الموقعتحقيقات وتقارير

زواج أون لاين.. راسين في الحرام

«الموقع» يفتح ملف النصب على الفتيات بفيسبوك والصفحات المشبوهة

حنان: دفعت 2000 جنيه لموقع زواج وعرف ابنتي على شاب وبعد تعلقها به عملوا “بلوك” قبل موعد الخطوبة بيومين

أستاذ علم الاجتماع: الظروف الاقتصادية وارتفاع نسب العنوسة سبب لجوء الشباب لفخ مواقع الزواج “الأون لاين”

عمليات نصب وخطر على الفتيات ربما يقعها في شبكات منافية للآداب تبتزها فيما بعد

زواج زائف التوافق والتفاهم و البحث عن الأصل أساس الزواج الناجح

تحت شعار «يا بخت من وفق راسين أون لاين»، كانت الخاطبة قديمًا تقوم بهذه المهمة نظرًا لقلة خروج البنات أو تجاوزهن سن الزواج فتبدأ الأم باللجوء إلى الخاطبة للبحث عن عريس مناسب للبنت وكانت الزيجات تتم في إطار عائلي فبعد أن تعرض الخاطبة مواصفات الفتاة للشاب يقوم بزيارة بيتها ومقابلة والديها وإذا حدث القبول تتم الزيجة، ومع التطور التكنولوجي وارتفاع سن العنوسة بين الشباب والبنات ظهرت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي تستغل هذا الوضع و تمتهن مهنة الخاطبة ليجد الشباب أنفسهم يقعون في فخ زيجات مزيفة.

وطرحت الدراما هذه القضية في إحدى مسلسل بـ « 100 وش»، حين قامت العصابة بإنشاء صفحة مزيفة للزواج على السوشيال ميديا واستئجار فيلا لاستقبال العرسان بها على أن العروس ابنة الطبقة العُليا فيستطيعون عرض مطالبهم الباهظة على العرسان، ووقع في الفخ شاب أربعيني قضى عمره في الخليج يعمل ويدخر الأموال، وحين فاق لنفسه وجد قطار الزواج قد فاته فيلجأ إلى تلك الصفحة ويقع في فخ العصابة الذين استولوا على أمواله والذهب وأغلقوا الصفحة و هواتفهم و انهوا عقد إيجار الفيلا ورحلوا، بعد أن فعلوا ذلك معه وغيره من عشرات الشباب.

وفي هذا الصدد، تروي حنان . ص، قصتها مع إحدى مكاتب الزواج الأون لاين لـ «الموقع»، قائلة: لدي بنتان أكبرهما تجاوزت الـ 35 عاما ولم تتزوج، رغم أنها فتاة جميلة وخريجة إعلام ولا يوجد بها يؤخر زواجها، كل بنات العائلة من سنها تزوجوا وأصبحوا أمهات، وفي كل مناسبة تجمعني بالعائلة يسألني الجميع لماذا لم تتزوج “دنيا” حتى الآن؟.

وتابعت: بدأ البعض يقنعني أنه معمول لها سحر بوقف الحال، بدأت بالبحث عن الشيوخ ولم انتهي من طلباتهم حتى ارهقت ولم يتغير حال ابنتي، كلما أتى لها عريس لم تكتمل الزواجة، وفي يوم كنت أتحدث مع جارتي اقنعتني أن ألجأ إلى أحد مواقع الزواج، وأنها تقرأ في التعليقات تجارب ناجحة.

وأضافت حنان: بالفعل دخلت على الموقع وبدأت في إرسال طلباتهم صورة بطاقة البنت وعمرها ومواصفاتها وعملها وسنها، وما هي مواصفات العريس الذي أريده؟، ورقم الهاتف ليحدثني عليه أحد أعضاء الموقع.

نرشح لك : «اللي اشترته العروسة واللي جابه العريس»: قايمة الزواج حائرة بين دلالة أنه «شاريها» أو تهديد بالحبس| ملف الموقع

واستكملت بعد مرور 3 ساعات وجدت رقم يحدثني واستمعت إلى طلباتي مرة أخرى، وطلبت ارسال ألف جنيه على خدمة كاش، وبعد أن تجد العريس بالمواصفات المطلوبة أرسل لها ألف جنيه أخرى، وبالفعل بعد أسبوع كلمتني وقالت أنها وجدت شاب لديه 39 عامت يعمل في دبي وعجبته مواصفات ابنتي وصورتها، ويريد التعرف عليها حتى يعود إلى مصر بعد عيد الفطر ليتمم إجراءات الزواج إذا حدث توافق بينهما.

وأشارت إلى أنه من هنا بدأ التعارف بين الشاب و ابنتها والذي دام لمدة شهرين يتحدثون عبر الماسينجر “فيديو كول” وحين بدأت الفتاة الإعجاب به والشعور بالراحة معه حين تكون ذاهبة للعمل أو مع أصحابها يطلب منها أن ترسل له صورها، وظل يهتم بها ويعلقها به و اتفقا على كل ما يخص زواجهما، وقبل موعد نزوله مصر بيومين أغلق حسابه، ولم تعرف عنه أي شيء وحين لجأت للمكتب مرة أخرى قالت ليس لنا علاقة وصلنا لك طلبك وأغلقت الهاتف وقامت بعمل “بلوك”.

ومن جانبه قال الدكتور جمال حماد، أستاذ علم الاجتماع، إن الظروف الاقتصادية والمبالغة في طلبات الزواج، أدت إلى ارتفاع سن العنوسة في مصر، فيلجأ البعض إلى هذه المواقع كوسيلة لإيجاد الزوج أو الزوجة المناسب، ولكنهم يجدون أنفسهم يقعون في فخ زيجات مزيفة وعمليات نصب.

وأضاف أستاذ علم الاجتماع أن هذه المواقع لم تشكل خطورتها الوقوع في عمليات النصب فحسب، ولكن الأخطر الأكبر على الفتيات لأنهم قد يلين بأنفسهن في شبكات منافية للآداب، ويستغل بعض الشباب صورهم وبياناتهم الشخصية ويبتزهن بها فيما بعد، مؤكدًا على أن اللجوء لهذه المواقع ليس وسيلة للزواج بل بداية خطر على مستقبلهن.

وأشار إلى أن الزواج هو مسؤولية كبرى وبداية حياة ويجب أن تؤسس على بناء سليم، والزواج “الأون لاين” هو زواج مزيف حيث يظل الطرفين يظهران محاسنهم للآخر، ولم يتمكنوا من معرفة بعضهم جيدًا والتعرف على طباعهم، وربما يكون الرجل متزوجا ولم يخبرها وكذلك الفتاة التي ربما تجده وسيلة سهلة للثراء وبعد أن تحصد منه ما تريد تطلب الطلاق أو تهرب قبل إتمام الزواج.

واختتم حديثه قائلا: إن الزواج عبر مواقع التواصل الاجتماعي هو زواج فاشل إذا تم، كما أنه وسيلة لوقوع الشباب و البنات في عمليات نصب، فالزواج له شروط هو البحث عن الأصل، وتوافق المستوى الاقتصادي والاجتماعي، بالإضافة إلى التفاهم ، حيث قال تعالى «هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ»، أي يجب توافق صفات الطرفين لبناء بيت وحياة يسودها المودة والرحمة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى