أراء ومقالاتالموقع

سامي جاد الحق يكتب لـ«الموقع» : فول الساحل وسور الصين؟ مصر تكسب!

“الساحل الطيب”.. ده اسم على مسمى أطلقه عدد كبير من المصطافين من أهل الصفوة الذين ارتبطت حياتهم بهذه البقعة الساحرة مدينة الجمال المصرية “الساحل الشمالي” وصدقوا فيه بالفعل.. لكنني أضيف على الوصف وأقول طيباً لكم شريراً لمن لا يملك الملايين!

ارتباط أهل الصفوة بالمكان لا يختلف كثيراً، فهو نفس الارتباط سواء كان صيفاً أم شتاءً، وهؤلاء يعيشون حياتهم كلها هناك ليصبح الساحل الشمالي أكثر المصايف المثيرة للجدل خلال شهور الصيف بسبب ما نشاهده كفاتورة الفول والطعمية مثلاً التي تخطى سعرها الألف جنيه.

مصر تكسب دائماً.. فحباها الله ببُقعٍ ساحرة من شرقها لغربها، ومن جنوبها حتى شمالها، لذلك ليس غريباً أن نرى فواتير المطاعم بالمدينة الساحرة تصل لآلاف الجنيهات بالإضافة لمظاهر البذخ التي تضج موقع التواصل الاجتماعي بها وتنتشر بين لحظة وأخرى، فهذه طبيعة المدينة الساحرة التي تفوقت على مدن عالمية بالفعل للدرجة التي أصبح الأثرياء يتفاخرون بالذهاب إليها وكأنها اقتصرت فقط عليهم دون غيرهم حتى أصبح الساحل براند للتفاخر.

من حقكم تتفاخرون بالذهاب إلى الساحل ونحن كمصريين من حقنا أن نفخر بها أيضاً وبكل بقعة أرض مصرية لكن لا أخفى أن المشهد الأكثر غرابة لي شخصيا الخاص بفاتورة وجبة إفطار داخل أحد مطاعم الساحل أثارت فضولي حتى وإن كانت الفاتورة طبيعية بطبيعة المكان والأشخاص الذين يذهبون إلى هناك.

من خلال الفاتورة اتضح لي أن الوجبة تضم طبقاً من الفول وعدد من أقراص الطعمية وصل ثمنهم لـ 1200 جنيه في حين ممكن تشتريهم في “فيصل” أو في أي مكان تاني بمصر بمبلغ يزيد عن 20 جنيه مع الارتفاع الأخير في الأسعار، في حين وصل سعر “الزلابية” لـ 170 جنيه للطبق اللي ممكن وانت ماشي في “شارع شبرا” أو على كوبري “قصر النيل” تشتري طبق بـ 15 جنيه وتكون مبسوط كمان، علشان كدة سألت نفسي هي الأسعار دي حقيقية ولو كانت كدة! ليه الساحل بقي شرير أوي؟.

ما حدث في الساحل أعاد لي ذاكرتي قليلا عندما رأينا توافد آلاف الصينيين على سور الصين العظيم وهو المعلم السياحي العالمي وسط “بكين” مثلما يحدث هنا في برج الجزيرة الذي يقف شامخاً شاهداً على عظمة مصر..

في الصين رأينا الحشود الضخمة ملتصقة ببعضها البعض على بطول السور العظيم، وتوافد السكان على محطات النقل العامة والمطارات بجميع أنحاء البلاد لقضاء عطلتهم الذهبية بينما تنافست السلطات المحلية لجذب السُياح حيث أصدرت الحكومات تذاكر سفر مجانية وتذاكر أخرى مخفضة السعر لمن يعيشون في الأماكن الحدودية لدخول مناطق الجذب السياحي..

نرشح لك : سامي جاد الحق يكتب لـ«الموقع» من الساحل حتى الريفيرا هل هناك حداً لمعاناة هؤلاء؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى