أراء ومقالاتالموقع

شريف سمير يكتب لـ«الموقع».. «ملف سرى» .. و«وشاح» القضاء الفاخر!

ثمة عمل درامى يجذبك من الأفيش .. وكانت صورة النجم المحترم هانى سلامة بـ “وشاح” القاضى على غلاف “ملف سرى” حافزا مشجعا على متابعة أحداث حلقات العمل، والحرص على معرفة ما بلغت إليه أكثر المهن قدسية ونبلا، وكيف يستطيع هذ النوع الاستثنائى من البشر مقاومة إغراءات وضغوط من يحاولون اختراق القانون وتدنيس ثوب العدالة فى زمن نحن فى أمس الحاجة إلى تعطيل قطار “الظلم والبغى” الذى يزحف على حياتنا ويهدد مستقبل أبنائنا لأجيال وعقود مجهولة!.

ووقف المستشار يحيى عز الدين شامخا أمام تحديات وفضائح عائلة ” المالكى” التى تروى جذور ثرواتها من “ماء” غسيل الأموال المالح .. واستقبلت منصة القضاء منذ الحلقة الأولى مرافعات ملفقة وأدلة زائفة وأوراق تلاعب تستغل ثغرات قانونية لتمرير صفقات مشبوهة .. و”سيف” المستشار النزيه لها بالمرصاد مواجهاً صدمات إنسانية نتيجة تواطؤ “الأخ الأكبر” داخل “رداء” المحامى الشهير .. وفقدان الحبيبة فى مؤامرة من أحد ورثة “شجرة الفساد” بعد أن شرب من نفس كأس الانحراف والانحلال .. ورسم السيناريو المتقن تطورات تجريد “المستشار يحيى” من صلاحيات منصبه، ليخلع الوشاح المقدس دون أن يتخلى عن “ثوب الفارس”، ويقرر بـ “سيف” الحق و”درع” القانون مطاردة أباطرة الإجرام ونهب قوت الشعب، وكشف الغطاء القذر بالمستندات الرسمية والبراهين القاطعة ليُفتح “الملف السرى” بعد مشاهد مزجت بين مهمته المثالية والنزعة

الرومانسية الطاهرة التى غلَّفت علاقته بأسرته وأصدقائه، ثم مشاعره العاطفية التى اتجهت بموضوعية وحكمة القاضى نحو قلب ابنة “العائلة الملوثة” التى ترفض الانتماء إليها وتجد فى “سهم” حبها الجديد الخلاص والنجاة من هذه البيئة المعطوبة!.
أحداث سريعة الإيقاع مطعمة بنغمات موسيقية تعمق مشاعر الإجلال والاحترام لمشوار القاضى الشريف، وتناغم معها هانى سلامة بنعومة وذكاء فنى فى الاختيار وفهم أحاسيس وأسئلة العدالة الحائرة .. وكان من الممكن أن نتعاطف مع الأم

الشجاعة “مادلين طبر” والشقيق الغادر “نضال الشافعى” لطبيعة الشخصية المركبة لولا المبالغة فى الأداء والتورط فى الانفعال المصطنع إلى حد كبير .. وفى المقابل، تفوق “أخوة المالكى الأعداء” محسن محى الدين وماجد المصرى فى مباراة تمثيلية تبرز “عفن” الدم الواحد بميكروبات المال والتربح الأعمى .. ولم تفلح الفكرة المجيدة فى إنقاذ أغلب الوجوه الجديدة والصاعدة من “براثن” الأسلوب النمطى فى التعبير والنظرات وجلب الدموع دون صدق ملموس أو حس مرهف ومختلف، وصار الاعتماد الأكبر والرهان الأكثر ضمانا هو خبرة الكبار وتاريخ الجيل القديم الذى تعلم كيف يقف أمام الكاميرا ويبنى علاقة إيجابية معها لخدمة العمل دراميا وإنسانيا .. وتلك قضية فنية تستوجب الدراسة والتفنيد فى موضع آخر!.

– لقد قضينا ٣٠ جلسة ساخنة داخل وخارج ساحة القضاء فى انتظار النطق بالحكم من لسان “حارس العدل” اليقظ المتمسك بقيم وثوابت وظيفته أمام الله والمجتمع والتاريخ .. وبمثل هذه التجارب الدرامية، يحافظ النجم على سُمعته ويحجز “مقعدا دائما” فى عقول ووجدان جمهوره الذى مازال قادرا على التمييز بين الغث والثمين على الشاشة الصغيرة .. وبمقدوره أن يتجه بعقيدته وحواسه إلى استنشاق رائحة الفن العطرة رغم أنف عشرات “النفايات” والأوبئة المحيطة به، ولكنه ينصرف عنها ويهملها أمام “النوع الفاخر”!.

اقرأ ايضا للكاتب : 

شريف سمير يكتب لـ«الموقع» أنا منتحر .. إذن فأنا منتحر!

شريف سمير يكتب لـ«الموقع» إنهم حقا «سند الخير»!

شريف سمير يكتب لـ«الموقع» 4 فى مهمة رمضانية!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى