منوعات

خاص| “مشروبات الحب” .. قصة أول مقهى يعمل فيه أبناء متلازمة داون بلبنان

كتبت – فاطمة عاهد

مقهى فريد من نوعه، مميز بعامليه، عند وصولك الباب ورؤيتك لهم تستطيع أن تتبين سبب تسميتهم بصناع مشروبات الحب، ترى الطاقة الإيجابية مرسومة على هيئة بسمة تزين وجوههم، يستقبلك أحدهم مرحبا بك ويفتح لك باب المقهى قائلا “مرحبا بك في أنجوست كافية”، يقيس لك درجة الحرارة ويضع كحول معقم على يديك.

عقب دخولك المكان تلاحظ ألوان الطاولات المبهجة، المتراصة بعيدا عن بعضها تحقيقا لمبدأ التباعد الاجتماعي، ثم يأتيكم عامل آخر بقائمة المشروبات لتختار ما تريد تناوله عن طريق وضع علامة “اكس” أمامه، ولا يمر عدة دقائق إلا وتجد طلبك يقدم لك بابتسامة كبيرة.

ما يجعل المقهى فريد من نوعه هو أن العاملين فيه من أبناء متلازمة داون، تم تأهيلهم وتدريبهم نفسيا وجسديا حتى يستطيعوا التعامل مع الزبائن وتقديم الخدمة لهم بمنتهى السلاسة.

الدكتور وسيم الحاج، صاحب ال34 عام، معالج فيزيائي لذوي الإعاقه، ومؤسس المقهى، راودته الفكرة منذ عامين تقريبا، ليتواصل مع إحدى المبادرات المنشأة لدعمهم، ويبدأ في اختيار طاقم العمل الخاص به، وعبر عن ذلك قائلا ” منذ عامين أنشأت مشروعي، لأنني أعلم مدى طاقة أبناء متلازمة داون الفكرية والجسدية، لذا فكرت في الاستفادة منها بالإضافة إلى رغبتي في تعريف العالم عليهم”.

حاول الشاب الثلاثيني العمل على دمج أبناء متلازمة داون في المجتمع حتى يتعرف عليهم ويتقرب منهم، لإيمانه بحقوقهم وضرورة دعمهم ومساعدتهم ليصبحوا عناصر مناجة، مؤكدا على أن “إرادتهم تتحدى المستحيل”.

وعن عدد العاملين أوضح الطبيب الشاب ل”الموقع” أنه وصل 12 شخص بعد أن بدأ ب6 كما أنهم فتحوا الفرع الثاني في لبنان، تطور نشاطهم ليصل إلى الهروج للجامعات والمدارس والمؤتمرات، كما وفر المقهى بفرعيه فرص عمل لعدد كبير من أبناء المتلازمة.

تتراوح أعمال المتواجدين ضمن طاقم المطعم ما بين 20 حتى 43 عام، وتم اختيارهم عن طريق الجمعيات الخاصة بدعمهم في لبنان، واستغرق تدريبهم حوالي ثلاثة أشهر ليصبحوا جاهزين للعمل، وتم إحداث بعض التغييرات ليلائمهم المكان.

وأشار “الحاج” إلى أنهم لا يستطيعول قراءة أرقام الطاولات لذا فتم تبديلها بالألوان، كما أن هناك البعض لا يستطيع الكتابة فهناك سيستم اختيار المشروبات بوضع علامة “اكس” أما المسؤول عن تحضير الطلبات شخص يستطيع أن يفعل ذلك بسهولة، حتى يساعدهم في تنظيم عملهم.

نرشح لك 

شاهد.. فتوح أحمد يكشف أسرارًا في حياة الفنان الراحل يوسف شعبان

 

جاءت ردود الأفعال على الفكرة إيجابية، شجعتهم على فتح فرع ثاني للمقهى، كما زاد ذلك الدعم من ثقتهم في نفسهم وأصبحوا أكثر تفاؤل وثقتهم بأنفسهم وبمن حولهم، تدربوا طويلا على حمل المشروبات للزبائن وتقديمها بابتسامة.

نظرا للظروف الصحية الاستثنائية التي يمر بها العالم يلتزم العاملون في المقهى بالاجراءات الاحترازية، ولا يخلعوا الكمامات، كما يتم تعقيم الطاولات عقب انتهاء الزبائن من جلستهم، ذلك بالإضافة إلى تحاليل “بي سي ار” دورية لكافة العاملين للإطمئنان على صحتهم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى