اقتصادالموقع

خبير آثار: الفراعنة أول من أهتموا بالاحتفالات والأعياد

 

قال الدكتور علي أبو دشيش، خبير الآثار المصرية، إن الفراعنة أول من اهتموا بالاحتفالات والأعياد، وهم من أوائل شعوب العالم احتفالا بها، حيث كانت الأعياد في مصر القديمة كثيرة، وتصنف إلى أعياد السماء والأعياد الدنيوية أو الحياتية والسياسية والجنائزية وغيرها.

وأوضح أبو دشيش، أن الاحتفال بالعيد عند الفراعنة أتخذ مظهرًا دينيا، وتتضمن فكرة القربان أو “الأضحية”، ويرجع سبب الفكرة إلى الخوف من غضب الطبيعة، وعدم فهم ماهية الوجود وأصله والتسليم إلى قوة خارقة أو إله عظيم مجهول، وتوصلت الشعوب القديمة إلى حيلة للتقرب إلى الآلهة، عن طريق المنح والعطايا التي تتنوع ما بين المأكولات والمشروبات والزهور والحبوب والقمح والحيوانات لتأكيد الإيمان بقوة الآلهة وسلطتهم وتحاشيا لغضبها، ورد الشر للطبيعة والكيانات المؤذية، والاستجابة للدعوات والمطالب، والحصول على المعرفة وإطالة العمر، وكانت القرابين تقدم وفق طقوس خاصة، وفي محافل مقدسة.

وأشار خبير الآثار المصرية إلى أن قرابين قدماء المصريين كانت تقدم تحت إشراف كهنة المعابد، وتراوحت القرابين بين عطايا من أفضل اللحوم والطعام الفاخر، جلبا لرضا الآلهة، كما كانت للخبز قيمة عظيمة، وتم تقديمه ضمن القرابين الجنائزية التي تقدم على الموائد أمام المقابر ويظهر ذلك في العديد من النقوش والرسوم التصويرية في المعابد والمقابر.

وكانت القرابين تقدم وفقا لتصورين الأول أرتبط بعين حورس أي عوده الحياة وقوتها، والثاني أرتبط بـ” ماعت ” كوسيله من وسائل التمسك بالنظام، وعاده كان الملك هو الذي يقوم بخدمة “رع ” إله الشمس، ويقدم له القربان في المعبد بيديه نيابة عن الشعب، ومع دخول الشريعة الإسلامية مصر واصل المصريون تقديم القرابين في عيد الأضحى بذبح قربان لله “الأضحية “.

وأستكمل أبو دشيش، أنه من مظاهر الاحتفال بالأعياد عند الفراعنة استخدام سعف النخيل الذي كان من النباتات المميزة للأعياد، وخاصة رأس السنة حيث كان سعف النخيل الأخضر يرمز إلى بداية العام، لكونه يعبر عن الحياة المتجددة، كما أنه يخرج من قلب الشجرة، فكانوا يتبركون به ويصنعون ضفائر الزينة ويعلقونها على أبواب المنازل ويوزعون ثماره الجافة كصدقة على أرواح موتاهم.

وكان الفراعنة يصنعون من سعف النخيل أنواعًا مختلفة من التمائم والمعلقات التي يحملها الناس في العيد على صدورهم وحول أعناقهم، كرمز لتجديد الحياة ولحفظهم من العين الشريرة.

ومن أقدم العادات والتقاليد التي ظهرت مع الاحتفال بالأعياد صناعة الكعك والفطائر وانتقلت بدورها من عيد رأس السنة لتكون سمه من سمات الأعياد، وكان يتم أيضا ذبح الذبائح وتقديمها كقربان للإله ومن ثم توزيعها على الفقراء، وكانت النسوة في مصر القديمة يصنعن الكعك ويقمن بإهدائه إلى المعابد وإلى الكهنة، مؤكدا أن كلمة حب نفر بالهيروغليفية تعني “عيد سعيد”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى