تطالعنا يوميا المواقع الاجتماعية اخبار فاقت استيعاب عقولنا وقلوبنا البشرية عن عنف زاد عن الحد يحاط بنا في كل اتجاه ووصل للمدارس و الشوارع والبيوت .
ماذا حدث في التكوين البشري للشخصية المصرية التي كانت تراعي الحرمات و تقدس العلاقات …. ماذا حدث في طريقة تربيتنا و قدوتنا و أفكارنا التي نتبناها لتكوين جيل جديد يستطيع تحمل مسئولية و مواجهة ظروف و بناء أسرة ووطن .
ماذا حدث في الأسرة المصرية التي ودعت مسئولية تربية أبنائها الي الظروف و النفوس المريضة و الأفكار الخارجة التي سمحت للاطفال بأن تجرب ممارسة التنمر علي آخرين من مبدأ أن القوة و البلطجة سلاح و حماية ووضع القناع لحماية ذاته بطريقة إجرامية بعيدة عن المعقول أو المقبول و فاق كل التوقعات .
ماذا حدث لشبابنا بأن ترك نفسه فريسة للمخدرات و المغيبات و الشابو و الكريستالة و حبوب الهلوسة و الترامادول التي تمنحهم قوة مزيفة تغيب عقولهم و تجعلهم كالحيوانات المفترسة لاتعي ما تفعل .
ماذا حدث لمجتمعنا الذي سمح للبلطجة أن تتسرب في حياتنا و اتخاذ نماذج مريضة لتطفو علي السطح من خلال تقليد أعمي و السماح بصناعة جيل جديد من الطغاة و المنحرفين يرهبون الجميع بلا هوادة .
يمتلكني خوف و قلق علي أبنائي و أبناء احبائي من بيوتنا المصرية التي حافظت قدر المستطاع علي ارساء تعاليم الدين و الاحترام لديهم …. و لكن ما يقابلونه في محيطهم المفروض عليهم فاق بكثير كل الاحتمال .
و هنا لابد من وقفة جادة و صحوة مسئولة من الازهر الشريف لتكثيف دوره التنويري بدءا من التعليم الابتدائي وصولا إلي التعليم الجامعي ….
ودورا اخر لوزارة الأوقاف بتنقية الخطاب الديني و الدعوة لنبذ التطرف و الوسطية السمحة لديننا الحنيف و التفرغ لبناء وطن يستوعبنا جميعا …. و الاشراف علي ذلك بحسم في المساجد و الزوايا .
ونفس الدور تقوم به الكنيسة المصرية و زيادة الوعي في نبذ العنف و الرجوع بنا الي النفس السوية السمحة التي تكره العنف و قبول الآخر .
ودور واجب علي الإعلام المصري الحر بكل صوره المسموع والمرئي ووسائل التواصل جميعها …. بأن ينبذوا و يتجنبوا كل النماذج التي تجهر بالنفور و الشروخ في الكيان المصري و التركيز علي النماذج المضيئة لتكون قدوة ابنائنا …التركيز علي القدوة الحسنة …. و كفانا انبهارا بالتراند المصتنع …. اجعلوا منابركم للمتميز دينيا وفكريا و أدبيا و اجتماعيا و رياضيا وركزوا علي الإيجابيات و كفانا ترويجا للمتناقضات التي أفسدت ذوق أمة .
و اخيرا …. ضرورة تبني مجلس النواب و الشيوخ لاصدار قانون بتفعيل الرقابة علي المصنفات الفنية بكل حسم … فما نحن فيه الآن نتيجة النماذج الضالة التي فرضت نفسها علي الشارع و الذوق المصري دون ادني مقاومة منا لتجنب الموبقات.
قلبي ينزف الما لما أراه يوميا و لابد من صحوة قوية علي جميع الأصعدة …. الخطر قريب من الجميع إذا لم نواجهه بكل قوة و رفض لما يفرض علينا من سلوكيات مدمرة لجيل حالي و ستطول القادم إذا لم نفيق .