تحل اليوم الذكرى ال 56 لنكسة الخامس من يونيه 1967-المعروفة بحرب الأيام الستة- حين هاجمت إسرائيل ثلاث دول -مصر وسوريا والأردن- فى وقت واحد، وتمكنها على إثرها من احتلال هضبة الجولان السورية، الضفة الغربية لنهر الأردن والتى تضم القدس الشرقية بمقدساتها المختلفة، وأخيرًا شبه جزيرة سيناء المصرية وغزة الواقعة تحت الإدارة المصرية، حيث لاتزال كواليس هذه الحرب وماجرى فيها غير معروف، ولم يتم حتى الآن الإفراج عن الوثائق والمعلومات الخاصة بتلك الكارثة رغم مرور أكثر من نصف قرن على هذه الحرب التى غيرت الكثير من الوقائع على الأرض!.
مناسبة هذا الكلام، ما حدث أخيرًا من تضارب فى المعلومات حول واقعة قيام جندى مصرى بعبور الحدود المصرية-الاسرائيلية، وقتل ثلاثة جنود اسرائيليين وإصابة اثنين آخربن، قبل أن تقوم احدى الطائرات الاسرائيلية المسيرة بتحديد مكانه للقوات المتواجدة على الارض وقتله .
إن الإفراج عن الوثائق والمعلومات الخاصة بأحداث ووقائع من الماضى البعيد، مهم جدًا لتوصيل رسالة للأجيال الجديدة، بقدرة الدولة الجديدة على المكاشفة والاستفادة من أخطاء الماضى وعدم تكرارها، وفى نفس الوقت هى رسالة واضحة للداخل والخارج بأن أحداث التاريخ لن تتكرر، وأعتقد أن نصف قرن مدة كافية جدًا لتوضيح ما حدث على الجبهتين الداخلية والخارجية وكيف اتخذ صانع القرار قرارته فى مرحلة من أهم مراحل تاريخنا الحديث.
ما يعنينى هنا هو غياب المعلومة والتضارب فى البيانات الخاصة بأحداث ووقائع لا تحتاج كل هذا التخبط وفى ظل هذا التطور التكنولوجى الكبير، وهو ما قد يؤثر سلبًا فى مصداقيتنا مستقبلًا، بل إنه مؤشر سلبى على عدم استفادتنا من دروس الماضى البعيد والقريب، خاصة مع دخولنا لحلبة المنافسة الاعلامية والتى تزداد شراستها يومًا بعد يوم.
إقرأ أيضا للكاتب
- جورج أنسى يكتب لـ«الموقع»..صدمة ديانة الكدوانى!
- جورج أنسى يكتب لـ«الموقع».. تعداد المسيحيون بين الواقع والخيال!
- جورج أنسى يكتب لـ«الموقع».. المفارقة المحبطة بين «غادة»و«بغدودة»!
