كتب – أحمد عمر
ضاقت الأم الأربعينية ذرعا من تصرفات ابنتها المراهقة، خاصة بعد اتباع كافة أساليب التقويم الحديثة معها، لكن الأخيرة كانت دوما تستمع لحديث رأسها فقط، حتى كتبت نهايتها بطريقة مأساوية على يد أمها وشقيقيها.
داخل منزل العائلة بمنطقة الطالبية كانت تقيم الفتاة صاحبة الـ17 عاما برفقة والدتها وشقيقيها لكن خرجت عن مسار العائلة وانحرف سلوكها حتى أنها اعتادت على الغياب عن المنزل لفترات طويلة دون تقيم مبررا عن سبب ذلك الغياب.
مع تصرفات الفتاة المراهقة ملت الأم من الحديث معها عن أهمية المحافظة على شرفها وسمعتها خاصة فى مجتمعنا وامتثالا لأوامر ديننا الإسلامي الحنيف، لكن الفتاة لم تهتم لكلمات أمها وكانت تسير وراء رغباتها، فلم تجد أمها وسيلة للحفاظ على ما تبقى من سمتها سوى تقييد حركة انبتها بربطها بسلاسل حديدية تأديبا لها على سلوكها وتغيبها عن المنزل.
لم تتحمل الفتاة الصغيرة وصلات التعذيب والضرب التى تعرض لها جسدها على يد أقرب الناس إليها “أمها وشقيقيها” وفارقت الحياة في إحدى جلسات التعذيب، وتم ضبط الأم وابنتها وجارى ضبط الابن لتورطه في الواقعة.
تلقى المقدم محمد نجيب رئيس مباحث قسم شرطة الطالبية بمديرية أمن الجيزة إشارة من المستشفى تفيد باستقبال جثة فتاة في منتصف العقد الثاني من عمرها بها آثار تعذيب وكدمات ونزيف داخلي ومقيمة بدائرة القسم، وبالانتقال والفحص وعمل التحريات تبين أن وراء ارتكاب الواقعة كلا من والدة المجني عليها، شقيقتها، شقيقها لاعتياد المتوفاة التغيب عن المنزل وقيام المتهمين باحتجازها داخل المنزل وتكبيلها والتعدي عليها حتى الموت.
عقب تقنين الإجراءات واستصدار إذن مسبق من النيابة العامة أمكن ضبط والدة وشقيقة المجني عليها وجاري ضبط شقيقها، وبمواجهتهما اعترفت الأم بارتكاب الواقعة بقصد تأديب ابنتها ولم تقصد قتلها قائلة “كنت بربيها محدش يقتل ضناها.. سمعتنا بقت في الأرض من تصرفاتها”.
وفتحت جهات التحقيق بنيابة الطالبية والعمرانية، تحقيقات موسعة في الواقعة، وأمرت النيابة بندب أحد الأطباء الشرعيين لإجراء الصفحة التشريحية للمتوفاة وإعداد تقرير حول الوفاة.
كما أظهرت المعاينة الأولية لمفتش الصحة أثناء توقيع الكشف الظاهري للجثة وجود آثار تقييد بالقدمين وآثار تعدي على جسمها بجنازير.
وأمرت النيابة باستعجال تحريات المباحث حول الواقعة، وبدأت استجواب المتهمين للوقوف علي ملابسات الواقعة وأسبابها، كما أمرت بضبط وإحضار “شقيقها” وهو المتهم الثالث الهارب.
