أراء ومقالاتالموقع

طارق البرديسي يكتب لـ«الموقع» .. لا تَقُلْ قمة الـ20، قُلْ قمة الـ193 !

قمة إستثنائية عابرة للقارات تبغي الإنسان لأن الجائحة ضربت الصحة فمَرِضَ الإقتصاد ، إذن البشرية تريد تعافياً صحياً وآخر إقتصادياً والأخير يؤثر فيه عدم الإستقرار الأمني والسياسي والإنساني!

دول العالم كلها تم تمثيلها وحضورها بقوة، فإن حضر الأعضاء العشرون فإن بقية العالم كانت ماثلة ًأمام الحضور وفي الخلفية لأن العالم كله يتأثر صحياً وإقتصادياً ،فيموت الإنسان وتفقد الأسواق قدراتها الشرائية نتيجة إنخفاض الطلب المحلي وضعف الإستهلاك وتراجع منحناه ليكون الركود والموات فتتكدس السلع وتتكلس الخدمات، فتعطب عجلة التصدير أما عمليات الإنتاج والتصنيع والتشغيل يلحقها السكتات الدماغية والقلبية!

خلاصة القول دون الولوج في نظريات الإقتصاد السياسي وسخافاته التي تجعل طلابه يفرون من قاعات محاضراته للثرثرة وجلسات المسامرة، إن العالم كله جسم واحد ، إذا تعثر عضو فيه كان له مردود سلبي على باقي الجسد العالمي ، إن مساعدة الأقوياء للمتعثرين وتجميد أقساط الديون وفوائدها مفيد للمانح قبل الممنوح له، لأنه يضمن إستمرارية إنتاجه وتشغيل أفراده ودوران عجلة التصدير دون عناء أو معوقات وكل ذلك مرتبط بسرعة إتاحة اللقاحات الناجعة لكل الكرة الأرضية، لضمان سرعة التعافي البدني لأنه وقود التعافي الإقتصادي ،فتنطلق الطاقات الإستثمارية والصناعية والإبداعية في مختلف المجالات وكل القطاعات.

تحدي كورونا يدفع الغني والفقير والمتقدم والمتخلف وصاحب الوفورات المالية والمتعثر، يحثهم جميعاً دون إستثناء أن يلتحفوا برداء الأسرة الدولية الواحدة ويتشبثوا بسترات النجاة في قارب تتقاذفه أمواج الڤيروس اللعين وكل له مقعده المحجوز له سواء كان رقمه الأول أو رقم ١٩٣ الأخير..

من قفز من القارب علينا أن نرمي له طوق (إتفاقية تغير المناخ باريس) ونشده إلينا ثانيةً لقاربنا لأنه عضو فاعل مؤثر له حضوره ورؤية في قيادة القارب، وأن يعود كذلك لمنظمة الصحة العالمية ،فرغم إستمرارية التناقضات والخلافات إلا أن روح التعاون والتكامل والتوافق هي التي تضمن السلامة والنجاة للأعضاء العشرين الذين يقودون المائة وثلاثة وسبعين!

ملحوظة: هل نعد دولًا كتايوان وفلسطين والڤاتيكان ، أياً ما كان عدد دول العالم ، ستظل أسرة دولية واحدة وإنْ إختلفنا في الحساب والجمع بعيداً عن عمليات الطرح.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى