أراء ومقالاتالموقع

خالد كامل يكتب لـ«الموقع» من الأولى بالتكريم يا وزير التربية والتعليم..مصطفى إبراهيم فهمي أم لبلبة؟!

يعتصر قلبي الحزن على رجال الأعمال في مصر، الذين لا يطمحون في بناء مؤسسات صناعية كبرى، وإنما المكسب السريع وثقب جيوب المصريين بأي شكل كان وبأي طريقة كانت وبأقصى سرعة، فحينما تقرأ أن المغرب تنتج سنوياً 250 ألف سيارة رينو وتصدرها من مصنع رينو الرئيسي عندها، ونحن لا ننشر خبرا عن صناعة القلم الرصاص.

ولعلي لا أتجاوز قدري حينما أقتبس من كلام فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف الدكتور أحمد الطيب، مقولته حينما كان في مناظرة دكتور محمد عثمان الخشت رئيس جامعة القاهرة في مؤتمر التراث والحداثة، والتي قال فيها:( نحن دولة لا تستطيع صناعة كاوتش السيارات)، ولكأنه كان يعطي إشارة إلى ذوي العقول والألباب لعلهم يفقهون..

لكن عز عليهم أن يفهموا ما يرنو إليه فضيلة الإمام الأكبر ، واستمر المؤتمر في جدل بيزنطي عقيم لا جدوى منه..

و الآن أقول لكم إن في مصر أكثر من ستة ملايين سيارة حسب الإحصاءات الرسمية، و لكن لا يوجد مصنع واحد كبير لصناعة إطارات السيارات( الكاوتش)، طبعاً لم أتحدث عن مصنع سيارات و إلا كان الحديث عبثاً و لهوا، فقط الكاوتش..

لكن هل تعرفون لماذا لا يوجد مصانع لضرورات الحياة المعيشية للمصريين؟!

بسبب شخصيات مثل محافظ الإسكندرية و وزير التربية والتعليم الجديد، نعم هو ذاك كما قرأت، فهما من يكرمان الفنانات و الراقصات، دون العلماء و الخبراء و أهل العلم المختصين..

و أسوق إليكم أعزائي القراء هذا المثال، و هو لرجل عظيم لم يأت ذكره في أي برنامج تليفزيوني ولو لخمس دقائق بسبب جرائمه المشينة، و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم..

كل جريمته أنه كان عالماً يهتم بنقل و ترجمة العلم، ولد عام 1930 و توفي عام 2018، و كان رائد الطب المعملي بالقوات المسلحة المصرية، و لأنه كان ممسوكاً بالجرم المشهود و هو نقل العلوم و ترجمتها، لم تتم استضافته في التليفزيون المصري أو القنوات الفضائية الخاصة، حيث كان يهتم بالعلم والمعرفة والثقافة والعلوم و ينقلها إلى اللغة العربية ليستفيد منها أجيال المستقبل..

هذا الرجل مات في صمت دون أن يعرفه أحد ، هذا الرجل هو المرحوم الدكتور مصطفي إبراهيم فهمي المتوفى عام 2018، أهم مترجم للكتب العلمية في الوطن العربي، و قد ترجم عشرات الكتب التي عرفتنا على ستيفن هوكنج و دوكنز والهندسة الوراثية والجينوم.. إلخ.

وكان له الفضل بعد الله تعالى في نشر الثقافة العلمية بكافة فروعها للعالم العربي كله، و للعلم فقد مات الدكتور مصطفى عام 2018 م، وهو منهمك في ترجمة كتاب جديد.

و نحن نطالب الدولة بتكريم اسمك و إطلاقه على أحد المحاور لتخليده، و نقول لك يا دكتور مصطفى على مثلك فلتبك البواكي، و حذاؤك على رؤوسنا و أنت قدوة أولادنا، فلا تحزن في قبرك و لا يحزن عليك أهلك، و على كل مواطن مصري غيور على بلاده و أمته أن يحزن غاية الحزن، بسبب عدم الاحتفاء بهذا المجتهد العظيم.

و قد كان أولى بالوزير الدكتور رضا حجازي وزير التربية والتعليم والتعليم الفني أن يكرم اسمه بدلاً من تكريمه ممثلة علمت أجيالاً من الشباب معنى إثارة الغرائز و الشهوات في أفلامها، و أدخلت هي و أمثالها من الفنانات المشاهد الساخنة التي تثير الشهوات و الغرائز الجنسية في بيوت المصريين رغماً عنهم، و لله الأمر من قبل و من بعد.

المثير للدهشة أن الوزير كرمها لأنها مثلت دور مديرة مدرسة، رغم أن الدكتور مصطفى إبراهيم كان فعلياً عالماً، و في محاريب العلم و التدريس في الجامعات، و كان أولى بالتكريم حال حياته أو حتى بعد موته، فقد مات رحمه الله تعالى عام 2018م، لكن حتى لا يضيع جزء من أجره في الدنيا، أبى الله تعالى أن يكرمه هذا أو ذاك، حيا كان أو ميتاً لاسمه، فلا ينقص من أجره و لا يحسب في تاريخ الوزير أنه كرمه فيكون له بذلك عند الله تعالى أجر، و لعله تكفيه الفنانات عند المصريين ثم عند الله تعالى..

هذا الدكتور العالم هو مترجم مصري، حاصل على بكالوريوس الطب والجراحة من جامعة القاهرة عام 1954م، و درجة الدكتوراة في الكيمياء الإكلينيكية من جامعة لندن عام 1969، و كان عضواً في لجنة الثقافة العلمية بالمجلس الأعلى للثقافة بمصر 1997، و قد حصل على العديد من الجوائز لترجمته الكتب العلمية.

و كان رحمه الله تعالى رئيس لجنة الثقافة الطبية بالمجلس الأعلى للثقافة بمصر عام 2003.

و حصل على جائزة ترجمة أحسن كتاب في الثقافة العلمية في معرض القاهرة الدولي للكتاب 1995، و جائزة مجلس الثقافة لترجمة كتب الثقافة العلمية عام 1996، وجائزة ترجمة أحسن كتاب في الثقافة العلمية في معرض الكتاب بالكويت 2000.

لكنه و رغم أنه لم يكن مغمورا، إلا أنه كان بعيداً عن الأضواء و الكاميرات و التكريم، لأن أوقات وزرائنا لا تكفي إلا لتكريم لبلبة و سمية الخشاب و فيفي عبده و محمد رمضان، و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم.

صح يا دكتور رضا حجازي ؟!!

اقرأ ايضا للكاتب

خالد كامل يكتب لـ«الموقع»رداً على تخاريف هبة قطب: أنت أم محمد رسول الله؟!

خالد كامل يكتب لـ«الموقع» عن رسالة الطلاب لـ«وزير التربية»

خالد كامل يكتب لـ«الموقع» بعنوان «هموم مواطن»

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى