الموقعتحقيقات وتقارير

رغم انفاق الملايين..مسجد الظاهر بيبرس يشكو إلى الله وزارتى «الآثار» و«الأوقاف»..«الموقع» يفتح الملف

كتب- أسامة محمود

معالم حضارية وتراثية يقتلها الإهمال وعدم اللامبالاة ،من قبل المسئولين، إنه مسجد الظاهر بيبرس والذى أصبح دليلًا واضحًا على إهمال الآثار له وتركه عرضة للتدمير والتخريب سنوات طويلة وتحول من موقع أثري مهم لمكان تحاصره القمامة والمياه الجوفية، على الرغم من إنفاق ملايين الجنيهات لترميم المسجد منذ أيام الرئيس الأسبق مبارك، بالإضافة إلى قيام حكومة كازاخستان مسقط ركن الدين بيبرس بتقديم منحة بملايين الدولارات للترميم ولكن حتى الآن لم يتم الانتهاء من الترميم.

وفى التقرير التالى يفتح «الموقع» ملف إهمال المعالم الآثرية والحضارية ومنها مسجد الظاهر بيبرس وأسباب عدم اكتمال الترميم والذى بدأ منذ سنوات طويلة، وذلك من خبراء الآثار والحضارة الإسلامية.

بدوره قال الدكتور محمد حمزة إسماعيل عميد كلية الآثار بجامعة القاهرة السابق وأستاذ الآثار والحضارة الإسلامية، إن المشكلة الآن فى ترميم مسجد الظاهر بيبرس أنه من المشروعات القديمة وبعيد عن الأضواء فى الفترة الحالية وتركيز الجهات المعنية على المشروعات التى تلقى اهتمام القيادة السياسية مثل “مصر القديمة، شارع المعز” وبالتالى فالشوارع الفرعية لم تلقى الاهتمام مثل مسجد الظاهر بيبرس ، مشيرا إلى أنه لا يوجد دعم مادى والأموال نفذت ولم ينتهى الترميم منه حتى الآن.

وأضاف “حمزة” فى تصريحات لـ«الموقع» أن داخل المسجد مياه جوفية، وحديقة، وأشجار، لافتا إلى أن المسجد له روايات ومصادر كثيرة، منها أنه تحول إلى مذبح، ومصنع أيام الفرنسيين والإنجليز، وله صور جميلة فى كتاب وصف مصر قبل سقوط مأذنة المسجد والمداخل التذكارية والمقصورة الخاصة به كانت تشبه قبة الشافعى “القبة التى تعلو مقصورة الصلاة” كانت على قدر قبة الشافعى بناءً على طلب الظاهر بيبرس وكان رمزاً للنضال ضد الاحتلال الفرنسي، خلال ثورة القاهرة والأولي والثانية والمأذنة على غرار مأذنة الصالح نجم الدين أيوب الموجودة بشارع المعز، ومبنى بالطوب الأجور الجميل ويوجد به حجر مشهر ويعد مسجد الظاهر بيبرس من أكبر المساجد الجامعة فى مصر بعد مسجد بن طولون.

وتابع “حمزة” أن حكومة كازاخستان جاءت بعد الثورة وتم اللقاء بهم لأنهم يعتبرون أن الظاهر بيبرس جدهم الأكبر، متابعا أنه يكفى أن مسجد الظاهر بيرس كان سببًا فى إنشاء حى الظاهر والحُسينية وكان المركز الرئيسي، وكان فى البداية ميدان والمدخل الشرقي لمصر بمعنى ” عند الخروج من باب الفتوح على ميدان وجامع الظاهر ثم يستأنف الطريق والسير أما عن الطريق الزراعى ناحية قصر القبة حاليا، وأما عن الطريق الصحرواى ناحية مدينة نصر ومصر الجديدة ومستشفى الأمراض العصبية، لافتا إلى أنه مسجد فخم جدا وعلى الرغم من التعديات والإهمال للمسجد إلى أنه لا يزال يحتفظ برونقه الحضارى وبُنى على الطراز المصري القديم.

وتابع أن المسجد إذا تم الاهتمام به وترميمه سيعمل على إحياء المنطقة من حوله قائلا إنه منطقة حيوية ومركزية “يوصل إلى العباسية من ناحية وكوبرى القبة من ناحية أخرى وحوله منطقة السكاكينى وغمرة، بالإضافة إلى عمارات من عصر القاهرة الخديوية ويمكن استغلالها كمزار سياحي ومنطقة سياحية يكون المسجد مركزا لها فضلا عن إحياء الحرف اليدوية والصناعية الموجودة فى المنطقة، لافتا إلى أنه للأسف لا يوجد اهتمام من قبل التنفيذيين أو المسئولين ولا يوجد رؤية لأنهم يعشقون “الشو الإعلامى” فقط على حد قوله.

وتابع”حمزة” أن المسجد خضع لأكثر من مشروع ترميم، تصل لأكثر من 15 مشروعا، توقفت جميعها بدون سبب واضح، وهو ما أدى لتهدم المسجد من الداخل، وتغير معالمه، مشيرًا إلي أن المسجد يحظى بأهمية تاريخية كبيرة.

وأشار عميد كلية الآثارالسابق، إلى أن المسجد مساحته كبيرة جدًا ويحتاج لمشروع ترميم قوي ومنظم، وتوجد له صور ودراسات كاملة، لدى كلية الآثار بجامعة القاهرة، وكليات الآثار بالجامعات المختلفة، من الممكن الاستعانة بها خلال مشروع الترميم.

وأوضح أن مسئولية الترميم وسبب توقف المشروع، يسأل فيها وزارة الآثار، واللجنة الفنية للآثار الإسلامية بالوزارة، وقطاع الآثار الإسلامية بالوزارة، ووزارة الأوقاف؛ لأن المسجد تابع للأوقاف مثل باقي الآثار الإسلامية.

وطالب أستاذ الآثار والحضارة الإسلامية، الدولة بتبني إستراتيجية شاملة، لترميم مسجد الظاهر بيبرس والآثار بصفة عامة، وأن تتغير نظرة الحكومة لوزارة الآثار، على أنها وزارة خدمية، والاستثمار في ترميم وتطوير الآثار وتسويقها عالمياً، وهو ما سيؤدي لارتفاع الدخل القومي المصري.

يذكر أن جامع الظاهر بيبرس تحول إلى مصنع لإنتاج الصابون في أيام محمد علي باشا، كما أخذت منه أعمدة وأحجار استخدمت لبناء رواق الشراقوة في الجامع الأزهر. وبعد الاحتلال البريطاني لمصر سنة 1881 حوّل المحتلون الجامع إلى مذبح، ولذلك عرفت المنطقة التي بها الجامع لدى عامة الناس باسم “مذبح الإنجليز” حتى الخمسينات من القرن العشرين، وفقا لوزارة الآثار المصرية.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى