الموقعمنوعات

خاص| “فتاة بإرادة حديدية” .. حكاية طفلة سورية تكمل مشوار تعليمها على ساق واحدة

كتبت _ فاطمة عاهد

فتاة في الثامنة من عمرها، تمشي ب”عكازين” بلون رمادي، ترتسم ابتسامتها على وجهها، تستطيع أن تتبين الإرهاق باديا عليها لطول الطريق الذي سلكته، وما تقابله من مصاعب كالحفر والصخور، الكلمات السابقة تصف صورة انتشرت لفتاة صغيرة من سوريا، على مواقع التواصل الاجتماعي بوصفها طفلة ذات إرادة حديدة تذهب كل يوم لمدرستها رغم ما تعرضت له من بتر لإحدى ساقيها.

الفتاة تدعى فاطمة الأحمد المصطفى، من محافظة تل الحدية بسوريا، تبلغ من العمر ثمانية سنوات، تعرضت أثناء ذهابها للسوق مع والدتها وأخيها للقصف عن طريق الطيران الروسي، فلاقى أخاها الأصغر حتفه على الفور، وأصيبت والدتها بجروح متفرقة في مختلف أنحاء جسدها، بينما تعرضت هي لعملية بتر لما لحق قدمها اليسرى من تشوهات، وذلك بحسب رواية والدتها شيرين الأحمد ل”الموقع“.

“انتشرت صور طفلتي بسبب اجتهادها في الدراسة، وذهابها يوميا لمدرستها في إدلب بسوريا، وتمشي يوميا حولي أربعة كيلو من المنزل لمدرستها الخاصة بالنازحيين بالقرب منا، كما أنها تساعد الأطفال من حولنا للتعلم قبل دخول المدرسة فتدرس لهم الحروف والأرقام”، هكذا قالت والدة فاطمة عن سبب انتشر صورها على مواقع التواصل الاجتماعي.

وبصوت يملؤه الفخر تقول “ابنتي مجتهدة جدا، تحصل على العلامات النهائية بكل المواد، على الرغم من اني أمية، ولا استطيع مساعدتها بالدراسة إلا أنها تسهر لتدرس، وتعلم نفسها بنفسها، ما جعلها متفوقة في دراستها، بالإضافة لأنها تتولى مساعدة إخوتها الأربعة الأصغر منها في السن نظرا لأني لا أستطيع ذلك، وتتلقى عكازيها غير مهتمة بالبرد القارص ولا بدرجات الحرارة المرتفعة “.

وعن سبب اجتهاد طفلتها في الدراسة تقول “شيرين” “تتمنى أن تصبح طبيبة لتساعد كل مصابي الحروب والنزاعات وتخفف عنهم الألم الذي مروا به خلال حياتهم، كما تريد أن تساعدهم ليكونوا مؤثرين في مجتمعهم، لذا لا تخاف أن تذهب يوميا وتقطع كل تلك المسافة الكبيرة وكذا لا تخاف من انتشار فيروس كورونا في الارجاء”.

وتختتم والدة الطفلة فاطمة الأحمد حديثها قائلة “أحيانا أشفق على طفلتي من طول المسافة بين المنزل والمدرسة، لكنها ترفض أن ترضخ لكلامي وتظل بالمنزل، وتؤكد لي أن العلم هو الوسيلة الوحيدة للارتقاء والخروج من الحروب والنزاعات، أو على الأقل مساعدة من يتضررون منه، خاصة بعدما اضطررنا للنزوح لتعرضنا لحالات قصف بالطيران متتالية ما جعل الوضع أشد خطورة على أرواحنا”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى