أراء ومقالاتالموقع

طارق البرديسي يكتب لـ”الموقع” بظر الإعلام الدولي!

شاهدتُ لقاءً على شاشة قناة فرنسا ٢٤ يتناولُ على مدار ساعةٍ كاملة بالتمام والكمال مسألةَ البظر عند النساء وكيف أنه عضوٌ حساسٌ في جسد المرأة تم نسيانُه عبر العقود وإغفالهُ على مدار العصور ولم يتمْ تصويره ومعرفته إلا في عام ١٩٩٨ وهي مأساة ٌعلى حد زعمهم سببت ضياعَ المتعة وغيابَ النشوة لدى النساء والرجال !

والحقيقةُ أن الموضوعَ ليس تافهاً عفوياً ،
وإنما كُلُّه مغالطاتٌ وجهلٌ وتجهيل ،
ذلك أن مكانَ الإثارة وموضعَ اللذة ومحلَ المتعة غيرُ مرتبطٍ بتصويره ورؤية المرأة له عبر مرآةٍ كاشفةٍ لما لا تستطيع عينُها مشاهدته مباشرة ،ًكما نصحت الخبيرات المتخصصات ضيوف النقاش ،
والدليل أن الأكفَّاء فاقدى البصر ،يستطيعون نيلَ المتعة وممارسةَ اللذة دون رؤية ولا مشاهدة أي عضو أو جزء في الجسد البشري والجسم الإنساني!

إن إختيار الموضوع أمرٌ ممنهج ومدروس لتقديم كل ماهو معوجٌ مغلوط وجهلٌ ممجوج ،
فكيف يتسنى تصديرُ ذلك الكذب الصريح والتدليس المريع ،بهذه الوقاحة الفجة في العرض والطرح؟!
إن البظر يعرفه الصغير قبل الكبير وله إسم معروفٌ متداول يختلف حسب الجغرافيا المكانية والدرجة الثقافية والبيئة الفرعية ، فكيف يُعقلُ عدمُ معرفته وأنه جزءٌ مغمور مطمور تم إكتشافُه حديثاً؟!!
، إن فقهاء المسلمين الأوائل تحدثوا عنه وبَيَنُّوا كيفية التعامل معه بتفصيل يخجل الكاتب أن يتطرق إلى تفصيلاته حتى لايكونَ عُرضةً للإتهام بالتدني والسوقية !

ياسادة ،الإعلام الدولي الناطق بالعربية له أچنداتٌ ليست سياسيةً فقط ،بل إجتماعيةٌ ثقافية ،
تعمل على فقد العالم العربي هويته وخصوصيته والإنسلاخ من بصمته ومسخ شخصيته ،بكلام هُراء يدور في فلك البلهاء :
كالمجتمع الذكوري غير المنصف ،
وعدم إحترام المرأة في المجتمعات العربية،
وتحريضها ليل نهار على إهانة الزوج ،والنيل من مكانته وإستبداله بشريكةٍ قد تكون أنفع وأجدى في الفراش!

كما للنساء بظر فللشاشات سوءات مغلظة وعورات مقززة ،فإنْ كان مؤثما ً قانوناً ختانُ البظر لدى النساء لكنَّ ختانَه وتهذيبَه لوسائل الإعلام واجبٌ قانوناً وفرضٌ تلتزم المؤسسات ُالإعلاميةُ بإتباعه وعدم مخالفته وعلى البلاد المستهدفة أن تعىَّ حكوماتُها ذلك وأن تتشبثَ شعوبُها بما ينبغي العضُ عليه من تقاليد أخلاقية وأعراف مجتمعية ،،،
يتصور المتصورون ويتوهم المتوهمون أن هذه جرأةً تُحسب وفتحاً مبيناً وسبقاً لافتاً ،يتطلع له المبدعون التنويريون المنعتقون من تابوهات قديمة وأفكار بالية عتيقة، بيد أن العفن أصيل والشر مستطير كامنٌ في هذه الأطروحات المغرضة المشبوهة ،ولن تنطلق الإنسانية من مربع البؤس والشقاء إلى ساحات السعادة والهناء ،بمثل هذا النتن والهراء الذي لا أساس له ولا أصل ،لأنه يبدأ من مسلماتٍ مشوهة متوهمة يدحضُها الواقع وتكذبُها الشواهد والحقائق بحيث تطالعُك حقيقةٌ دامغةٌ لا سبيل لإنكارها تصرخ بأن فورات الجنس وبراكين الرغبات والشهوات ،تضرب بحممها كل الأصقاع فلم يسلم من إنفجارها مجتمعٌ من المجتمعات!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى