حوادث

دماء على فراش الزوحية.. يقتل زوجته ويبكي بجوار جثتها..«تفاصيل»

كتب – أحمد عمر

بدموع التماسيح جلس رجل عشريني يبكي على فراق زوجته، في محاولة منه لإيهام الجميع بأنه حزينا على فراقها، لكن الحقيقة، بأنها كانت تمثيلية فاشلة من الزوج لإبعاد الشبهة عنه في تلك المصيبة التي ستقع فوق رأسه.

في منطقة منشأة القناطر بالجيزة دارت أحداث واقعة مأساوية كانت ضحيتها زوجة عشرينية تدعى ”إيمان”، دفعت حياتها الثمن للخلافات الأسرية مع الزوج الذي لم يكن على قدر المسؤولية وحطم آمالها في الاستقرار على أول صخرة، ليسكنها القبر في سنوات زواجهما الأولى.

كعادة أي زوجين في بداية حياتهما يحتاجان بعض الوقت لفهم كلا منهما الآخر، لكن زوج إيمان لم يمهلها الوقت الكافي لقراءة أفكاره والتعامل معه، وكذلك فَهم الزوج لزوجته، وكانت الخلافات الزوجية حاضرة كضيف دائم في منزل الضحية وزوجها، ويضطر في كثير من الأحيان إلى الاعتداء عليها بالضرب، لإنهاء أى خلاف لصالحه.

في ليلة السبت الماضي أخذت الخلافات بين إيمان وزوجها مسلكا آخر، وكأنها وصلت إلى طريق مسدود صعب على كل منهما فيه تحمل الآخر من أجل تسيير الأمور، وقرر الزوج في لحظة انفعال إنهاء حياة زوجته الشابة وكتابة آخر فصل في حياتها على يديه.

بعد خلاف شب بينهما كالعادة، وسوس الشيطان إلى الزوج بأن ذلك الخلاف سيكون الأخير لها معه، بعد أن قرر قتلها وإراحة نفسه من عناء مشاكلها وخلافاتهما التي لا تنتهي، وفكر في الطريقة التي سيرتكب بها فعلته النكراء وكيفية الهروب منها.

انتظر الزوج الملعون خلود الزوجة الملكومة إلى النوم، وانقض عليها كذئب مفترس وجد ضالته بعد أن كاد يفتك الجوع به، وأمسك بطرفي إيشارب ترتديه فوق رأسها وولفه حول رقبتها وأحكم قبضته عليها وخنقها دون رحمة أو شفقة، وتناسى حبه لها وأمنيته في أن تكون من نصيبه وكيف ألح في طلب الزواج منها.

أنهى الزوج مهمته بقتل زوجته أثناء نومها على فراش الزوجية، وأكمل ليلته حتى أشرقت شمس يوم آخر، ومع نسمات الصباح الأولى بدأ الزوج في فصل جديد من روايته الفاشلة في كيفية الهروب من قبضة رجال الشرطة، فلم يجد أمامه سوا التمثيل بالبكاء والنحيب ورسم علامات الخزن على وجهه.

أسرع الزوج إلى أفراد أسرته وأخبرهم بأن زوجته فارقت الحياة، فعند محاولته إيقاظها لم تلبي نداءه، وراح يبكي بحرقة كممثل هوليودي، واستدعت الأسرة الطبيب للكشف فكان الرد حازما بأنها توفت.

بخبرة السنوات شك الطبيب في أمر الوفاة مع ملاحظته وجود علامات حز حول الرقبة، ولم يطمئن قلبه بأن الوفاة طبيعية، وقرر استدعاء الشرطة لتحقق في الأمر، كي لا يضيع حق الضحية.

فور إبلاغ رجال الأمن بالتفاصيل، انتقل ضباط مباحث قسم شرطة منشأة القناطر لمكان البلاغ، لفحصه ومعرفة وجود شبهة جنائية من عدمه، وحنكة ضباط المباحث أكدت وجود الشبهة الجنائية، ولم تخدعهم دموع الزوج الذي ظل جوار الجثة يبكي طوال فترة التحقيق.

علامات الانتقام والقتل كانت ظاهرة على جثة الضحية، وأرشدت عن قاتلها، فمجرد السؤال عن طبيعة العلاقة بين الزوجين، تبين أنهما دائمي الخلاف، فتوجهت أصابع الاتهام الأولى تجاه الذي حاول مرارا المراوغة والخداع، لكنه استسلم في النهاية عندما وجد الباب مغلقا في وجه أكاذيبة.

انهار الزوج في التحقيقات وراح يسرد كافة التفاصيل التي دفعته إلى قتل زوجته، وأنهما دائمي الخلاف، ولا تطيعه في كثير من الأحيان، وأكد أنه حاول خداع الجميع بأنه عند إيقاظها وجدها مفارقة الحياة لكن حيلته فشلت، وبرغم ما سرده في التحقيقات إلا أنه غير مبررا لقدومه على ارتكاب جريمته وسلب زوجته حياتها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى