الموقعتحقيقات وتقارير

سيدات لـ«الموقع»: الزواج بأخرى دون علم الزوجة الأولى خيانة للعشرة

كتبت- منار إبراهيم

“طالق” كلمة قاسية للغاية، والأقسى منها شعورا على قلب المرأة هي أن يشاركها زوجها امرأة أخرى، خاصة إذا كانت شريكة كفاح تحملت معه أعباء الحياة، غير مقصرة في حقوقه الشرعية، زوجة وأم صالحة، لم يكن هناك سبب لقرار زواجه عليها من أخرى، الأمر الذي يقع أثره كالسيف، يمزق قلوب، ويشرخ صدور كانت عامرة بالمودة والرحمة.

ورغم أن تعدد الزوجات حق الرجل شرعًا، فهل تقبل المرأة أن يمارس الرجل هذا الحق دون علمها، هذا ما سيناقشه «الموقع» خلال جولته الميدانية لاستطلاع أراء بعض السيدات في هذا الأمر.

في البداية تحدثت معنا، مي محمد، 45 عام، قائلة: زوجي يعمل في إحدى الدول العربية منذ 18 عام وطوال هذه السنوات تحملت غربته وبعده عني، وتحملت مسئولية البنات وربيتهم بمفردي رغم شقاءه وغربته إلا أن مسئولية الزوجة المغترب زوجها تكون أكبر وأقسى نفسيًا على الزوجة، ويأتي بعد كل هذا الشقاء يتزوج عليّ لن أقبل طبعا، وإذا قام بذلك دون علمي سأنفصل عنه على الفور.

نرشح لك: أستاذ علم الاجتماع: الوضوح أساس الحفاظ على ثبات الأسرة والزواج دون علم المرأة يؤدي لتفككها

وتابعت ليس مبررا أن يتزوج بدعوى منع الفاحشة لأنه ليس هو فقط المتضرر من البعد فالزوجة أيضًا متضررة، الأولى أن يأتي إليها كل 6 أشهر أو يطلبها للسفر إليه، فهي أحق به من الزواج عليها، لأن ذلك يعد أنانية وخيانة للعشرة وعدم تقدير للمسئولية التي تحملتها.

ومن جانبها قالت شيماء علي، 38 عام، الزواج الثاني شرع ولكنه مقيد بشروط، فهو ليس قاعدة يجب تطبيقها ولا جُرم يعاقب عليه القانون والمجتمع، شرع الله دائمًا عادل والله سمح بالتعدد في حالات معينة منها مرض الزوجة، وفي هذه الحالة يكون لصالح الفرد والمجتمع، ولكن إذا كان ليس هناك سبب وإذا كان هذا الزواج يٌشكل عبء مادي ومعنوي وفساد لحال الاسرة، فلن يرضي هذا الله حتى إذا كان حلال.

نرشح لك: الشيخ الأطرش لـ«الموقع»: الزواج على المرأة بغير علمها ضرر لها

والتقطت منها عائشة محمد، 34 عام، طرف الحديث قائلة: الأغلب أن الزوج يغترب للعمل وفي بداية الحياة يكونوا ليس لديهم شيء وتعاونه على عمل كل شيء الزوجة، فلا يرضي الله أن أقف بجانبه في الفقر وحينما يكون ميسور الحال ولديه أموال يتركني مع أولاده ويتزوج من أخرى.

وتشاركها في الرأي، ميرفت شاكر، 50 عام، قائلة: شرع الله جاء لثبات الحقوق، والشرع يقول أن على الزوج مراعاة حقوق الزوجة الأولى وزواجه من أخرى مشروط بالعدل، فأين العدل حينما يتركها بأولادها وتحملها المسئولية بمفردها، وألمها النفسي من بعده عنها كزوجة ويذهب للزواج من أخرى بالغربة، كيف سيراعي حقوقها هنا.

نرشح لك: عضو القومي للمرأة لـ«الموقع»: الزواج حق الرجل شرعًا ولكن بشرط إبلاغ الزوجة في إعلان رسمي عبر المأذون

وأشارت هدى مصطفى، 36 عام، أن القانون يطالب بإبلاغ الزوجة الأولى، ولا يقصد بالإبلاغ هنا الإذن ولكن لمجرد العلم، وهنا يكون حقها أن تقبل وتستمر معه في الزواج أو ترفض فيسرحها سراحا جميلا، وهذا شرع الله ولكن الزواج دون علمها غير مقبول شرعا ولا اجتماعيا.

ومن جانبها تساءلت جيهان منير، 47 عام، لماذا يرتكب الرجل الفاحشة وهو متزوج؟

وقالت سلوى عبد السلام، 52 عام، ليس من الشرع زواجه بأخرى في سفره ويعف نفسه،  ويتركها هي وحيدة فمن يعفُها هي أيضًا، الشرع أنه إذا كان سيسافر يستأذنها وإذا سمحت له سافر ولا يغيب عليها أكثر من 4 أشهر.

واختتمت حديثها قائلة: إن زواجه من أخرى يعد خيانة العهد المذكورة في القرآن، لأنه حينما تزوجها كان على عهد أنه يكون لها وحدها لان الأصل في الشريعة ليس التعدد، والزواج عليها دون علمها خيانة للعهد والعشرة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى