أراء ومقالاتالموقع

شريف سمير يكتب لـ«الموقع» كرسي النقابة!

العمل النقابي له أصوله . وإغراؤه يضا . وبمجرد أن يبدأ موسم الانتخابات ويتسابق المرشحون على مقعد النقيب وعضوية المجلس، تنطلق الجولات وتُرفع اللافتات وتتصدر برامج الزملاء المشهد بأشهى العروض وأجمل الخدمات وأغلى الوعود . وقرب لحظة التصويت والوقوف على صناديق الاقتراع يضع كل مرشح “السكر” على الكعكة الكبرى حتى يظل مذاقها في الأفواه ولا يتردد الفرد في منحه صوته وثقته!.

ومن أصول وقواعد اللعبة ملاطفة أعضاء الجمعية العمومية ومخاطبة أحلامهم وشراء مودتهم بأية وسيلة . ابتسامة . نظرة احترام . طلب صداقة . ثم ينتقل المرشح بأوراق اعتماده إلى القوائم والجماعات المنظمة داخل عباءة النقابة تنسيقا مع تيار معين أو الرهان على كتلة تصويتية مضمونة في كواليس المؤسسات الكبرى . وثمة من يتجه إلى شريحة الشباب التي انضمت إلى النقابة في السنوات الأخيرة وصارت “جوادا رابحا” يجلب الانتصار من بطاقة “التغيير والتجديد”!.

تلك هي الثوابت المحركة لعملية اختيار “الرجل النقابي” تحت مظلة أي مهنة أو وظيفة. فماذا عن الإغراءات وراء هذا العمل التطوعي في الأساس؟! . إنه الكرسي ذاته .

تلك القطعة السحرية التي إذا رقد فوقها أي شخص فاز بمجموعة من “البيض الذهبي”، بدءا من امتيازات النقيب وعضو المجلس في صورة علاقات واسعة مع قطاعات الدولة وأجهزتها الأمنية تذلل أي عقبات ضد أي مصالح ومنافع .

ومرورا ببريق إعلامي مُخدِّر للأعصاب ويُنعش الإحساس بالزهو والنشوة والتميز عن بقية الأقران وزملاء المهنة . وانتهاء بـ “جسر مريح” يعبر من خلاله النقابي إلى أرفع المناصب والترقيات وقفزة ملموسة في الراتب والحوافز والأرباح السنوية .

وكلها حقوق مشروعة وجميعنا نحلم بها ونصبو إليها بلا تمييز أو تفرقة . إننا بشر وليس أنبياء أو قديسين . وقد تكون النقابة بوابة لتحقيق الذات ومزيد من التفوق والحصول على المكاسب والغنائم والتقرب إلى السلطة، وإلى هنا يمكنك أن تتمسك بحلمك وتصر على مشوارك بشرط ألا يتعارض الأمر مع واجباتك والتزاماتك وأمانتك كـ“عضو نقابة” وهب عرقه وجهده وضميره لخدمة زملائه وتلبية رغباتهم وتأمين مستقبل أبنائهم!.

وأكثر ما يصدم الجمعية العمومية أن يتغير وجه النقيب ورجاله في المجلس بفض “مولد” الانتخابات، فلا تواصل أو لقاءات مفتوحة، وكثيرا ما يكون الهاتف مغلقا أو خارج نطاق الخدمة أو …… جرساً بلا رد . وعندئذ يفقد الزميل الفائز الأصوات كلهم التي ذهبت إليه، ويبحث مجددا في الدورة المقبلة عن وسائل إقناع وجذب جديدة، ولكن بعد أن نفد رصيده!.

أقولها ونحن على مشارف انتخابات التجديد النصفي لنقابة الصحفيين، وقد يصل صداها إلى جيراننا في النقابات الأخرى : “يا كل مرشح وكل نقيب منتظر . من حقك تماما التفكير في ذاتك وأهدافك وحساباتك الشخصية، ولكنك ستربح أكثر وستجنى أوفر إذا أخلصت لمن منحك صوته وتجاوبت دائما مع مطالبه وآماله، وسخَّرت علاقاتك واتصالاتك ودائرة معارفك لترتقي بأحوال أسرته ومستقبل أبنائه . وخسارتك أفدح وأعمق حينما يسقط قناع الشرف والصدق ويُستبدل بالادعاء والزيف . وكرسي النقابة زائل أمام سُمعتك وسيرتك النظيفة!”.

– دعونا نتجمع ونحتفل ونرقص في “عُرس” مجلس الأحلام الذي قد ينتهي بإرادة وسلوك أبطاله إما بالزواج السعيد . أو الطلاق الحزين!.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى