أراء ومقالاتالموقع

شريف سمير يكتب لـ«الموقع» اذكروا محاسن موتاكم .. أو اصمتوا!

ما سر هذه الضجة حول جريمة المنصورة؟! .. شاب مختل نفسيا ارتكب فعلته بصورة مشوهة ويخضع الآن للتحقيق فى انتظار محاكمته والقصاص لضحيته .. مشهد عايشناه كثيرا واختلفت تفاصيله باختلاف الأبطال والظروف، والحديث ينصب فقط على دوافع الجريمة وتحرى أسباب السقوط فى بئر الانحراف دون خوض فى الأعراض أو استباحة دماء وسمعة المجنى عليه فى مسائل الملبس والتبرج وماشابه ذلك من قشور لاتفيد ولاطائل من ورائها!.

بمجرد ظهور صورة “نيرة أشرف” انطلقت أبواق السوشيال ميديا تنفخ فى النار، وتروج لأفكار ملوثة عن الشرف والوقار واحترام الكرامة .. وانتشرت عبارات وألفاظ عن سلوك الفتاة وقصتها مع الجانى الذى أقدم على فعلته بغرض الانتقام أو ما فى نفس يعقوب .. وماذا يعنينا فى كل هذا اللغط؟! .. أسرار علاقتهما لاتصلح ولايليق أبدا أن تكون مادة للنشر أو النميمة الإلكترونية ..

ومابينهما من شجار أو خلاف هو شأن شديد الخصوصية ويحق لجهات التحقيق فقط تتبع جذورها لمعرفة الحقيقة وتطبيق العدل بشكل محايد وموضوعى حماية لأمن وسلامة المجتمع .. والجانب التربوى فى الجريمة يكمن فى الإجابة عن السؤال الأهم، وهو كيف يقضى شاب على مستقبله ويدمر حياته بأكملها لأنه لم يفز بفتاة أيا كانت؟! ..

إن خطيئته الآثمة هو فقدان الرشد وغياب العقل فى لحظة ضعف وهو المشهود له بالتفوق الدراسى وانضباط السلوك وفقا لأقوال الشهود .. إذن، فما السر وراء ارتكاب جريمته والتورط فى هذا التصرف الشاذ؟! .. إنه دور علماء النفس والاجتماع والأساتذة المتخصصين فى علوم الجريمة والجنوح إلى العنف، والواقعة تفرض عليهم الجلوس مع النيابة والمباحث للتعرف على دقة التحريات لتكوين آرائهم وشهاداتهم حول الحادث لتحليل شخصية القاتل وتفنيد أبعادها النفسية والاجتماعية ..

ومن هذه الروشتة السريعة، يسلط الإعلام بكل أنواعه الضوء على ما أصاب مجتمعنا من خلل وتصدع فى قيم الرحمة والتوافق الداخلى والاتزان السلوكى .. وبعيدا عن “نيرة” التى فقدت حياتها، ولايجب أيضا أن تفقد ماتبقي لها من سيرة واسم يرتبطان بأسرتها وعائلتها، الجانى المريض هو المقصود بالقراءة وتوجيه الكاميرا إلى ماضيه وتاريخه لتنبيه المجتمع نحو أمثاله من المتهورين وفاقدى الصواب فى خطوة جريئة نحو العلاج والشفاء من تلك الظواهر السادية!.

– اتركوا “نيرة” ترقد فى سلام وسكينة .. وانظروا إلى ما يستحق أن نمعن فيه النظر والتأمل والتعلم .. واذكروا محاسن موتاكم أو …… اصمتوا!!.

اقرأ ايضا للكاتب

شريف سمير يكتب لـ«الموقع» صحة بوتين .. رهان الحرب الإعلامية!

شريف سمير يكتب لـ«الموقع» شجاعة فتاة .. وعدالة رجال!

شريف سمير يكتب لـ«الموقع» عن «الجوكر» .. و«العصامى» !

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى