الموقعتحقيقات وتقارير

«شغلانة الفاضي والبلطجي»..ظاهرة «السايس» صداع مزمن في رأس المحليات.. كيف يتم معالجته؟..«الموقع» يجيب

نار الموصلات العامة ولا جنة الخاص بسبب “السايس”

يستولون عل مساحات بالقوة الجبرية أو بأعمال “البلطجة”

10 إلى 15 جنيهًا أتاوات على المواطنين مقابل الانتظار

ظاهرة باتت تؤرق أصحاب السيارات الخاصة في الشوارع

صاحب السيارة “تحت رحمة””البيه السايس” ولابد من الدفع

مواطنون: اتجهنا لوسائل النقل العامة رحمة من ممارسة البلطجة

«محلية النواب»: تم تأجيل القانون لاعتراض بعض الأحياء والمحافظات على التعريفة

كتب- أسامة محمود

معاناة يومية تؤرق المواطنين وخاصة أصحاب السيارات الخاصة وأصبحت صداع مزمن في رأس “المحليات” هي ظاهرة “السايس” أو منادى السيارات وباتت “شغلانة الفاضي” الذي ليس لديه أي عمل، شخص يحمل أو يضع فوطة” قطعة قماش” على كتفه” يحتل منطقة ما وتصبح ملكه ويحدد الأسعار على هواه ويمارس بعض أعمال البلطجة على أصحاب السيارات والقيمة ترتفع وتنخفض حسب نوع العربية وشكل السائق تبدأ من 10 جنيه وتصل آلي 50 جنيهاً .

الغريب أن الظاهرة انتشرت وزادت في الفترة الأخيرة وتجد في المنطقة أكثر من شخص يدعى أن يقوم بعملية تنظيم “وركن” السيارات، وبين الشخص والآخر ما يقرب من 10 أمتار في المنطقة بكافة الميادين والشوارع دون معرفة من هؤلاء ومن سمح لهم بالقيام بهذه المهمة ووسط تساؤلات كثيرة حول هوية هؤلاء الأشخاص وهل المحافظة أو الوحدة المحلية منحتهم تراخيص للقيام بهذه المهمة؟ أم هي ممارسات للبلطجة من بعض الأشخاص الذين يفرضون أتاوات على المواطنين أصحاب السيارات لانتظار سياراتهم دون رادع أو مراقبة.

ومنادى السيارات أو ما يطلق عليه”السايس” في حقيقة الأمر تعني المسؤول عن انتظار السيارات في الشوارع، حيث بقيت لسنوات وسنوات محل انتقادات عدة، خصوصاً بسبب سلوكيات بعض ممارسيها ومغالاتهم، والسبب الأبرز كان أنهم “يعطون ما لا يملكون”، أي مساحة من الطريق العام، التي يستولون عليها بالقوة الجبرية في غالبية الأحيان أو أقرب ما يقال بأعمال “البلطجة” حيث إن معظمهم مسجلين خطر وهاربين من تنفيذ أحكام، إلا أنهم يمارسون حياتهم بشكل طبيعي في الشوارع دون أي رقابة أو متابعة من قبل الجهات المعنية .

وأصبحت ظاهرة “السايس” تؤرق الكثير من المصريين، خاصة في القاهرة والمدن الكبيرة المزدحمة، فبمجرد أن تحاول أن تركن سيارتك في أي مكان فجأة يظهر لك شخص لا تعرف من أين جاء ويرفع يديه يمين ويسار ويطالبك بأموال ثمن انتظار السيارة وفي الغالب لا يقل عن 10 جنيهات فيما أكثر حسب المنطقة ، ويجد صاحب السيارة “تحت رحمة”، “البيه السايس” ولا بد من الدفع تجنبا للمشاكل أو إحداث تلفيات في السيارة ، فلا تتمكن من الخروج بالسيارة أو الإفلات من قبضته ، حتى تدفع له “المعلوم”، ما لا يقل عن عشرة جنيهات مقابل ركن سيارتك في شارع عمومي، ولو لمدة دقائق معدودة.

ويتعرض الكثير من المواطنين من مشكلات السايس وانتظارالسيارات، ولا يوجد شارع في القاهرة والجيزة إلا وأصبح له بلطجية في شكل ” سايس” يفرضون إتاوات على أصحاب السيارات مقابل انتظار سياراتهم.

نرشح لك : «خلى بالك من أولادك»..سوداني مقرمش مغطى بصبغة خطيرة يباع فى المدارس ومحلات التسالى..«الموقع» يكشف التفاصيل

وفي التقرير التالي يرصد “د«الموقع» آراء بعض المواطنين أصحاب السيارات الخاصة في ظاهرة “السايس” والذي أصبح متواجدا بشكل كبير في كافة المناطق يمارس عمله غير رسمي دون رقابة أو انضباط من قبل المحافظات والمحليات، على الرهن أن هناك مشروع قانون في البرلمان بشأن تنظيم أماكن وساحات انتظار السيارات ويحدد مؤهلات “السايس” وضع شروط للقيام بهذه المهمة، ولكن ما زال القانون داخل أروقة مجلس النواب ولم يخرج للنور حتى الآن.

يقول أحمد جلال والذي يعمل مهندس كمبيوتر بإحدى الشركات الخاصة، إن ظاهرة “السايس”باتت مزعجة وزادت في الفترة الأخيرة، مشيرا إلى أن “السايس” يمارس نوع من البلطجة على صاحب السيارة إذ لم يدفع “المعلوم” مقابل انتظار السيارة والذي يحدده بنفسه دون تصريح أو قانون، مشيرا إلى أنه يدفع يوميا 10 جنيهات لـ”ركن سيارته” في منطقة عمله بالدقي على الرغم أنه مكان بعيد عن الطريق العام ومساحة واسعة ولكن لا بد من دفع “الإتاوة” على حد قوله.

وتابع “جلال “في حديثه مع «الموقع» أن “السايس” انتشر بشكل كبير وأصبح في كل مكان نجد شخص “سايس” لا يعلم أحد من هذه الشخص ينظم السيارات ويحص أموال من أصحابها مقابل الانتظار، محملا الأجهزة المعنية وتحديدا المحافظة والمحليات مسؤولية انتشار هذه الظاهرة.

اتفق مع هذا الرأي أحمد نبيل محاسب يعمل بأحد الشركات ، ويقول أن “السايس” أصبح واقع موجود في حياتنا اليومية، وانتشر مؤخرا في كل مكان ومنطقة ، متسائلا: لماذا تركت الدولة هذه الظاهرة حتى زادت بهذا الشكل ، مشيرًا إلى أن “السايس” بند جديد في ميزانية الأسرة وخاصة أصحاب السيارات، بمعنى كل يوم أدفع 10 إلى 15 جنيها حتى أجد مكان مقابل انتظار السيارة، موضحا أننا سمعنا منذ أشهر أن هناك قانون لتنظيم عمل “السايس” وتقنين هذه الظاهرة ولكن حتى الآن لم نجد شيء وتزداد الظاهرة يوم بعد يوم.

ويضيف”نبيل”أنه بعد انتشار هذه الظاهرة وتكلفة انتظار السيارة اتجهت إلى مواصلات النقل العام في كثير من الأوقات توفير للنفقات من ناحية وعدم الاحتكاك أو المشادات مع “السايس” من ناحية أخرى.

وتقول “مريم” تعمل في إحدى الشركات الخاصة، إنها في معاناة يومية من ظاهرة “السايس” والذي يفرض عليها “إتاوة” 10 جنيهات لـ” ركن” السيارة دون مناقشة الأسباب والجهات التي حددت سعر مدة الانتظار،حتى إذا كانت 10 أو 15 دقيقة لا بد من الدفع حتى تتجنب مشكلات ممارسات البلطجة من هؤلاء لأنهم ليس شخص واحد ولكن أكثر من شخص في منطقة واحدة ويتحدون مع بعضهم البعض دون رقابة أو رادع من أحد على حد قولها.

وتابعت “مريم” أن الفترة الأخيرة تردد عن وضع قانون لما يسمى بـ”السايس” ويتم مناقشته بالبرلمان ولكن حتى الآن لم نرى أي قانون بل بالعكس الظاهرة زادت في الفترة الأخيرة وكل منطقة يوجد بها أكثر من “سايس” في مساحة 40 متر.

نرشح لك : السيارات المتهالكة بالشوارع.. «علب مخدرات ودعارة» أون لاين

ويقول الحاج على أحد قاطني محافظة الجيزة، إن عددا من الخارجين عن القانون يقفون على نواصي الشوارع الرئيسية، لتحصيل رسوم مقابل انتظار السيارات، دون انتمائهم لأي جهة حكومية أو قانونية، بجانب عدم حملهم لأي دفاتر لقطع تذاكر الانتظار، متسائلًا: من هؤلاء حتى يحصلوا على رسوم دون كشف هويتهم أو انتمائهم لأي جهة حكومية؟”، لا مطالبا بسرعة تفعيل قانون تنظيم انتظار المركبات في الشوارع .

وطرح «الموقع » تساؤلات المواطنين على عضو لجنة الإدارة المحلية بمجلس النواب أسامة الأشموني، عن أسباب تأخر قانون تنظيم انتظار السيارات أو ما يسمى بقانون “السايس” ومتى يخرج للتطبيق، قال “الأشموني” إن القانون ما زال تحت المناقشة من قبل اللجان المعنية وخلال الأسبوع الحالي يتم بدء الجلسات بهذا الشأن ولم يتم الانتهاء منه .

وأضاف “الأشموني” في تصريحات لـ«الموقع» أن القانون تم تأجيله بعد اعتراضات من قبل بعض المحافظات والأحياء “الجيزة، القاهرة” مشيرًا إلى أن أبرز هذه الاعتراضات تكلفة التعريفة في بعض الأماكن بالإضافة إلى بعض المواد سيتم تغيرها، موضحا أن القانون سيظهر قريبا بعد جلسات المناقشة، لافتا إلى أن القانون يستهدف تحديد الإجراءات اللازمة لاستغلال الشوارع العامة بشكل حضاري منظم، من خلال توفير أماكن لانتظار السيارات للحد من الانتظار العشوائي وتجنب الاختناق المروري، وليس حدوث أزمات بين المواطنين كما يظن البعض.

وحدد قانون “السايس” الجديد عدة شروط أهمها، ألا يقل عمره عن 21 عامًا، وأن يجيد القراءة والكتابة، وأن يكون قد أدى الخدمة العسكرية أو تم إعفاؤه منها، وأن يكون حاصلًا على رخصة قيادة سارية، ولا يكون قد حُكم عليه بعقوبة جناية أو في جريمة مخلة بالشرف أو الأمانة.

ويختص قانون رقم ١٥٠ لسنة ۲۰۲۰ بتنظيم انتظار المركبات في الشوارع، أن تنشأ بكل محافظة وجهاز مدينة تابع لهيئة المجتمعات العمرانية الجديدة ، لجنة لتنظيم انتظار المركبات في الشوارع الخاضعة لأحكام هذا القانون وتتولى اللجنة المشار إليها من هذا القانون الآتي :

– تحديد الأماكن والأوقات التي يجوز فيها انتظار المركبات بالشوارع الخاضعة لولاية المحافظة أو جهاز المدينة المختص بما لا يعيق حركة المرور ، وبالتنسيق مع إدارة المرور المختصة .

– إعداد كراسات الشروط الخاصة بحق استغلال أماكن الانتظار وفقاً لأحكام قانون تنظيم التعاقدات التي تبرمها الجهات العامة الصادر بالقانون رقم ١٨٢ لسنة ٢٠١٨، مع مراعاة أن تتضمن تلك الشروط إمكانية استخدام التطبيقات التكنولوجية الحديثة في الأماكن القابلة لذلك .

– تحديد مقابل انتظار المركبات حسب المساحة والموقع الجغرافي في الأحوال والأوقات التي يتقرر فيها هذا المقابل، مع مراعاة المستوى الاقتصادي لطبيعة المكان.

– تحديد الضوابط والاشتراطات المتطلبة في القائمين على العمل بتنظيم انتظار المركبات سواء لدى الشركات أو الأفراد .

– منح رخصة مزاولة نشاط تنظيم انتظار المركبات للأشخاص التابعين للشركات والأفراد المشار إليهم بالقانون.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى