أراء ومقالاتالموقع

طارق البرديسي يكتب لـ”الموقع”: الإعلام ليس علماً منضبطاً بل هوىً ومزاج!

هذا موضوعٌ ضخم ،ليس يسيراً ولا هنيا ، وهذا ليس ميعاد مقالي الأسبوعي ،لكني أردت تسجيل موقفٍ عاجل ،بعد أن أطلعت على كتابات أكاديميين متخصصين في شأن إسمين بارزين في عالم البرامج،،،،، ،،،
فرئيس قسم الإذاعة والتليفزيون بكلية الإعلام جامعة القاهرة (ا.د أيمن منصور) ،تناول عمرو أديب وأحمد موسى بالعرض والشرح والتحليل المطول وأشار سريعاً لبقية مشاهير مقدمي التوك توك شو ، والحقيقة أنه لم يقدمْ شيئاً مذكوراً ذا بال ، فالقاصي والداني مدركٌ لما أراد إبرازه ،وهنا تتباين مستويات التلقي ويختلف القبول من شخصٍ لآخر بين درجات الإستحسان وألوان الإستهجان، غير أني آخذُ عليه أنه مدمنٌ متابعةَ عمرو أديب (كما أقر واعترف) على مدار سنين الأمر الذي يقدح في موضوعية تقييمه ونقده علمياً وشخصياً ومنطقياً!

، ذلك أن القاضي يلزم أن يكون خالي الذهن من أيه معلومات مسبقة أو إنطباعات سالفة أو ميولٍ آنفة ،حتى يكون نزيهاً محايداً فيما يذهب إليه والحال هنا أن قاضي التقييم الأكاديمي الوقور مدمنٌ متابعة (أديب) عبر عشرين سنةً خلت وهو مايفقده نزاهةَ الحكم وموضوعيةَ التقييم !

أيضاً هناك خللٌ في الرؤية وإستجماتزم في عين الأستاذ الدكتور الجليل ،لأنه فرَّق وباعد بين أديب وموسى مع أن الإثنين ينطلقان من جذعٍ واحد ،وأداء زاعق لافت ،وصراخٍ صاخب يميزهما عن غيرهما ويجعلهما ينتميان لنفس المدرسة الإعلامية،

وقد يكون أحدُهما تلميذاً للآخر مقلداً له ،فإما أن تمقتهما سوياً أو تدمنهما معاً ،لكنَّ وضعَ حدٍ فاصلٍ خرساني بينهما في التقييم أحدهما جعلته أيقونة وناظر مدرسة التوك توك شو ،والآخر نعته بأقذع الأوصاف وأكدت أنه لايصلح للتواصل الإنساني قبل المهني ،فذاك أمرٌ ينضح بالتحامل وعدم العدالة والإفتقار لنزاهة الأكاديمي الرصين الذي يجب عليه عدم إتباع الهوى والبعد عن الغرض والكيل بمكيالٍ واحد عادل!

ما يزيد الأمر تفاقماً وسوءاً أن القدح في بقية مشاهير مقدمي البرامج المصرية بالغمز واللمز ومفهوم المخالفة لايعدو أن يكون مجرد إنطباعات شخصية وذائقةٍ فردية وميولٍ ذاتية لا ينبغى أن يُقدم عليها الأكاديمي الرصين الوقور طالما لم يدعمها بالأسانيد والحجج وإلا فمالفارق بينه وبين رجل الشارع الجالس على المقاهي يتابع عمرو أديب وأحمد موسى ،

ولقد ذكر الأستاذ الدكتور منصور أنَّ نجوم البرامج قنوات توصيل وليسوا قنوات تأثير ، ولم يبرهن على ذلك ولم يستطيع أن يقدم دليلاً على ماذهب إليه ،والحقيقة والمشاهدات وواقع حال أهالينا في القرى والكفور والحارات وتعليقات وسائل التواصل الإجتماعي تنبئُك بغير ذلك وهي أصدق إنباءً من الكتبِ( كتب ومقالات الأكاديميين)،،،
في حدها الحد بين الجد واللعب،،،

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى