أراء ومقالاتالموقع

شريف سمير يكتب لـ«الموقع» أنا منتحر .. إذن فأنا منتحر!

كلمة انتحار مرادف لـ “إثم عظيم” .. وإزهاق روح إنسان بإرادته ينتظرها عقاب معروف للجميع فى الدنيا والآخرة .. ولايختلف أحد على تصنيفها كـ “جريمة” .. وأيضا لايختلف أحد على أن الحساب الكامل هو مسئولية الرحيم العادل، ولانملك سوى تفنيد الأسباب والدوافع وراء التفريط فى الحياة تجنبا لوقوع وتكرار هذه المشاهد المفجعة!.

وكل من عرف وصادق وعاشر زميلنا الراحل عماد الفقى ابن أسرة “الأهرام” الجليلة، أجزم بأننا أمام شخص كريم الأخلاق والأصول وتربية “بيوت عز” فضلا عن دماثة الخلق والرقى المهنى والإنسانى .. فلماذا ينتحر وبأسلوب درامى مكتوب فى سيناريو سينمائى داخل حجرة العمل بالمؤسسة؟!! .. وكيف امتلك المقدرة على التضحية بحياته بعد فنجان قهوة وتردد على دورة المياه أكثر من ١٨ مرة قبل الحادث فى ترتيب مدبر شديد الغموض والريبة؟! .. وما الذى يدفع شخصية بمثل هذه المواصفات إلى الإقدام على هذا السلوك الجانح داخل مقر وظيفته وليس فى أى مكان آخر؟! .. وعشرات الأسئلة الأخرى تراود زملاءه وأصدقاءه وتعتصر قلوب أسرته وأقاربه .. وكلها تبحث عن عزاء للراحل أولا، وشفاء من أكثر الأمراض العصرية انتشارا واجتياحا عنوانه “الإحباط” المتحور من فيروس “القهر” بكل درجاته وأشكاله!.

الانتحار سمة الضعفاء .. وخطوة من فقد إيمانه وكفر بكل ما هو ثمين وشريف .. وعندما تتسرب هذا الميكروب إلى مهنة تساهم فى تشكيل وعى الملايين، وتقترب إلى مستوى النخبة وصفوة العقول، فلا مناص من التحرك والتدخل، بعد أن تجاوزت الظاهرة حدود الأقل توازنا وثقافة ورشدا، واخترقت “برواز” صاحبة الجلالة الذهبى لتصيبه بشروخ وهشاشة وصار قابلا للكسر تحت أى ضغط أو ظرف .. ولن نناقش تحريات النيابة أو تحقيقات الباحث الجنائية لمعرفة الحقيقة، فالجزء الغاطس من هذا الجليد والذى يهمنا بالدرجة الأولى هو ما وصلت إليه “مهنة” التنوير والتوجيه من حالة متدنية نتيجة الأوضاع المادية المتدهورة، وغياب شفافية الثواب والعقاب داخل منظومة الإدارة وعلى مقاعد القيادات، وتضييق الخناق على مصادر الرزق والانتشار الصحفى والإعلامى، والتى كانت متنفسا للحريات وبئرا إضافيا يروى ظمأ أسر وعائلات الصحفيين ويلبى احتياجات ومتطلبات “الحياة الكريمة” من واقع مواهب وإمكانيات الصحفى المتميزة وليس لكونه ضمن “الشلة المُطيعة” أو “محترفى الولاء المطلق”!.

– عماد الفقى واحد من الجماعة الصحفية “المُنتحِرة”، ورحل عنا وما زلتُ أحبه وأعتز به .. رغم أننى أرفض قراره ولن أعترف بدوافعه لأنها قتلت مع روحه الطاهرة فرص الحياة المريحة والآمنة لزوجته المريضة وولديه المكلوميْن ليواجها المجتمع والمستقبل برئتى “الحزن والعار” .. وفعلها “عماد” ابن العز الجنتلمان .. وثمة آخرون من أقرانه يسيرون على نفس خط النار تحت أقدامهم .. ولتستيقظ “مواقع المسئولية” عن المهنة المقدسة من سباتها وغفوتها وتعالج “تشوهات” الأجور والحوافز، وتكافئ المخلص وأصحاب الحقوق دون تلكؤ أو إجحاف، لكيلا تُباغتهم قنابل “الانتحار” أسفل مقاعدهم وفى عقر مكاتبهم المكيفة أو سياراتهم الفارهة !!.. ولن نستسلم لهذا الاختيار الآثم مهما كانت التحديات والاختناقات، فيستحقها من يظلم .. ويتجبر .. ويعيث فى الأرض فسادا ومتاعا .. وغرورا!!.

اقرأ ايضا للكاتب

شريف سمير يكتب لـ«الموقع» إنهم حقا «سند الخير»!

شريف سمير يكتب لـ«الموقع» 4 فى مهمة رمضانية!

شريف سمير يكتب لـ«الموقع» بطل الاختيار !

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى