الموقعفن وثقافة

صندوق الدنيا.. ظاهرة فنية مهدت لظهور السينما وتلاشت…اعرف الحكاية

كتبت-داليا مسعود
أشار عدد كبير من الأفلام السينمائية القديمة لوسيلة فن شعبية  كانت منتشرة في مدن مصر ونجوعها، وتعرف باسم”صندوق الدنيا” أو صندوق العجائب، ومن الأفلام التي ظهر بها صندوق الدنيا فيلم الآنسة ماما للفنان محمد فوزي وصباح وفيلم الحرام لفاتن حمامة وفيلم الزوجة الثانية لسعاد حسني وسناء جميل وشكري سرحان.
إلا أن صندوق الدنيا لا يعرفه الكثيرين خاصة الأجيال الحديثة ، التي نشأت على وجود الإنترنت ومواقع التواصل فضلا عن السينما والتليفزيون، وفي هذه المقالة نستعرض قصة صندوق العجائب الذي كان صاحبه يتجول في أنحاء محافظات مصر ويجري خلفه الأطفال لمشاهدة مابداخل صندوق العجائب.
فقبل عصر التليفزيون والسينما في مصر وتحديدا مع بدايات القرن التاسع عشر انتشر بمصر والوطن العربي وسيلة فن شعبية تعرف بإسم صندوق الدنيا أو الفرجة أو صندوق العجائب، وكانت هذه الوسيلة تشبه فكرة السينما تماما، فكان صندوق الدنيا عبارة عن صندوق خشبي به مجموعة من الفتحات الدائرية ويصل قطر كل فتحة إلى 15 سم، وكان كل فتحة عليها عدسة مكبرة وبداخل الصندوق يوجد بكرتين ملفوف حولهما أفرخ من الورق المرسوم عليه مجموعة من الرسومات الملونة وكان يتم تحريك الصور بشكل يدوي من خلال يد خشبية بجانب الصندوق.
وكان صاحب صندوق الدنيا يتجول بالصندوق على ظهره من مكان لمكان ومن قرية لآخرى وخاصة في الأعياد وكان يكثر وجوده في الموالد، وأكثر جمهوره كان من الأطفال فمجرد سماعهم لهتاف صاحب صندوق الدنيا وهو يقول” قرب قرب… قرب شوف واتفرج، اتفرج ياسلام… شوف أحوالك بالتمام” يجري الأطفال عليه ومعهم قروش معدودة، وكان يجلس يشاهد الأطفال صندوق الدنيا بالدور الذي يضعه صاحب صندوق الدنيا بعدما يأخذ القروش، وعندما يضع الأطفال أعينهم في العدسات يغطي صاحب الصندوق رأس الأطفال بقماشة ليحجب الضوء عنهم ويعزلهم عن الواقع المحيط ويبدأ في تمرير الصور بشكل يدويا وهو يروي قصص وحكايات مسلية تتلائم مع الصور التي يشاهدونها داخل الصندوق وكأنهم يشاهدون فيلما كرتونيا يعرض على شاشة السينما.
ومع حلول خمسينيات القرن العشرين ودخول التليفزيون للمنازل وظهور السينما وافلام الأبيض والأسود قل انتشار صندوق الدنيا إلى أن اندثر تماما ولم يعد أحد يعرف عنه شيء سوى الأجيال التي عاصرت وجوده أو من قرأ عنه في كتب التاريخ أو من سمع عنه في الأفلام القديمة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى