أراء ومقالاتالموقع

سامي جاد الحق يكتب لـ«الموقع»: عدالة فريد الديب وممرضات المنصورة سؤال يحتاج لإجابة؟

الدفاع عن أي متهم تقتضيها العدالة، وهو مبدأ مهم وفرَه القانون بحق المتهم في المحاكمة وهذا أمر لا جدال فيه لكن، لماذا لم يخرج علينا القانوني الشهير والمحامي البارع فريد الديب ليٌحدثنا عن رأيه في تصوير المجني عليها “نيرة أشرف” بعد وفاتها؟

وفقاً لبيان النيابة العامة، ومحضر جمع الاستدلالات في واقعة تصوير ونشر فيديو يتضمن مشاهد مؤلمة لما كانت عليه شهيدة الغدر ” نيرة أشرف” أمر يحتاج لإجابة خاصةً أن الواقعة تمثلت في انتهاك حرمة متوفية، وخرقاً لقانون حماية المعلومات من جانب ثلاث ممرضات بحق فتاة أفضت إلى سبيل ربها بعدما واجهت مصيراً قاسياً لا يمكن لبشر أن يصمد أمامه!.

النيابة العامة واجهت الطاقم الطبي والتمريض بالمستشفى بسيناريو وملابسات واقعة التصوير، وانتهت لقيام ثلاث ممرضات بالتجرد من الإنسانية وتصويرهم لحظة فحصها من قبل الأطباء فأين كانوا هؤلاء لحظة تصويرها؟ وهنا كان من الطبيعي أن يتقدم والد “نيرة” ببلاغاً طالب فيه بمحاكمة كل من شارك وسمح بتصوير ابنته وانتهاك حرمتها وهي ميتة بعدما انتهكت آدميتها وهي حية!

بما أن الواقعة مشينة من وجهة النظر الطبيعية، فالدكتور محمود درويش أستاذ القانون الجنائي قال إن الممرضة ينطبق عليها نص المادة 309 من الدستور، وهي مادة خاصة بعقوبة انتهاك حرمة الميت، وعقوبتها الحبس سنة والغرامة، بالإضافة للمادة 25 من قانون حماية المعلومات التي نصت على الحبس 6 أشهر وغرامة تبدأ من 50 الفأل 100 ألف جنيه لكل من اخترق حرمة الحياة الخاصة بالنشر على وسائل التواصل المختلفة.

إلى الآن لم يخرج علينا السيد فريد الديب، وهو المحامي البارع الباحث عن العدالة في محاكمة محمد عادل لتوفير حق النقض له، لماذا لم يدلوا بدلوه في الواقعة التي تمثل انتهاكاً لحرمة الحياة الخاصة وعدم مراعاة مشاعر أسرتها؟.. مسكينة نيرة ماتت حية وماتت مرة أخرى بعدما انتقلت إلى جوار ربها!

ما أقوله ليس انتقاصاً من قدر المحامي الكبير بقدر ما هو استفساراً عن العدالة نفسها التي تقتضي توفير السكينة لأسرة المجني عليها بعدما فقدوا ابنتهم تحت الظروف التي نعرفها جميعاً .

وكثير منا يتساءل: “إذا كانت المحكمة قررت إحالة المجنى عليه لفضيلة المفتي” فهل من الممكن أن يترك “فريد الديب” المتهم محمد عادل ليواجه بمفرده “عشماوي” بعيداً عن تطوعه الذي أزعم أنه ليس بحثاً عن الشهرة مثلما قال، فالرجل لا يحتاجها قدر ما يحتاج للراحة بعد عناء مشوار شاق وطويل.

اقرأ ايضا للكاتب

سامي جاد الحق يكتب لـ«الموقع» : فول الساحل وسور الصين؟ مصر تكسب!

سامي جاد الحق يكتب لـ«الموقع» من الساحل حتى الريفيرا هل هناك حداً لمعاناة هؤلاء؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى