أراء ومقالاتالموقع

شريف بركات يكتب لـ«الموقع» .. «بايدن المفيد»

يرى الكثير من الخبراء أنه من الخطأ اعتقاد أن الرئيس الأمريكي القادم “جو بايدن” سوف يأتي بأجندة سلبية لنا في مصر أو المنطقة العربية والشرق الأوسط حتى بالرغم من كونه هو و كُثر من أعضاء فريقه ينتمون لإدارة الرئيس السابق أوباما والسبب بسيط أن العالم تغير كثيرًا والمعطيات على الأرض اختلفت كثيرًا على مستوى الشعوب العربيه والحكام وأصبح الاستقرار والتنمية والتقدم الاقتصادي والشراكة لا التبعية هدف الكل مجمع عليه بعد ماذاقت المنطقة والعالم بأثره ويلات الفوضى وتخريب وإرهاب الجماعات الإسلامية الإرهابية.

ولكن من البديهي أن أول ملفات بايدن ستكون السيطرة على فيروس كورونا و رأب الصدع والشرخ بل والانقسام الداخلي الحادث في المجتمع الامريكي وهي ظاهرة ملفته تابعناها جميعا مؤخرًا و يأتي بعد ذلك للتعامل مع الكبار في العالم .

فكل التقديرات تشير إلي أن جو بايدن سيسعى لإيجاد صيغة تفاهمات مشتركة مع الصين تنتج عنها سياسات اقل حده وإكثر إيجابية من سياسات ترامب أما بالنسبة لروسيا قد يختلف الأمر قليلا وتتأثر بالسلب نظرًا للتقارب الواضح بين روسيا وإدارة ترامب الا لو غلبت الحكمة والرغبة في التفاهم على سياسات بايدن في التعامل مع النفوذ الروسي الصاعد في العالم!!

وبالنظر لأوروبا نجد أن أوروبا ستكون العلاقات معها أكثر تنسيقا و دفئًا في المجمل، ربما بإستثناء بريطانيا ورئيس وزرائها القريب الهوى والتوجه والشبه من ترامب، ولكن استراتيجية وعمق العلاقات بين الدولتين كفيله بتجاوز الخلافات او ربما دفنها!! في المرحله القادمه. والموقف أيضا في التعامل مع كوريا الشمالية قد يتأثر سلبا.

نأتي للشرق الأوسط والدول الرئيسية الفاعلة فيها مصر واسرائيل و تركيا وايران ودول الخليج
بالنسبة “لإيران” فإن كل التقديرات تشير إلي ان بايدن سيتحرك لإعادة الاتفاق النووي بشروط أبرزها الحد من التدخلات الإيرانيه في المنطقه بما فيها الميلشيات العسكرية في اليمن ولبنان
أما عن “تركيا” فالكل يراهن على أن إدارة بايدن ستوقف طموحات وشطحات أردوغان المتلاعب التوسعية آخذين في الاعتبار إنه أصبح الآن العرب وأوروبا على خلاف كبير مع تركيا أردوغان..

وعن “إسرائيل” فلن تكون إدارة بايدن بافضل من إدارة أوباما في تعاملها مع الحكومة الاسرائلية وطوحاتها بل ستسعى لوقف التوسعات الاسرائلية وتغولها بالإضافة لعودة حل الدولتين الإسرائيلية والفلسطينية على طاولة المفاوضات من جديد مع استكمال ملف معاهدات السلام بعد البحرين والإمارات والسودان.

ونأتي لدول الخليج الأبرز السعودية والإمارات باتحادها السياسي والاستراتيجي الفاعل مع مصر شكلت قوة اقليمية كبيرة لا يستهان بها في إدارة المنطقة، والتعاون معهم من جانب بايدن على نحو ايجابي لتحقيق الاستقرار والتنمية هو تقدير أغلب الخبراء ومراكز الدراسات السياسية والاستراتيجية في العالم ولا مجال للعودة لسياسات إدارة أوباما أو حتى مبادئ الإدارات التابعة للحزب الديمقراطي الامريكي إلا في القليل ويأتي ابرزها ملف حقوق الانسان المتشدق به!! لممارسة المضايقات في المنطقة..

ولكن الفارق أن مصر اختلفت والمنطقة وشعوبها اختلفوا فمصر أصبحت غير تابعة بكل ما تحمله الكلمة من معنى ولا يملى عليها أي رغبة أو سياسة ضد مصلحتها العليا وأمنها القومي.

هذا من ناحية ومن ناحية أخرى أصبحت مصر أكثر قدرة سياسية وجاهزية فنية وخبرة ديبلوماسية واعلامية على الرد في المحافل الدولية والرسمية على اي اتهامات تنتقص من سيادتها ولكن لازال هناك تساؤل عن كيفيه تفاعل وتعاطي إدارة بايدن مع قضية سد النهضة على سبيل المثال؟؟ ولكن حتى وإن لم تكن إدارة بايدن منصفة مع مصر فإن مصر تملك الكثير من الخيارات التي تحقق مصالحها العليا.

ولكن في المجمل يرى الكثير من الخبراء أن بايدن سيعمل على إعادة الاستقرار والهدوء للمنطقه وهو مقياس نجاحه، والذي لن يتم إلا بوقف تركيا وايران عند حدهما وهو ما سيعود بالنفع والفائدة علينا

نعم بايدن ربما يكون مفيد..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى