أراء ومقالاتالموقع

سيد محمود يكتب لـ«الموقع» «أميرة» .. سينما لا تخدم القضية الفلسطينية !

>> تسريب النطف من السجون الإسرائيلية لم يعد آمنا

>> محمد دياب صنع فيلما مغريا للمهرجانات لكنه يثير الشكوك

كثيرة تلك الأفلام التى تناولت القضية الفلسطينية بشكل مباشر أو غير مباشر،منها أفلام صنعها مخرجون يؤمنون بأن التعامل مع القضية الفلسطينية على الشاشة أمر ليس بالهين، كمن يمشى على طريق ملىء بالأشواك لإلتقاط وردة.أي أن يقدم فيلما مليئا بالمواقف والمشاهد الصاخبة القاسية ليبعث فينا روح وحلم وتفاؤل بأن الأرض لابد وأن تعود لأصحابها .

فيلم “أميرة” الذي عرض فى مهرجان الجونة السينمائي ، ليس من بين تلك الفئة التى تمنحك حالة من التفاؤل ، ولا حتى تبعث فيك طمأنينية ، بل حالة من التشكيك، ورؤية سودواوية لموقف مهم وهو تهريب “نطف” السجناء لزوجاتهم للإنجاب .
قد تبدو الحكاية طبيعية وجذابة ،تسريب “نطفة” مناضل فلسطينى لزوجته لإنجاب طفل ثان ، “يؤكد الأطباء عند فحصها أنه عقيم ، هنا يبدا فصل آخر من الأحداث المؤلمة، الشك سيد الموقف ،بداية من الزوجة” صبا مبارك”،مرورا بكل المحيطين بها ، المدرس الذي تؤكد زوجة شقيق المناضل بأنه لا يصلح اساسا للزواج “ليس له فى النساء” لأن صفحته على موقع التواصل الإجتماعي ” فيس بوك”معظم أعضاءها شباب من دول أجنبية ،دورة شكوك تطال الجميع ،تنتهى بإعتراف الزوجة المتهمة بالخيانة أنها لم تخن ،وأن خطأ تسريب النطفة تم من خلال حارس السجن الذي قام بإستبدالها بنطفة منه .

من خلال وقائع فلسطينية هناك أكثر من مائة حالة مشابهة ثبت من خلال التحاليل أنها لسجناء فلسطينيين ، لكن الفيلم بطريقة مقصودة أو غير مقصودة زرع الشكوك فى قلب كل من أجرى تلقيح بنطف مسربة، وبخاصة أن الفتاة أصبحت منبوذة بين كل الفلسطينيين .

لجأ المؤلف إلى طريفة للخروج من مأزق وضع هو نفسه فيه ، كيف تتبرأ الفتاة”أميرة” من تهمة أنها لأب فلسطيني، سيناريوهات عدة منها البحث عن الحارث وقتله، بعد رفض كل مقترحات خروجها إلى إى بلد عربي أو أجنبى،تقرر بنفسها بحيلة ساعدها فيها حبيبها الخلاص ..لتنتهي حياتها بمصرعها على يد أسرئيليين.

فى المشاهد الأخيرة من الفيلم حدث مالم يكن يتوقعه المشاهد نفسه ،”أميرة ” تتصفح صفحة الفيس بك للحارس الإسرائيلى ،تكشف لنا بأن الحياة هناك وردية، شققيتها التى لا تعلم عنها شىء يحملها والدها بين يدية فى لقطة مرحة ،ثم اللقطة الأكثر إثارة للجدل ، الحارس متعاطف وحزين لمصرعها وهو ينظر إلى جثتها وهى مغطاة .

فيلم “أميرة” إنتاج مصر ، الأردن ،الإمارات،السعودية،محمد حفظى،معز مسعود،منى عبد الوهاب،هانى أبو أسعد وأميرة دياب، والسيناريو لآل دياب، محمد وخالد وشيرين، ثم الإخراج محمد دياب.

الفيلم هو العمل الثالث للمخرج ،بعد “6 -7-8″ و” إشتباك”الأول عن التحرش الجنسى، ومن الأعمال الجيدة قامت ببطولته بشرى ونيللى كريم ،وباسم سمرة ، والثانى وقد اثار جدلا كبيرا وهو “إشتباك” عن عربة الترحيلات التى إحترق من فيها .
ويأتى فيلم “أميرة” فى محاولة لإستغلال فكرة مثيرة لشهية اي سينمائي ، قدمها فى منطقة شائكة بحثا عن خلفية

سياسية وفي ظروف مغرية لأى مهرجان سينمائى وبخاصة المهرجانات الدولية ،ومع ذلك قدم الفيلم صورة سينمائية جميلة ، واداء رائع لبطلته صبا مبارك ، ومميز جدا للممثلة الصاعدة تارا عبود الأردنية الفلسطينية إختارتها مجلة سكرين إنترناشونال ضمن النسخة الرابعة من برنامج نجوم الغد العرب التي قدمتها المجلة خلال الدورة الـ42 من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي 2020.فيلم رغم جودته لم يخدم القضية ، حتى وإن كانت مبررات صناعه إنه ليس فيلما عن فلسطين القضية ،أو الصراع ،فتح بابا للشكوك،وقد يزرعها فى نفوس كل من أجرو”تلقيح عن طريق السريب من السجون الإسرائيلية ” من قبل .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى