الموقعتحقيقات وتقارير

سوق الشوايات جبر.. والله زمان يالحم

بائعو “شوايات الفحم”: كانت بـ100 جنيه دلوقتي وصلت لـ300 جنيه.. ومين هيشتري شواية وكيلو اللحمة بـ350 جنيه؟

 

كتبت- دعاء رسلان

لم يعد ارتفاع أسعار اللحوم، التي تجاوزت الـ350 جنيه في الكيلو جرام، مشكلة واحدة ولكنها أصبحت تلقي بظلالها على مهن وحرف أخرى، ولعل أبرز هذه المهن، هي صناعة “شوايات الفحم”، التي كانت تشهد نشاط ملحوظ خلال هذا الوقت من كل عام، بالتزامن مع اقتراب حلول عيد الأضحى المبارك.

في كل عام مع اقتراب حلول عيد الأضحى المبارك، يقبل العديد من المواطنين على شراء “شوايات الفحم” التي يتم طهي وإعداد اللحوم عليها، بالإضافة إلى الأدوات المستخدمة في تقطيع اللحوم “السكاكين والسواطير”، التي تستخدم في نحر الأضاحي، إلا أن ارتفاع أسعار اللحوم، تسبب في خلق أزمة في صناعة “الشوايات”.

بائعو الشوايات والسكاكين

ويقول محمد منصور، أحد بائعي “شوايات الفحم” والسكاكين، إنه يعمل في بيع “شوايات الفحم” وصناعة “السكاكين والسواطير” منذ أكثر من 20 عاما، مشيرا إلى أن هذه الصناعة ورثها من والده وجده.

وأوضح لـ”الموقع” أنه كان يساعد والده منذ الصغر وكان يتعلم منه طريقة صناعة شوايات الفحم البدائية، وأنه عندما كبر حاول التجديد فيها من خلال صناعة الشوايات من “الصاج” المقاوم للصدأ.

كشف بائع الشوايات عن معاناته هذا العام من الارتفاع الكبير في الأسعار، وخصوصا في المواد المستخدمة لصناعة الشوايات، وهو ما تسبب له في خفض كمية الشوايات التي كان يصنعها، قائلا: “كنت بستعد لموسم عيد الأضحى بأكثر من 100 شواية بسبب الإقبال عليها ولكن مع ارتفاع الأسعار خفضت عدد الشوايات للنصف”.

واستطرد أن ارتفاع أسعار اللحوم يمثل أزمة أكبر له ولغيره من بائعي الشوايات، قائلا: “الأزمة الأكبر بالنسبة ليا هي ارتفاع أسعار اللحوم لأن المواطن كان بيشتري بـ500 جنيه لحمة كتير ويحاولوا ينوعوا فيها دلوقتي المبلغ ده يا دوب يجيب كيلو لحمة والناس مش هتشتري شوايات”.

وفي السياق ذاته، قال حسن ممدوح، بائع شوايات فحوم، إن ارتفاع أسعار اللحوم، سبب العديد من المشكلات سواء للمواطنين أو بائعي المنتجات التي تعتمد على اللحوم، مثل الشوايات.

واستكمل لـ”الموقع“: “سوق الشوايات والسكاكين اتضرب بسبب ارتفاع أسعار اللحوم مين هيشتري لحمة بكميات كبيرة علشان ينوع فيها بين المشاوي والمسلوق والناس هتقلل من شراء الأضاحي بسبب سعر الماشية”.

ونوه إلى أنه كان يبيع “الشواية” بـ 100 جنيه ولكن مع ارتفاع أسعار الحديد والمواد المستخدمة فيها وصل السعر لـ250 و300 جنيه، متسائلا: “دلوقتي إما نبيع الشواية بالسعر القديم لو مواطن طلبها علشان نبيع أو نبيعها بسعرها الحقيقي مع تراجع الناس على الشراء.. حد يقولنا هنعمل إيه؟”.

وتقول عزة أحمد، إحدى سكان حي السيدة زينب، إنها اعتادت على شراء اللحوم مع اقتراب حلول عيد الأضحى المبارك من “سوق المدبح”، منوهة إلى أنها كانت تستطيع شراء كميات كبيرة من اللحوم بأسعار مناسبة، وهو ما يجعلها تقبل على شراء شواية للتنوع في إعداد ألوان الطعام المختلفة.

وتابعت لـ”الموقع” أن الارتفاع الكبير في أسعار اللحوم، والتي تجاوزت الـ350 جنيه، جعلها تتراجع عن شراء الشواية، قائلة: “كنت بجدد واشتري شواية كل كام سنة علشان بعمل لحمة كتيرة دلوقتي مش محتجاها بسبب ارتفاع سعر اللحمة”.

نرشح لك: زواج أون لاين.. راسين في الحرام

واستطردت: “كنت بنزل اشتري بـ1000 جنيه لحمة وأجيب من كل حاجة دلوقتي الـ1000 جنيه يا دوب تجيب 3 كيلو لحمة السنة دي”.

وفي السياق ذاته، قال أحمد جمعة، عامل بالأجر اليومي، إن أجره لا يتجاوز الـ100 جنيه في اليوم، وهو المبلغ الذي لا يمكن شراء ربع كيلو من اللحوم.

وأضاف لـ”الموقع” أنه طلب من زوجته إعداد واحدة من الطيور التي ترعاها لكي تتناولها الأسرة في عيد الأضحى، قائلا: “قلت لمراتي تدبح بطة لينا في العيد علشان مش هنقدر نجيب لحمة”.

واستكمل: “بسبب ارتفاع الأسعار مش لاقين نجيب لحمة نسلقها هنشوي إيه؟!”

ويقول عمر إبراهيم إنه اعتاد كل عام في عيد الأضحى نحر ماشية “عجل” بمفرده، وذلك من خلال اقتطاع جزء من ماله والاحتفاظ به، لكي يشتري به الأضحية قبل أيام من العيد، ونشر أجواء البهجة بين أفراد أسرته.

وتابع أنه نتيجة لارتفاع أسعار اللحوم، قرر الاشتراك في صك الأضحية، نتيجة للارتفاع في أسعار اللحوم، الذي تسبب عدم مقدرته على شراء الأضحية كما كان يفعل كل عام.

وأشار إلى أنه كان يعتاد على شراء الشوايات من أجل إعداد ألوان اللحوم المختلفة وسط تجمع الأسرة والأقارب والأصدقاء، ولكن هذا العام قرر الاكتفاء بإعداد نوعين من اللحوم والاستغناء عن المشاوي، التي كان يرغب فيها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى