أراء ومقالاتالموقع

شريف سمير يكتب لـ«الموقع» نائل.. ظالما ومظلوما!!

ليس دفاعا عنه أو هجوما عليه .. فقد اهتزت الأرض منذ يومين غضبا وحنقا تحت أقدام الفرنسيين احتجاجا على مقتل الشاب الجزائرى الأصل “نائل” الذى فقد حياته فى لحظة بضغطة زناد من شرطى أثناء ملاحقته لارتكاب الشاب القتيل مخالفة مرورية “متكررة” .. والكلمة الأولى نتوقف عندها، والأخيرة نتأمل دلالتها!.

كلمة “مقتل” مرفوضة وجريمة فى قاموس القانون والقضاء، فما اقترفه “نائل” لايستوجب استخدام العنف معه ومع رفاقه مهما بلغ تهوره أو تجاوزه، واللجوء إلى القوة له شروطه ودوافعه الجنائية والإنسانية .. وأى فرد أمن من حقه التهديد بسلاحه “الميرى” فقط للترهيب وإلزام المشتبه به باتباع التعليمات وعدم الفرار من مسئولية ما فعله .. ولاتخرج الرصاصة من فوهة المسدس إلا عند الضرورة القصوى وبأسلوب علمى ومُدرَّب لايترك أثرا لجروح أو تنجم عنه عاهة مستديمة .. ومن ثَمَّ تقتضى الواقعة محاسبة “الشرطى المتهم” بمنتهى العدالة والإنصاف، ومحاكمته خلف القضبان لتورطه فى القتل سواء بالعمد أو الخطأ ولكنه فى النهاية أزهق روحا بريئة لمجرد “مخالفة الطريق”!.

أما كلمة “متكررة” فمعناها المؤلم أن “المتهم نائل” واظب على عدم احترام قواعد المرور وبمراجعة تحريات الحادث وملابساته نكتشف أنه تجول بسيارته بلا رخصة قيادة، ودلَّت وقائع سابقة على أنه انتهك القانون واصطدم برجال الشرطة أكثر من مرة، ويحمل تاريخا سيئا مع آداب وتقاليد الأسفلت .. وعند هذه النقطة لابد وأن نتحرى الموضوعية عند ربط مثل هذه النماذج بملف “التمييز العنصرى” بل ونحصر ما حدث فى حدوده ودون مغالاة أو تضخيم مثلما تنطق به المظاهرات المشتعلة فى الشوارع والميادين!.

يختلف الموقف تماما إذا كان “نائل” ملتزما ومحافظا على سلوكه وانضباطه، أما فى حالته فقد أحرج أقرانه من المهاجرين وذوى البشرة الملونة الذين يعيشون فى فرنسا منذ سنوات، وعليهم أن يمتثلوا لقوانين البلاد ولايخترقوا أعرافها فيمنحوا الفرصة لمن يتصيدوا الأخطاء ويستغلوا التجاوزات لتصفية حسابات سياسية وحضارية وينفخوا فى نيران الكراهية والاضطهاد ..

وحصول المواطن المهاجر من الدرجة الثانية على حقوقه وامتيازاته أسوة بأبناء الدولة الأصليين رهن بالسير على الصراط المستقيم ونبذ التصرفات الشاذة أو الجانحة ورسم صورة مثالية للأقلية التى تسعى للاندماج مع المجتمع الأوروبى الذى يتقبلهم على مضض، ويتحين أى مناسبة أو واقعة للتخلص من هذه الفئة ولفظها خارج الجسم الأبيض النقى!.

– جثة “نائل” تحتاج إلى محامٍ بارع يدافع عن حقه الإنسانى ويسترده أمام ساحة القضاء وليس فى الحوارى والأزقة .. وأيضا يخاطب شريحة المهاجرين ويطالبها بالحذر والانتباه وتجنب أى نقاط ضعف أو ثغرات فى إقامتهم واستقرارهم داخل بلدان تستيقظ وتتغذى صباحا ومساءً على إنكارهم، وتغتنم الفرصة لإعادتهم إلى البحر!!.

اقرأ ايضا للكاتب

شريف سمير يكتب لـ«الموقع» إعدام الجنسية!!

شريف سمير يكتب لـ«الموقع» أيام كرسى الاعتراف!

شريف سمير يكتب لـ«الموقع» ذكاء القائد .. وضميره!!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى