أراء ومقالاتالموقع

شريف سمير يكتب لـ«الموقع» إنهم حقا «سند الخير»!

لستُ من هواة الكتابة عن مشروع إنسانى نبيل أكثر من مرة احتراما لقيمته ولكيلا يخصم الإسراف فى الحديث عنه من رصيده وعمق رسالته .. ولكن ثمة فكرة تتطور تفاصيلها ومشاهدها على نحو يدفعك إلى مساندتها ودعمها باستمرار لصمود أبطالها وإصرارهم على التحدى وخدمة المجتمع بلا مقابل أو هدف سوى رسم البسمة والراحة على وجوه الفقراء والبسطاء!.

ومشروع مستشفى “٢٥ يناير” فى الشرقية لعلاج المرضى بالمجان، وبأحدث وسائل الطب والتمريض يواظب على النضال اليومى بمجلس أمنائه تحت قيادة الزميل الصحفى الشجاع محمد الجارحى، والجديد فى مشوار المشروع تلك الوديعة البنكية السخية التى خصصها رجل الأعمال نجيب ساويرس بقيمة ١٥ مليون جنيه للإنفاق على متطلبات المستشفى وتوفير الغطاء المادى المريح لاستكمال ما ينقص الكيان من إمكانيات واحتياجات تُعجِّل من الإنجاز التاريخى وقرب أيام الافتتاح السعيد .. ويعيش صناع الحلم على إيصالات التبرع الشعبى لعلها تفيد فى سد الثغرات والثقوب القليلة فى ثوب “أنبل قضية” .. وإذا كنا نرفع القبعة لإيمان رجال المستشفى و”ربان” السفينة بعظمة وضرورة إنشاء الصرح لضرب مثلا وقدوة فى فلسفة المجتمع المدنى دون شعارات أو هتافات، فنفس القبعة تنحنى أيضا لنموذج رجل أعمال يعرف من أين يحصد “القرش”، وكيف يستثمره فى مواقع وقنوات تجلب له الاحترام والتقدير لذكائه .. وإنسانيته!.

وما فعله “ساويرس” بمقدور أي ملياردير آخر أن يفعله ويحذو حذوه بديلا عن إهدار الثروات والملايين فى مشروعات أقل فائدة ونفعا للناس والموظفين فى الأرض .. ولم يحظَ مستشفى ٢٥ يناير بأى مساحة إعلانية على شاشات فضائيات الشهر الكريم .. ولم يفُزْ بـ “حضن” الفنانين والمشاهير الدافئ مثلما اتسع هذا الصدر الحنون لمشروعات أخرى مشابهة تعتمد فى المقام الأول على منطق التسول والاستجداء من “فُتات” نجوم الفن والرياضة والإعلام، ويجهل مصير هذه الأموال، وهل بالفعل تذهب إلى مستحقيها أم إلى “جيوب” المستفيدين من هذه اللافتات البراقة، ومن يساهمون فى دوران عجلة الاستغلال و”البيزنس المشبوه”؟!.

ولسنا هنا فى هذا المجال بصدد التشكيك فى نزاهة وضمير القائمين على هذه المشروعات بقدر ما نحن أداة تنبيه وجرس إنذار قبل أن تتلوث أهدافها ومقاصدها .. ولهم مطلق الحرية والاختيار فى الاستماع إلى النصيحة المخلصة لوجه الله أو تجاهلها والمضى قدما فى طريق “الغموض وعلامات الاستفهام” .. وما يهمنا هو تسليط الضوء على كتائب “العمل الصامت” من فصيلة جنود مستشفى ٢٥ يناير والتى بجهود أبنائها وتفانى كوادرها وشبابها، أقنعت رجلا فى وزن وسطوة “ساويرس” بضخ أمواله فى شرايين المشروع لتتجدد دائما وتبعث الحياة والأمل فى نفوس الفقراء ومن لايملكون “تذكرة” العلاج .. وهذا هو تصرف رجل الأعمال “الوطنى”، ولن نطالب “أثرياء” مثله بذات الموقف أو المبادرة، وإنما نناشد الدولة إلزام الحكومة فى المساهمة والتفكير عمليا فى كيفية حماية “صِرح المستقبل” من أى عقبات روتينية أو عراقيل إدارية وجمركية تعوق مسيرته .. ولابد من دور حيوى ومؤثر لوزارة الصحة والقطاعات الطبية فى الاستجابة لأى مقتضيات أو اقتراحات تتقدم بها إدارة “٢٥ يناير” لتطوير المشروع وتوسيع رقعة انتشاره، فتتولد منه عشرات الرسائل الإنسانية فى سائر المحافظات والنجوع وقرى مصر!.

– شعار “الجارحى” وأصدقائه هو “سند الخير” .. فهُم “سند” فقراء المرضى، وهم أيضا “خير الأُمة” الجدير بأن يتلقى “السند” من صفوة وسلطة “هذه الأُمة”!.

اقرأ ايضا للكاتب : 

شريف سمير يكتب لـ«الموقع» 4 فى مهمة رمضانية!

شريف سمير يكتب لـ«الموقع» بطل “الاختيار”!

شريف سمير يكتب لـ«الموقع» عن الطعام فى حماية القانون!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى