أراء ومقالاتالموقع

طارق البرديسي يكتب لـ”الموقع” خدعوك فقالوا شعوب متقدمة!

نعم أعني مافهمته مباشرةً من عنوان المقال، فلافارق بين الشعوب ! فلايوجد ذلك البون الكبير المتصور ولاتتباين سلوكيات البشر القاطنين العالم المتقدم عن المتكدسين في أزقة وحواري العالم الثالث، وسأسوق مثالين :

الأول : (غزوة الكابيتول) تلك الهجمة البربرية التي غزت الكونجرس الأمريكي الذي يشرع ليس فقط قوانين الولايات المتحدة، بل يسن عقوبات تطال أرجاء المعمورة وكل من يخالف سنة الأمريكيين ويجاهرهم العداء والشقاق ، فإذا به لقمةً سائغة لتجاوز المتجاوزين وإعتداء الإرهابيين ، فما الفارق هنا بين بلاد العم سام والبلاد التي تكره الحرية وتسجن كل من يدعو لها بحجة أنهم أناس يتطهرون ( يطالبون بالديمقراطية) ؟!

الثاني: سلوكيات الإنسان الواحدة تجاه جائحة كورونا،،،، وإخفاق حكومات العالم وعدم جاهزيتها رغم الإمكانات الهائلة والموارد الضخمة لبعضها ينبئك بأن هناك كبير شبه بين الشعوب والحكومات وأن الفارق ليس شاسعاً كما هو متوهم بين التخلف والتقدم!

ما أريد أن أخلص إليه أنه في الملمات يتجلى الدور وينكشف الحجم ويتبدى الوزن والتأثير وفكرة أن هناك سنين ضوئية فارق توقيت بين العالم المتقدم والعالم المتخلف محض هراء وكلام بُلهاء ،،
في تصوري أن نظاماً عالمياً جديداً قد لايعترف بالكبار قد بدأ في التشكل وأن مسار العلاقات الدولية المستقبلية ستأخذ منحنياتٍ وعرة وطرقَ غير معبدة قد لا نعرف شيئاً عن إحداثياتها وتقاطعاتها وأماكن كشف سرعاتها التي لا تحترم راداراتنا الكلاسيكية ،،
فحكومات الكرة الأرضية إنكشفت وبدا أنها لاتولي إهتماماً كبيراً لصحة البشر وحماية حقهم في الحياة، فإن كان اللقاح يستلزم وقتاً ومراحل فنية وخطوات علمية إلا أن التجهيزات والإستعدات والأمور الأولية البدائية لم تكن متوفرةً ولا في المتناول،
فالعالم الأول (القدوة والمرجعية) لم يبدو عليه إمارات التفوق والجاهزية ، فلم نجد إلا الترنح والتخبط وعدم الكفاءة،،
كنا نتوقع التنسيق والرؤية والتناغم في سياسات الكبار ، لكنهم كانوا صغاراً،،

إن إدارة چو بايدن الجديدة تحاول إعادة ثقة العالم في مسألة العالم الأول المتقدم الذي يقود بعد أن فقدت مؤسسات التنظيم الدولي مصداقيتها ( مجلس الأمن ، منظمة الصحة العالمية ، المحكمة الجنائية الدولية، اليونسكو ،،،،،إلخ)
ناهيك عن هتك عرض مفاهيم ومضامين العولمة والتجارة الحرة والدعوة لدين الإنعزالية الجديد الذي دعا له نبي الشعبوية ورسولها المبشر المنتهية ولايته دونالد ترامب!

البشر هم البشر والسلوك الإنساني متشابه في تصديه للمصائب وعدم إيمانه العميق بموضوع الديمقراطية وهشاشة مؤسسات الدول القوية العريقة المتقدمة ، فمابالك بالدول الضعيفة الحديثة المتخلفة!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى