أراء ومقالات

“سماح رضا” تكتب لـ”الموقع” عن “ماي هريتج”…. التزييف العميق لتحريك صور المتوفيين!!

عندما تعود الحياة مرة ثانية لأحبابنا الراحلون بشوق ولهفة “الحنين العميق” للماضى الجميل بكل ما فيه من ذكريات الطفولة وأجمل لحظات العمر مع من شاركونا حتى أنفاسنا وإلتصقت أرواحهم مع الروح بروائح من العطور المعتقة التى لايمكن أن تمحى من حنايا القلب الذى ينبض برحيقها؛؛ ولايزال عالم التكنولوجيا، يفاجئنا بين اللحظة والأخرى بتطبيقات جديدة، وتقنيات مختلفة ومستحدثة قد تساعدك في مهام يومك، وقد تكون سببا في معاناتك نفسيا, هو تطبيق “ماي هريتج” وسيلة لإعادة الحياة للأقارب القدامى في الصور القديمة، على الرغم من أنه يمكن استخدامها لأي صورة.

وأظهر العديد من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي عبر حساباتهم صورا لآبائهم وأجدادهم المتوفين وهم “يعودون للحياة” من خلال التطبيق.

وأفادت دارالإفتاء المصرية, في بيان رسمي لها أن “الشريعة الإسلامية أباحت وسائل الترفيه والترويح عن النفس لكونه من متطلبات الفطرة، إلا أن هذه الإباحة مقيدة بأن لا تشتمل على سخرية أو سوء أدب”.

وأوضح البيان: “إذا كان لا مانع شرعا من استخدام برامج حديثة لتحريك الصور الثابتة، بحيث تصبح بتقنية الفيديو بدلا من كونها ثابتة كصورة عادية، فالأصل أن هذا مباح بشرط مراعاة خصوصية من أفضى إلى ربه بأن لا يشتمل تحريك صورته على سخرية أو سوء أدب مع الميت، وبشرط أن لا يؤدي ذلك إلى تدليس أو ضرر بالغير، و يترتب على صورة المستخدم حقوق أو واجبات تستوجب بيان صورته الحقيقية لا الصورة المعدلة”.

ودعا الشيخ عبد الحميد الأطرش رئيس لجنة الفتوى الأسبق بالأزهر الشريف مستخدمى تطبيق “ماى هريتج” للإزالته وعدم إستخدام تطبيق التزييف العميق لعدم جواز ذلك من الناحية الشرعية, مؤكدا على أنه يدخل من باب ” التمثيل بالموتى” ولا يجوز ذلك بأى حال من الأحوال لأن الإنسان كرمه الله من فوق سبع سماوات, وينبغى أن تحفظ صورته ومكانته ولا تعرض لمثل التى تظهر على السوشيال ميديا, قال تعالى: “ولقد كرمنا بنى أدم”.

لاسيما, أن هذه الأداة بمقدرتها تحريك وجه الشخص الموجود في الصورة مع نتائج واقعية بشكل لا يصدق. وتُظهر الأمثلة التي قدمها موقع “ماي هيريتيج” شخصيات تاريخية، بما في ذلك الملكة فيكتوريا ومارك توين وفلورنس نايتنجيل، وهي تنبض بالحياة.

ويذكر أن شركة My Heritage ،هي شركة إسرائيلية لها تقليد في علم الأنساب وشجرة العائلة ، حيث تحتوي على جميع بيانات المستخدم وتحفظها على خوادم الشركة, ومن ثم يرجى توخي الحذر حتى يتمكن المستخدم من تسجيل الدخول باستخدام الحساب المجاني ، والذي يسمح له ببساطة بتحميل صورة أو صورتين ، ولكن إذا كنت تريد المزيد ، فأنت بحاجة إلى التسجيل للحصول على حساب بيريليوم ، أو أداة تقنية عن طريق إنشاء حساب آخر لتحميل الصور.

وبحسب صحيفة ديلي ميل البريطانية, يمكن مشاركة الرسوم المتحركة للفيديو بسهولة مع العائلة والأصدقاء على فيسبوك وتويتر وواتساب ووسائل التواصل الاجتماعي الأخرى.

وهناك أضرار كثيرة تنتج من التطور المدهش لتقنية التكنولوجيا الحديثة، والمصير الطبيعي لأي تقنية هي الوصول إلى المستخدم العادي، حيث يستخدمها أشخاص بشكل مفيد، وآخر يستخدمها لخلق الفوضى والعبث بمن حوله، ولذلك يجب تسليح الجمهور بالوعي، ليتمكنوا من مجاراة كل ما هو جديد في عالم التكنولوجيا.

فمن المؤسف حقا أن البعض يستخدم هذا التطبيق على الأحياء؛ وهذا حدث بالفعل قبل ذلك مع شخصيات عامة مثل باراك أوباما رئيس الولايات المتحدة الأميركية الأسبق، وتعود بداية استخدام تلك التقنية في الأفلام الإباحية! وهذا ما يزيد من خطورة تلك البرامج، التي تسهل استخدام التقنية على الجمهور العادي، لافتا إلى أن الحل في توعية المجتمعات المختلفة بما تستطيع تلك التقنيات فعله وذلك قبل الإستخدام الفعلى، لأنك لن تستطيع السيطرة الآن على مستخدمي التطبيقات الشبيهة بـ”ماي هريتج”.

والسؤال هنا, كيف تستخدم “أبلكيشن” دون أن تعرف ما الذي تتيح له من معلوماتك الشخصية؟؟!!

والغريب فى الأمر أنهم يوافقون على العقد الذي يقدمه التطبيق لهم في بداية الاستخدام، ويوضح الصلاحيات التي سيحصل عليها التطبيق ومنها القدرة على الوصول إلى ملفات في هاتفك، أو الكاميرا الخاصة به، وغيرها من الصلاحيات التى تدمر الخصوصية وتبيح التجسس على معلوماتك وتتمكن من إقتحام الحياة الشخصية بكل سهولة وبإقرار من صاحبها.

ويؤكد خبراء تكنولوجيا الاتصالات على أن تطبيق “ماي هريتج”، يمثل خطورة كبيرة، بعيدًا عن تلك التقنية، لما يجمعه من بيانات عن المستخدمين، “وفى حقيقة الأمر يعطي كل واحدٍ منهم، تقريبًا تاريخ عائلته منذ الأجداد للتطبيق،ومن ثم, يتيح التطبيق، لأي مستخدم آخر، البحث عن بياناتك، مقابل دفع اشتراك سنوي،وبذلك يجعلك كتاب مفتوح أمام العالم، وربما هذا ما لا يدرك المستخدمون خطورته، ويجب على المؤسسات الإعلامية أن تزيد من نشر الوعي الكافي للتعامل مع تلك التطبيقات التى تقضى على خصوصية المستخدم..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى