الموقعخارجي

سياسي أمريكي لـ”الموقع”: الديمقراطيون براء من دعم الإخوان في مصر.. وعلى البرلمان مساندة القيادة السياسية

كتب – أحمد إسماعيل علي

وجه أحد أعضاء الحزب الديمقراطي الأمريكي، مجموعة من النصائح لكيفية تعامل مصر مع دوائر صنع القرار في الولايات المتحدة، مع قدوم الرئيس الجديد جو بايدن، موضحا أن العلاقة ليست فقط في شخص الرئيس أو الخارجية، ناصحا بدور أكبر لمجلس النواب المصري من خلال لجنة العلاقات الخارجية، للتواصل مع نظيرتها في الولايات المتحدة، لشرح وجهات النظر المصرية تجاه ما يلفق لها خصوصا من جانب الإخوان المسلمين.

كما دافع عضو الحزب الديمقراطي الأمريكي، مهدي عفيفي، عن إدارة حزبه أيام حكم باراك أوباما، قائلا إنها لم تدعم الإخوان في مصر ولم تأت بهم إلى الحكم آنذاك.

وقال في تصريحات خاصة لـ“الموقع”: “لو فعلا الولايات المتحدة الأمريكية أتت بتنظيم الإخوان المسلمين في مصر فلماذا تركته يرحل، لأنه هذا سيعتبر إخفاق لها، لذا هذا منطق غير عاقل”.

دعم أمريكا للإخوان

وأوضح أن الإخوان ظهروا في وقت كان فيه فراغ سياسي وانقضوا على ما يسمى الثورة وقتها، وأصبحوا فاعلين، والإدارة الأمريكية كان لابد لها أن تتعامل معهم.

ولفت إلى أن الإخوان كانوا منظمين ولديهم اتصالات وهذا رأيناه في أوروبا وأمريكا وأماكن كثيرة، لكن لا يمكن القول إنه كان هناك دعما أمريكيا للإخوان المسلمين لأنه كلام غير صحيح.

واستدل في ذلك، بأنه أثناء إدارة الرئيس الجمهوري دونالد ترامب، كان هناك مباحثات وتقارب مع حركة طالبان في أفغانستان، فهل معنى هذا أنه كان داعما لطالبان؟

وتابع: “في فترة الرئيس ريجان، ظهر دعم أمريكي واضح لمجاهدي أفغانستان في مواجهة روسيا، وهذا لم نسمعه إلا في عهد ريجان، ثم سمعنا مرة ثانية في عهد كونداليزا رايس ما أطلق عليه “الفوضى الخلاقة”.

وقال، هناك سوء فهم من تعامل الدول العظمى مع كل هذه المسائل، ولا يمكن التصريح بأن الإدارة سواء الديمقراطية أو الجمهورية تدعم فريقا تتواصل معه.

وأضاف مهدي عفيفي: “الدول الكبرى لابد أن تكون يدها في كل مكان، وهذا ما لا يستطيع البعض فهمه، فالولايات المتحدة حتى مع الدول غير الصديقة والعدوة لها أو الأشد عداوة، مثل إيران لديها مباحثات معها خلف الكواليس عن طريق سلطنة عمان، لأنه لا يحدث مع الدول العظمى انقطاع عن التواصل.

وأشار إلى أن التواصل إما يكون عن طريق دولة مثل سويسرا أو عمان وهذا كلام معروف جدا في السياسة الخارجية، ففكرة أن إدارة أوباما كانت تدعم الإخوان المسلمين، كذب محض وافتراء واختراع.

30 يونيو

وأضاف عضو الحزب الديمقراطي: الإخوان المسلمون كانوا يثيرون هذه النقطة ـ مساندة أمريكا لهم – كي يخوفوا الناس أن لهم ظهير داخل الولايات المتحدة.

وبين أن أكبر دليل على ذلك أنه لم يصدر أي حديث رسمي لا من البيت الأبيض أو الخارجية الأمريكية يصف أحداث 30 يونيو في مصر بأنها انقلاب عسكري، وقد تحدثنا مرارا وتكرارا وعلى برامج كثيرة جدا وفي محاضرات، أن من يقول ذلك يأتي لنا بدليل، لأن هذا محض افتراء وليس له أي واقع.

وتابع قائلا: “بعد 30 يونيو، نظمنا لقاءات مع أعضاء الكونجرس، وشرحنا ماذا يحدث في مصر ووضحنا أنه ليس انقلابا، وأن الحكم العسكري في تركيا وليس عندنا والجيش في مصر مختلف وكل واحد فينا يا إما خدم في الجيش أو له أحد فيه، وكانوا يخبرونا بأن في عشرات بيأتوا يقولوا لنا عكس هذا الكلام”، موضحا أن هؤلاء العشرات تابعين لمؤسسات تعمل ليلا ونهارا.

حقوق الإنسان

وواصل مهدي عفيفي، عضو الحزب الديمقراطي الأمريكي، حديثه قائلا: “بالطبع في ناس كثيرة لديها تخوفات من الملفات وممكن يتخيلوا أن الديمقراطيين يخرجوها مثل ملف حقوق الإنسان وحقوق المرأة”.

ونبه من أن هذا له خطورة شديدة لأن الإخوان، يلعبون بتلك الأوراق داخل أمريكا، ويظهرون داخل الولايات تحت منظمات ومؤسسات مدعومة، بمسميات كثيرة جدا، لأنه لا يوجد داخل الولايات المتحدة شيء اسمه “الإخوان المسلمون”. وفي الوقت نفسه لا يوجد أحد آخر يدافع.

مسؤولية البرلمان

واعتبر أن مسؤولية التصدي لهذا الملف يقع على البرلمان، قائلا “هذا الكلام قلته في 2014 و2015 و2016، وبقوله كل يوم إن لابد أن يكون هناك خطط ثابتة واللي بيجوا يتفسحوا ! يجوا عندهم خطة مرسومة ويكون هناك تواصل قبل أن يأتوا وعارفين هييجوا هيقابلوا مين وهيتكلموا معه في إيه وما هي الملفات التي سيطرحها وكيف يتم متابعتها ومن يتابعها، لكن هذا الكلام لا يحدث”.

وأكد أن هذه مسؤولية البرلمانات وليست الدولة كدولة.

وتساءل: لماذا التخوف من الإدارة الأمريكية الجديدة، ولديك علاقات دائمة؟، مضيفا: لدى مصر لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب، التي مهمتها في أي دولة أن توطد علاقتها الخارجية باللجان المماثلة، لكن  لا يحدث هذا الكلام، “ولا أدري هل هذا قلة خبرة أو كسل؟!”.

وحذر قائلا: “هناك خطر شديد وأحذر منه”، موضحا أن “المجموعات اللي في أمريكا سواء مجموعات حقوق إنسان أو مرأة، مبينموش والإدارة الأمريكية أيا كانت تتعامل مع مؤسسات الرأي”.

ونبه من أن “أنصار الإخوان ومن يدعمون هذا الفكر كثيرون، لماذا؟ لأنه لا أحد آخر يتكلم وليس لأنهم على صواب”.

إسرائيل

واستشهد بإسرائيل، قائلا: “أكبر دليل على أن هذا الكلام لا ننتجه، إسرائيل مهما كان رئيس الولايات المتحدة، سياستها ثابتة، بل وتأخذ ما تريده وزيادة “قد تعلو مع رئيس وتقل مع آخر”، اللي الناس كتير متعرفوهوش عشان الكونجرس الأمريكي كان جمهوري، إسرائيل حصلت على ما لم تحصل عليه من دعم مادي في التاريخ، ومنها منظومات صواريخ وباتريوت وغيرها في عز فترة أوباما، وكان من المعروف أن أوباما ليس من محبي إسرائيل قوي”.

وأكد أن المسألة ليست في الإدارة وإنما من بيشتغل مع هذه الإدارة، لذلك يوجد لدينا سوء فهم في التعامل مع الإدارات الأمريكية المختلفة.

ترامب ومصر

ورأى أن “ترامب” ليس مثالا حقيقيا للإدارات الأمريكية، وكان ينقلب على أي أحد ولا ننسى أنه في آخر أسبوعين من حكمه انقض على مصر وهاجمها في حفنة المعونات.

وقال: عندما قرر الكونجرس صرف 1.3 بليون دولار لمصر مساعدات عسكرية وغيرها.. “وهي ليست بقشيش لمصر ولكنها تأتي وفقا لاتفاقيات السلام وفي صورة أسلحة ودعم تستفيد منه في الأول والآخر أمريكا”.

“لكن لأن “ترامب” كذاب ذهب، ادعى أن الـ 1.3 بليون دولار، مصر ستأخذهم وتشتري بهم أسلحة من روسيا”.

معقبا بالقول: “لو هذا صديق حقيقي لمصر ويعني لها لا يقول هذا الكلام”. “لذلك الناس اللي بيفتوا عندنا مش فاهمين سياسة أمريكية”.

اللوبي ومؤسسات العلاقات العامة !

وقال مهدي عفيفي، عضو الحزب الديمقراطي، لـ”الموقع”: “سمعنا مرارا وتكرارا أناس يقولون سنكون “لوبي” ولكن هذا الكلام لا يتم من فراغ، ولا ينفع نأتي بمؤسسة علاقات عامة وندفع لها مبالغ، وهي لا تعرف الأصول”.

ونصح بتعليم نواب البرلمان والشباب، كيف يكون في حوار متكامل ومستمر مع أمريكا، موضحا أن السياسي الأمريكي يريد أن يفهم ما يحدث، “ومينفعش تكون قاعد في القاهرة وتتخيل إنه هيضيع وقته عشان يفهم ما يحصل عندك”.

إدارة بايدن وأوباما

وقال إن “الإدارة الأمريكية لها اهتمامات داخلية أولا، ولا أعتقد أنها ستكون مثل نظيرتها إبان “أوباما” لأن القضايا مختفلة والوقت والظروف مختلفين وستتعامل بما تحتويه هذه المسألة”.

“شرق أوسط مهلهل”

واعتبر أن الشرق الأوسط مهلهل، ما بين تركيا وإيران وقطر وكل بلد تريد ان تكون “ريس” في المنطقة.، معتقدا أن قطر هي التي تسببت في هذا.

وقال السياسي الأمريكي مهدي عفيفي: “أعتقد في بداية العمل في السياسة منذ أكثر من 30 سنة كان الأمل في عمل عربي موحد، لكن كل واحد عايز يكون ريس، وقطر عايزة تكون ريس، وتركيا عايزة تبقى خلافة عثمانية، وهذا ما وصلنا له الآن تشرذم وأي أحد بقى يضرب في بلدان كثيرة بالمنطقة”.

العمل السياسي في الولايات المتحدة

وقال عضو الحزب الديمقراطي، مهدي عفيفي، لـ“الموقع”: “العمل السياسي داخل الولايات المتحدة لابد أن يكون بثقافة وعلم وفهم.. وليس هناك مشكلة في تعليم وتدريب الناس، ولازم يكون في أمانة في هذا الموضوع ودراسة قبل ما يأتوا لأمريكا يضيعوا فلوس كتير جدا جدا على الرحلات والصور دون نتائج”.

وأوضح قائلا: “المفروض تأتي لأمريكا عارف برنامجك أيه، وعملت في أيه، ولم تعود بتعمل تقرير، وبيكون في نتائج وتتابع وتسلم من شخص لشخص ومن لجنة للجنة، هذا هو الشغل السياسي الحقيقي”.

ورأى قائلا:”لكن الناس تيجي تتفسح وتاخد شوية صور وتقابل أي أحد ومش فاهمة هو شغلته أيه وفي الآخر يقولوا مبيحصلش حاجة”.

وأكد ضرورة عدم رمي حمل هذه الأمور كلها على الإدارة السياسية أو القيادة السياسية، “لأنه لا يوجد بلد بيحصل فيها هذا.. أما البرلمان لازمته أيه؟!”، على حد قوله.

وأضاف: أثبتت الأيام منذ تكلمنا منذ زمن طويل أنه دون وجود عمل حقيقي داخل الولايات المتحدث لن ينصلح شيء.

ودعا إلى تكوين مؤسسات تشرح وجهة نظر الدولة المصرية، تكون قريبة جدا من البرلمان والقيادة السياسية ومن متخذي القرار، لكي يكون هناك تبادل للمفاهيم والمعلومات ويكون هناك حلول حقيقية، أما الاعتماد أن يكون التواصل مع أمريكا، عن طريق شخص الرئيس الأمريكي “بايدن” أو الخارجية الأمريكية، فقط، ليحل هذه المشكلة، اعتقاد خاطيء.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى