمحامين والأطباء والمھندسين( د وسیم السیسي ود یوسف زیدان ود لمیس جابر والمحامي حسن سلیم والمحامي ولید فكري” صاحب برنامج قعدة تاریخ والمھندس سید كریم ود ندیم السیارو الاعلامي محمود سعد والإعلامي إبراھیم عیسى وعلماء الدین ومنھم د على جمعة ود سعد الدین الھلالي ود. أسامة الأزھري وغیرھم يتحدثون عن التاريخ وكان لا أب له أو منهج، أما الصحفیون فحدث ولا حرج ولا سیما من أخذ على عاتقه إصدار كتب عن دخول العرب المسلمین مصر وتحول مصر إلى دولة عربیة إسلامیة وذلك تحت مسمیات كثیرة وأخطاء أكثر سواء كانوا من الرجال أو من النساء ) ویتكلم و یتحدث بل ویكتب ویفتي وینظر في التاریخ بل وفي الدین والھویة الوطنیة.

وتابع أنه من اللافت للنظر أن بعض المعدین ورؤساء التحریر یكتبون اسكریبت مملوء بالأخطاء لأنھم اعتمدوا على المعلومات المدونة في المیدیا ولیس بمقدورھم الحكم على مصداقیتھا أوعدم مصداقیتھا، وكأن التاریخ لا أب له ولا منھج علمي یحكمه ویضبطه ویزنه بمعیار الموضوعیة والحیادیة والنزاھة والشفافیة والمصداقیة مع إخضاع الروایات والأخبار والأحداث أي المحتوى للنقد، وكذلك المؤرخین أنفسھم یخضعون للنقد الظاھري والباطني حتى نطمئن الي صحة مافي كتبھم، اما ما یحدث الان فعكس ذلك تماما فكل من ھب ودب یفتي وینظر ویھدم الأسس والأصول ویشكك في الرموز والھویة ویزلزل الثوابت بدون أدلة موضوعیة یقینیة وبدون منھج علمي سلیم.

وأوضح أنه للأسف ھناك جامعات ومؤسسات وأكادیمیات عالمیة في الغرب بل حكومات ومنظمات ورجال أعمال یدعمون ذلك التوجه ویمولونه بل ویستقطبون أعوانا واتباعا وأنصارا لھم من الشرقیین من المحیط الي الخلیج وتزخر بھم وسائل الإعلام المختلفة فضلا عن الیوتیوب والفیس بوك، ومن العجیب والمدھش إن كل ذلك یحدث ولاحیاة لمن تنادي من المسؤولین في بلادنا ومن الجامعات والجمعیات والمراكز البحثیة المعنیة، مناشدا رئيس الجمهورية، ورئيس مجلس الوزراء ورئیسا مجلسي النواب والشیوخ ووزراء التعلیم والتعلیم العالي والبحث العلمي والثقافة والسیاحة والآثار ورؤساء الجامعات والأجھزة والشركات المعنیة بالإعلام بالتدخل الفوري للقضاء على ھذه المھزلة واستصدار تشریع ملزم یمنع العبث بالتاریخ والدین والھویة من غیرالمتخصصین، أسوة بالتخصصات الأخرى كما نرى في البرامج الریاضیة والقانونیة والطبیة والسیاسیة والاقتصادیة والزراعیة والفنیة بل وحتى برامج الطهى “الطبیخ” من خلال الاستعانة بالمتخصصین في كل منھا من اللاعبین والحكام والمحامین والأطباء وھكذا فلماذا یعطي العیش لخبازینه في ھذه البرامج فقط؛ أما التاریخ فكل من ھب ودب تتم الاستعانة به ودرالقائل “تملأ الكوز غرفة من محیط فیرى الكوز أنه ھو المحیط، القائل قبل العلم رأس الجھل وإنصرف”.

وناشد القائمين على أمور الدولة والجهات المعنية قائلا: إن ما یحدث إنما یمثل خطورة وتھدیدا للأمن القومي مطالبا بتشكیل المجلس الأعلى او المجلس القومى للتاریخ تحت رئاسة رئیس مجلس الوزراء على أن یضم العلماء الأكفاء من المتخصصین، كذلك یجب توفیر الدعم الكبیراللازم للجمعیة المصریة للدراسات التاریخیة حتى تقوم بدورھا الوطني والعلمي خیر قیام، ومن جھة أخرى فقد إن الاوان لإستصدار التشریعات والقرارات الملزمة لمنع العبث بالتاریخ لانه علم وفن وفلسفة ولیس حكاوي حوادیت ودردشة، ومن ثم لایجوزالعبث به وفیه من كل من ھب ودب وأصحاب الأجندات والتوجھات ممن یطلقون على أنفسھم أصحاب التنویر والفكرالحر والعصرنة والعلمانیین والملحدین واللادینیین ومن یدعمونھم في الداخل والخارج.

وأضاف أنه حتى یحدث ذلك یجب على وسائل الإعلام عدم الاستعانة بغیر المتخصصین كما ھو متبع بكثرة حالیا فقد أصبحوا وجوھا مكررة كالوجبات الثلاث وبالتالي تتم الاستعانة المتخصصین، وان یعھد الي المتخصصین فقط الاعداد ورئاسة،التحریر لكتابة اسكربتات سلیمة وصحیحة وقویة، ونفس الشئ یحدث في الأعمال الدرامیة التاریخیة والدینیة .

وناشد أستاذ الحضارة الإسلامية الرئيس عبد الفتاح السيسي بإصدار قرار جمهوري بإنشاء المجلس الأعلى للتاريخ، في ظل مانشهده ويشهده العالم أجمع من مؤامرات وأوبئة وفيروسات وإرهاب وأزمات سياسية واقتصادية واجتماعية وفكرية وثقافية عديدة وحروب معروفة للجميع، غير إن مايعنينا منها في هذا المقام هو ما يتعلق بما يعرف بحروب الجيل الرابع فهي تستخدم أبيات إدارة العقول وإثارة المشاعر والدعايات المغرضة وتوجيه الرأي العام وترويج الشائعات والسخرية السياسية وتفتيت الهوية الثقافية من خالل تزييف التاريخ وزلزلة الثوابت؛ فضال عن العمل على إحداث فجوة بين الدولة والمجتمع ومحاولة تفجير المجتمع من الداخل.

ومن المعروف إن لمصر ومنطقة الشرق الأدنى القديم مكانتها المرموقة في دائرة تواريخ الشعوب وفي مسيرة الحضارة اإلنسانية بعامة؛ ولقد تداولت عليه عصور وعهود استمسك فيها بمرتبة القيادة في مجالات الفكر والمادة معا؛ وعصور وعهود أخرى انفلتت منه زعامتها وإلتزم فيها بالتبعية لغيره منذ اواسط آلاف الأعوام قبل الميلاد وحتى النصف الأول من القرن السابع الميلادي نهضت مصر والشرق الأدنى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى