أراء ومقالات

طارق البرديسي يكتب لـ”الموقع” العجل الأمريكي وقع هاتوا السكين!

يقول المثل البريطاني: عندما تجد شخصاً يتدحرج من جبلٍ عالٍ فلاتبتعد فقط عنه ،إنما سدد له ركلات الأقدام ، فمابالك عندما يتدحرج أكبر (فحل سياسي) من قمة الجبل السياسي الشاهق الإرتفاع إلى قاع المحاكمة أو قاعتها إن شئت الدقة وساحات المحاسبة وذل العقاب !

لم تكن مؤخرة دونالد ترامب محلاً لركلات أقدام نانسي بيلوسي رئيس مجلس النواب وبقية أرجل الديمقراطيين بل إنها إتسعت لركلات الجمهوريين ، فهاهو ذا ، مايك بنس نائب الرئيس ينأى بنفسه عن ترامب الذي تصدعت مركبه ودخلتها مياه الغرق من كل جانب ، وها هو ، ميتش ماكونيل زعيم الجمهوريين المخضرم بمجلس الشيوخ ،يقر بفوز چو بايدن وخسارة العجل الأمريكي الذي سقط سقوطاً مدوياً فراح جسده نهباً لسكاكين الكل الحليف والغريم ، الصديق والعدو ، من كان متخندقاً معه ومن كان في الخندق الآخر ، لدرجة أن مايكل كوهين محاميه الخاص أبدى إستعداداً للتعاون والإخبار بكل مخالفات وموبقات ترامب التي توقعه تحت طائل العقاب!

إن خطاب ترامب الشعبوي التحريضي جعل منه شخصاً منبوذاً ، يستميت الكل من الفرار منه كما يفرون من الأسد ، وكأنه أُصيب بمرضٍ عضالٍ مُعدٍ ، قد يُلقي بأضراره على كل من يُبدي تعاطفاً معه ، والإنتخابات التشريعية وكذلك الرئاسية ماثلةٌ وحاضرة في أذهان الجمهوريين الذين يحاولون التخلص من إرث ترامب وسيرته حتى لا يخرج الحزب العريق من حلبة المنافسة بخُفي حنين،،

يغالي البعض متصوراً أن ماقبل السادس من يناير سيكون مغايرًا لما بعده وأن ثمةً تغيير ضخم سيحدث في مسيرة ديمقراطية العم سام، لكنَّ ذلك مبالغ فيه ولادليل عليه ، فالديمقراطية هناك متجذرةٌ والمؤسسات قوية والرأي العام شرس له مخالبه والإعلام غير التقليدي يُظهر عضلاته فيُجمد ويلغي منصة الرئيس المنتهية ولايته حفاظاً على سلامة المجتمع وأمنه ووحدته ،،

إن وقوع العجل الأمريكي كان نتيجةً طبيعةً لخطاب الفتنة والكراهية ومفردات الإستعلاء و منشطات التقسيم ،،،
ومعروف في تاريخ الساسة أن البقرة السمينة عند وقوعها فإن سكاكين القصابين تتناوشها ، خاصةً عندما تكون بقرة (صفراءُ فاقعٌ لونُها) ، لم تكن أبداً يوماً تسرُ الناظرين الديمقراطيين، فلاتجد إلا سكين تعديل المادة الخامسة والعشرين من الدستور ومُدية المحاكمة البرلمانية وساطور تسليم الأمر لمايك بنس ومطواة إعترافات مايكل كوهين ، وكلهم لن يراعوا قواعد وآداب الذبح ، فلن يسنوا شفرتهم ولن يريحوا ذبيحتهم ، إنهم لا يذكرون إسم الله ،ولن يكبروا تكبيرا،،

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى