الموقعخارجي

رمزي الرميح لـ”الموقع”: زيارة رئيس المخابرات المصرية لطرابلس كان لها صدى كبير لفتح الطريق الساحلي.. ودمج ميليشيات إرهابية في الجيش الليبي “هراء”

كتب- أحمد إسماعيل علي

تنطلق فعاليات مؤتمر برلين الثاني حول ليبيا، غدا الأربعاء، للوقوف على آخر تطورات العملية الانتقالية الليبية، والمراحل المقبلة لفرض استقرار دائم في البلاد.

وتشارك حكومة الوحدة الوطنية، برئاسة عبد الحميد الدبيبة، لأول مرة في المؤتمر، الذي سيعقد على مستوى وزراء خارجية الدول المعنية بالأزمة الليبية، وسيهدف لضمان إجراء الانتخابات المقررة في ديسمبر، كما سيركز على انسحاب القوات الأجنبية والمرتزقة من ليبيا.

وفي الأونة الأخيرة، شهدت القاهرة وطرابلس، مشاورات مكثفة وزيارات متبادلة، حيث زار رئيس المخابرات المصري الوزير عباس كامل، العاصمة الليبية، وتلى ذلك زيارة وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش لمصر واستقبال الرئيس عبد الفتاح السيسي لها هذا الأسبوع.

مؤتمر برلين الثاني

من جانبه، قال رمزي الرميح، مستشار المنظمة الليبية لدراسات الأمن القومي، في تصريحات خاصة لـ“الموقع”، إنه من ضمن الرسائل التي أرسلتها القاهرة إلى طرابلس والمسؤولين هناك، مؤخرا، خصوصا لرئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة، ورئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي، الذي وجهت لهما دعوة رسمية لحضور مؤتمر برلين الثاني، ضرورة عدم السماح مطلقا باستمرار وجود الأتراك في طرابلس، أو القبول بأي ضغط او استفزاز تركي.

بيان الاتحادية وبداية الانفراجة

وأضاف: يجب أن يعلم الجميع محليا وإقليميا ودوليا، وهذا ليس لأجل الثناء والمجاملة، أن بيان قصر الاتحادية في 6/6 2020، وما تبعه من إعلان خط “سرت – الجفرة”، “خط أحمر” في قاعدة البراني، وما تبع ذلك من تأكيدات من الدولة المصرية وأجهزتها السيادية، أن مصر لن تقبل باستمرار المهزلة في ليبيا.

وأضاف: أن هذا أيضا ما صرح به المشير خليفة حفتر، والمستشار عقيلة صالح، ورئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة، كلهم أجمعوا أن مصر ساهمت بشكل كبير جدا في إنشاء مجلس رئاسي جديد وحكومة جديدة، وإسقاط مجلس الخونة والعملاء “مجلس فايز السراج السابق وحكومته غير الشرعية”، وأن مصر ليس من نهجها أن تبدأ مشوارا وتتوقف، بل معلوم أنها إذا دخلت في أزمة لا تدعها إلا بعد حلها، وتبذل قصارى جهدها.

وتابع: الملف الليبي، بدأت تظهر بوادر الانفراجة منذ بيان الاتحادية، الذي تلاه وقف إطلاق النار ثم بيان جنيف أكتوبر 2020، ثم بدأنا مرحلة جديدة بمجلس رئاسي وحكومة. ولا ننسى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي، أوفد شخصيا وبشكل استثنائي مدير عام جهاز المخابرات الحربية اللواء خالد مجوار، إلى المشير خليفة حفتر، في مهمة رسمية أبلغه بتأكيد رؤية مصر على كيف يتم استرجاع سيادة وكرامة الدولة الليبية، بالإضافة إلى زيارة رئيس اللجنة المصرية المعنية بالشأن الليبي إلى طرابلس ولقائه سابقا مع “باشاغا” ثم لقائه مع المسؤولين الحاليين، ثم تكللت هذه الجهود بزيارة عبد الحميد الدبيبة، إلى القاهرة، ثم زيارة دولة الرئيس مصطفى مدبولي إلى طرابلس، وقبل ساعات زيارة وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش إلى القاهرة، وقبلها بأيام زيارة رئيس المخابرات العامة المصرية الوزير عباس كامل إلى ليبيا”.

زيارة رئيس المخابرات إلى طرابلس

وأوضح أن رئيس المخابرات المصرية، عندما توجه إلى ليبيا مؤخرا، ذهب بتعليمات من الرئيس السيسي، شخصيا، بوضع لبنات أساس حل الأزمة الليبية، وهذه الأسس وصلت إلى القيادة العامة والمجلس الرئاسي والحكومة، للتأكيد على مخرجات مؤتمر برلين الأول، وهي “إخراج المرتزقة والمقاتلين الأجانب، وحل الميليشيات ونزع سلاحها، وعقد انتخابات رئاسية وبرلمانية مباشرة في ديسمبر 2021، وتثبيت وقف إطلاق النار”.

مصر وفتح الطريق الساحلي

ولفت رمزي الرميح، إلى أن من ضمن تلك الأمور، فتح الطريقي الساحلي، قائلا إن صحيفة العرب اللندنية، نشرت تصريحات منسوبة لمصادر خاصة، تقول إن زيارة اللواء عباس كامل، إلى ليبيا كان لها الصدى الكبير على إقناع الطرف الآخر وليس على إقناع طرف القيادة العامة التي ليس لديها مشكلة في فتح هذا الطريق.

وأشار إلى أن البيان الصادر عن القائد الأعلى المتمثل في المجلس الرئاسي بتوقيع محمد المنفي، كان يخاطب الطرف الآخر بضرورة إعادة فتح الطريق الساحلي، معتبرا أته تم فتح هذا الطريق جبرا على هؤلاء “الخونة والمرتزقة” الذين كانوا يريدون ابتزاز الدولة لدفع 700 مليون دولار.

وقال: بفتح الطريق الساحلي بين “مصراتة وسرت” قطعنا الطريق أمام العمالة والخيانة.

دمج الميليشيات

وشدد على ضرورة تنفيذ مخرجات مؤتمر برلين الأول، مشيرا إلى انعقاد اللجنة العسكرية في سرت، بحضور ممثل عن الأمم المتحدة لمناقشة نتائج اللجنة الفنية، والتي من أبرز مهامها، آلية نزع السلاح وإخراج المرتزقة، وآلية هل هناك إمكانية لدمج الميليشيات أم لا.

وأوضح، رمزي الرميح، في تصريحاته لـ“الموقع”، أنه بالنسبة للنقطة الأخيرة، المشير خليفة حفتر، شدد على أنه لن نقبل مطلقا بدمج الميليشيا الإرهابية في الجيش الوطني، قائلا: أعتقد أن هذا لا يقبل به أي جيش وطني في العالم، متسائلا: هل يقبل الجيش الفرنسي أو الأمريكي بدمج ميليشيا إليه؟ واصفا ذلك الاقتراح بـ”الهراء”.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى