الموقعتحقيقات وتقارير

خالد داوود في حوار شامل لـ«الموقع» يتحدث عن المسجونين والشرطة والجيش وعلاقته بـ«صباحي» والحوار الوطني واتهامه بالعمالة والمشروعات القومية

>> تلقيت 4 مكالمات من السلطة واجتمعنا مع مسؤول كبير أكد لنا أن الإصلاح تأخر

>> نتعامل مع مسؤول على اتصال مباشر بالرئيس في قضية الإفراج عن المسجونين

>> الجيش حمى مصر بعد ثورة يناير ولدينا شرطة مؤسسية غير قبلية

>> كمال أبو عيطة هو ممثل المعارضة الوحيد في لجنة العفو الرئاسي

>> كنت أخاف على حياتي خلال ترحيلي مع أنصار الإخوان وهناك حوار طويل دار بين الرئيس وصباحي

>> كمائن الشرطة لا تنظر لبطاقتك ولكن تفحص هاتفك

>> متفائل بالحوار الوطني ولكن يجب رفع القيود على الإعلام فلدينا 60 موقع محجوب

>> نختلف مع توجه الرئيس فيما يخص المشاريع واللي «يعوزه البيت يحرم على الجامع»

>>البعض يردد أنني أصبحت عميلا للأمن بسبب وجود قنوات اتصال مع الأجهزة

>>أتمنى وجود مرشح للمعارضة في الانتخابات الرئاسية المقبلة وأحترم جميلة إسماعيل

>> لم يكن هناك أفضل من حمدين صباحي كرئيس مدني

>> الأجهزة الأمنية تحاول إقناع الرئيس أن توسيع الحريات هو سبب الإطاحة بمبارك

جمال مبارك تعامل مع ثروات مصر على أنها ثروة خاصة

>> قضية تيران وصنافير غيرت مسار العلاقة بين الرئيس والمعارضة

>> الخلفية العسكرية للرئيس تسيطر على شكل إدراة الدولة

 

أجرى الحوار عصام الشريف
أعدته للنشر – فاطمة عاهد 

تدرج في العمل السياسي إلى أن وصل لرئاسة حزب معارض يضم مجموعة من الشخصيات الهامة، أهله العمل في الإعلام إلى الإحاطة بالملف السياسي وخاض السباق بجرأة تسببت في دخوله السجن في عام 2019، تحت اسم قضية عرفت بقضية الأمل، على الرغم من أنها لم تكن هي المرة الأولى له داخل السجن إلا إنها كانت الأطول، عبر عن رفضه للتعديلات الدستورية بالإضافة إلى رفضه لما أطلق عليه التنازل عن نيران وصنافير.

إنه الكاتب الصحفي خالد داوود، رئيس حزب الدستور سابقا، الذي فتح قلبه لـ”الموقع“، وقال رأيه في طريقة إدارة الرئيس السيسي للبلاد، والحوار الوطني ما له وما عليه وغيرها من الأمور، وإلى نص الحوار.

كيف تم دعوتك لحضور إفطار الأسرة المصرية؟

من وقت خروجي من السجن يتم إبلاغي برسائل إن الدولة سوف تفتح صفحة جديدة، وأنا أصدق وجود هذه النوايا لدى النظام، وكبداية كان يجب إطلاق سراح شركاء الدولة في 30 يوليو والأحزاب التي تعمل، وأنا رجل سياسة، ولست رجل حقوقي.
وأثناء فترة سجني كان يتم ترحيلي في سيارة الترحيلات مع أنصار جماعة الإخوان وكنت أخاف على نفسي وأماني الشخصي، خاصة وأنني لا أمثل مرسي ولا السيسي لكني أمثل أهداف ثورة يناير، ونحن الطرف الذي يعبر بشكل سلمي عن رأيه، وضد الطبيعة أن نتشابه، والتنوع سنة الحياة، والله هو من يحكم في أمور الاختلاف، فكيف يمكن أن يستمر الرأي الواحد للأبد وإذا عبرت عن رأيك يزج بك في السجن.

هل المعارضة مستعدة للحوار الوطني؟

مستعدون للتحاور لكن عليك أن تخرج سجناء رأي، فمعدلات الإفراج عنهم بسيطة، وقبل إفطار الأسرة المصرية تم الإفراج عن مجموعة من الأسماء التي نطالب بخروجها من فترة كبيرة، والحبس الاحتياطي ظلم، لأنني لا أستطيع أن أعد تنازليا لفترة خروجي وإذا انتهى العامين تفاجئ بالتدوير وتوجيه تهمة جديدة ، وأنا تلقيت 4 مكالمات من السلطة لدعوتي لمناسبات مثل إفطار الأسرة المصرية.

حدثنا عن وجودك في إفطار الأسرة المصرية بحضور الرئيس؟

كانت تلك بادرة الأمل الإيجابية، َعندما ذهبت إلى إفطار الأسرة المصرية فوجئت بوجود حمدين صباحي، الذي ناله هجوم كبير من أنصار السلطة منذ سنوات ولم يشفع له دوره في 2014 وهو عدو الإخوان وتعرض لمحاولة اغتيال من قبل أنصار الجماعة، وجلسنا أنا وصباحي في طاولة مباشرة أمام الرئيس مباشرة، ورحب الرئيس بحمدين وتوجه نحوه طاولته وصافحه ودار بينهما نقاش طويل وإيجابي.

وأنا قلت للرئيس نريد تحريك ملف الإفراج عن المحبوسين.

نرشح لك: فريدة الشوباشي لموقع «الموقع» :الحوار الوطني صفعة على وجه المعارضة المشوهة وعبد الناصر لو عايش كان هيقول للسيسي «برافو عليك»

فأنا أعرف ما معنى السجن والزيارة، وأن تظل أسرتي لساعات حتى تراني،وبعد إفطار الأسرة المصرية عقدنا اجتماع مع أحد كبار السياسيين وأكد لنا على جدية الدولة للحوار وأن الإصلاح السياسي قد تأخر بسبب الظروف التي كانت تمر بها البلاد ومواجهة الإرهاب.

ماذا عن الحوار الوطني وكيف تراه؟

لا نحتاج إلى حوار شكلي أو صوري، وكان يجب أن يتم ذلك عن طريق مجلس أمناء الحوار الوطني، وحمدين صباحي طالب أن يشكل مناصفة بين السلطة والمعارضة، وقد نجحنا كحركة وطنية أن يكون هناك توازن داخل المجلس لأنه سيحدد القضايا التي تناقش وما سيتم اتخاذه من قرارات، عندما أكدوا على المناصفة كانت أحد المعالم التي تمير إلى الجدية، فلم نكن نتعامل مع ضابط صغير لكن كنا نتعامل مع شخص مسؤول على تواصل مباشر مع الرئيس السيسي في قضية إطلاق سراح السجناء.

من اقترح إعادة تشكيل اللجنة الرئاسية للعفو؟

الجهة الداعية للحوار الوطني هي من أحييت عودة لجنة العفو الرئاسي، ذلك، والشرط الوحيد عندنا كان طلب تمثيل المعارضة داخل لجنة العفو وتم اختيار كمال أبو عيطة وزير القوى العاملة الأسبق فهو المرشح الوحيد للمعارضة في لجنة العفو الرئاسي

نرشح لك: بالفيديو .. «الحوار والمعارضة وأشياء أخرى» رئيس حزب المحافظين في حديث شامل لموقع «الموقع» .. النص الكامل

هل تترشح لرئاسة حزب الدستور مرة أخرى؟

نحن نستعد لعودة حزب الدستور لكن دون أن يتم القبض عليا فنحن حزب سياسي شرعي ولي الحق في التعبير عن رأيي والظهور في الإعلام، نحن لا نطلب حلول لكل مشاكل مصر، لكننا نريد حلول في التوقف عن القبض على الناس بسبب التعبير سلميا عن موقفهم على مواقع التواصل فذلك أهم من خروج المحبوسين احتياطيا، واللجان الأمنية وكمائن الشرطة لا تنظر لبطاقتك بل لهاتفك لإلقاء القبض عليك،

ما الذي استفدته من تجربة التواصل مع أجهزة الدولة؟

البيروقراطية المصرية لازالت موجودة وهناك تخوف أمني وله يد عليا، وهناك بعض المخاوف، والقبض عليك يحتاج إلى جهة واحدة إنما الإفراج يحتاج إلى عدة جهات.

أما عن الحوار الوطني فأنا متفائل بحذر على الرغم مما حصل فقد تم السماح لنا بالظهور في الإعلام، وأتمنى رفع القيود عن الحريات الإعلامية فهناك 60 موقع محجوب داخل مصر، وهو ما يجعلك ترتيبك الأخير في صحفيين بلا حدود ونعمل على تعديل قانون الحبس الاحتياطي.

ويجب أن نعدل قانون الانتخابات، ثم نتحدث في الاقتصاد بسبب الديون المتزايدة لنا، لأن الناتج القومي أقل من فوائد وأقساط الديون والمالية سوف تحصل على ديون أخرى، ونحن مختلفين مع توجه الرئيس في المشاريع التي يقال إنها تساهم في تحسين حياة المواطن المصري، فكل المواطنين لا يريدون العمل في المعمار بالعاصمة، والتنمية المستدامة ليست ببناء العاصمة الجديدة واللي يحتاجه البيت يحرم ع الجامع

يتردد في الأوساط أن ذلك الحوار سينتج عنه تعديل دستوري؟

ذلك ما يقال حتى يتم تحديد فترة الرئيس لكن لا شيء يدعو للعجلة، وأتمنى أن يكون هناك مرشح للمعارضة خلال الانتخابات الرئاسية القادمة.

لماذا قررت أن تترشح لانتخابات حزب الدستور؟

لا أريد أن يختفي حزب الدستور الذي يعبر عن الثورة يناير، وانا تدرجت في الحزب حتى وصلت لرئيس الحزب في الفترة السابقة ، وكل خبراتي تؤهلني أن أقود حزب الدستور وأنا لا أحب المزايدة في موضوع سجني ، والمعيار هو ما قدمته للحزب وهناك من يردد انتي أصبحت عميل للأمن أو أحصل على أوامر من المسؤولين.

نرشح لك: بالفيديو .. عماد جاد في حوار شامل لموقع «الموقع» عن الحوار والمصالحة والمنطقة العربية والمراجعات والإخوان وأهم الملفات السياسية .. النص الكامل

هل تهدد الأعضاء داخل الحزب بفشل جميلة إسماعيل؟

التنافس داخل الحزب الواحد لا أزمة فيه، وهناك كلام من نوع الشعارات، واحترم الصديقة جميلة إسماعيل وعملنا سويا في مجال الإعلام.

بعد مرور 10 سنوات على الثورة، ما الذي تراه من أخطاء ارتكبتها الحركة المدنية في تلك الفترة وما هي الدروس المستفادة؟

في يناير لم يكن لدينا قيادة موحدة تتحدث باسم الثورة ورجعت إلى مصر متأخر ولم أشارك في الثورة في أيامها الأولى، وكان الجميع يقول أننا كلنا قادة في الميدان، فلم نستطع أن نوحد المطالب ونخوض مفاوضات مع أجهزة الدولة والصراعات الشخصية وعدم التنسيق بين قوى المعارضة، وجماعة الإخوان المسلمين تتحمل جزء كبير من زعزعة إيمان الناس بثورة يناير لأن أولوياتهم دائما مصلحة الجماعة، ومن الأخطاء أيضا مدى تعقيد أجهزة الدولة وكيفية التعامل مع القوات المسلحة، مع تذكر أن فترة الرئيس حسني مبارك شهدت تجريف للأحزاب، وكان هناك علاقة معقدة بين الإخوان ونظام مبارك، على الرغم من تصنيفها على أنها جماعة إرهابية، إلا أنه كان هناك علاقة معقدة وغريبة بوضع خيرت الشاطر والمرشد العام لتحديد عدد المقاعد البرلمانية وكان هناك حالة إضعاف للأحزاب الليبرالية واليسارية، وكان هناك قوتان لقيادة المشهد أجهزة الدولة وجماعة الإخوان وكافة الاستحقاقات التي شاركنا فيها تمكن خلالها الإخوان من استخدامها في الدخول إلى البرلمان ثم ترشيح شخص منهم إلى الرئاسة والدنيا حليت في عينيهم وكان هناك حركة فوضى عارمة وأنهيار الاقتصاد

هل 30 يونيو تصحيح لمسار 25 يناير؟

بعد 30 يونيو شعرنا بالخطر لأنه تم استغلال جبهة الإنقاذ الوطني لتحقيق أهداف معينة منها استبعاد جماعة الإخوان المسلمين، وبعدها لم نسمع كلمة جبهة الإنقاذ أو محمد البرادعي أو عبد الغفار شكر من قيادات الجبهة لم نكن لنتمكن من التخلص من الجماعة بسبب الاعتراضات والاحتجاجات التي قامت بها الجبهة وبعد ثورة يونيو تغيرت الأمور سريعا منذ طلب الرئيس السيسي تفويض من الشعب للقضاء على الإرهاب دون أي تواصل مع جبهة الإنقاذ

نرشح لك: في أول حوار له بعد سنوات من الصمت أحمد ماهر مؤسس 6 أبريل لموقع «الموقع» :جربنا المظاهرات و الطوب فلماذا لا نجرب الحوار

كما أننا رغبنا في انتخابات مبكرة، حكومة جبهة الإنقاذ الوطني هي الحكومة الوحيدة السياسية التي تشكلت في تاريخ مصر،، وتم تقديم تحالف 30 يونيو بعدما قرر الرئيس النزول للانتخابات، وحمدين صباحي خاض الانتخابات أمامه ولم نكن نريد أن تتخلى عن انتخابات رئاسية تعددية ولم يكن هناك أفضل من حمدين صباحي كرئيس مدني كنا وقتها نريد أن يكون هناك رئيس مدني ومرسي وضع الجماعة قبل الوطن،

ما تقييمك للبرادعي وهل تخلى عن مسؤوليته السياسية؟

أقول أنه الملهم لثورة 25 يناير وكان متربي ويتحدث الإنجليزية، شخص قوي حصل على جوائز عالمية وله علاقات عدة وكانت الشخصية الأهم لتقود تلك الثورة،والبرداعي لم يهرب من المسؤولية، هو كان يريد الوصول لتسوية تضمن عدم إزهاق الدماء، وفي فض رابعة سالت دماء المئات فاستقال البرادعي وعندما استقال من منصبه استقلت من منصبي كمتحدث باسم جبهة الإنقاذ.

ما توصيفك لفترة حكم الرئيس السيسي الأولى؟

في البداية كان هناك مجال للنقاش ومع بداية التنازل عن نيران وصنافير بدأت القطيعة بين الرئيس والمعارضة، وأصبحنا نتمنى أن نعود للحريات التي كانت موجودة في عهد مبارك، والأجهزة الأمنية تقنع الرئيس إن الحريات هي سبب ثورة يناير وهذا غير صحيح

هل تفتقد السلطة وجود سياسيين مخضرمين؟

تم استبعاد متعمد لرجال السياسة فقد تولى الرئيس السيسي مناصب عسكرية ويتعامل مع الوضع بطريقة القائد العسكري أي أنه بدون مناقشة وبالأمر، وبالتالي سيثق بالمجموعة المحيطة به وهم المنتمين للمؤسسة العسكرية التي لها أهمية كبيرة في استقرار البلاد، وأنا لا أقصد أن ذلك شيء سلبي لكن طريقة الإدارة بحكم الخلفية العسكريه لا تحتمل النقاش الديمقراطي.

ماذا عن المرحلة الثانية لرئاسة السيسي؟

المرحلة التانية في فترة الرئيس السيسي كانت أصعب بعد مواجهة تيران وصنافير، ثم فوجئنا بتعديلات دستورية كنت مذهول، بخبرتنا المباركية إنه لا يجب أن يتم تعديل المواد الخاصة بانتخاب الرئيس، وأصبحت مدة تولي الرئيس 16 عام، لا اعرف ماذا نقول كل ما لدي هو أن أقول الله غالب

دعوات الخارج للتظاهرات ما رأيك فيها؟

رغم معارضتي للرئيس السيسي إلا أني اوافقه فيما يتحدث عنه بخصوص مؤسسات الدولة، ومن يسافر يعرف معنى الشرطة المركزية، بعيدا عن القبلية، ووجود الجيش والشرطة يجنبنا أن نكون مثل دول أخرى وليس لدينا ما يجعلنا مثل سوريا والعراق، والجيش هو من حمى مصر بعد ثورة يناير من الفوضى

هناك من يطلب المصالحة السياسية مع الإخوان فكيف ترى ذلك؟

هي تقارير يتم الترويج لها من قبل الإخوان، ومنذ أن انتقلوا إلى كافة الدول لا يتوقفوا عن استغلال الدعوة لتشويه البلاد، والإخوان يتحملوا جزء في عدم الثقة بثورة يناير

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى