خاص| طبيبة حضارة.. كواليس ما وراء لقاء مرممة طريق الكباش بالرئيس

موقع الموقع26 نوفمبر 2021 . 1:14 مساءً

كتبت – فاطمة عاهد

سيدة في منتصف الثلاثينات، استطاعت بمهارة وقوة عن طرق مشاركتها في عمليات ترميم تماثيل الكباش، أن تقابل الرئيس السيسي في حفل الافتتاح، وتنقل له رسائل أهل محافظتها وأصدقائها “أرحب بالرئيس في محافظة الأقصر التي هي عروسة متوجة بفضل دعمكم الكريم”.

تعمل ابنة محافظة الأقصر في مجال الترميم منذ أن تخرجت في عام 2012، جنبا إلى جنب مع زوجها، الذي يعمل مفتش آثار، وعملت في محل إقامتهما لمدة تسعة أشهر بسوهاج، ثم نقلت بعد ذلك إلى مخازن الغرب بالأقصر وظلت تعمل هناك لعدة سنوات.

منذ عام 2017 حتى عام 2020 عملت “منال شوقي” في طريق الكباش، فكانت الوحيدة من المرممين القادرة على التعامل مع كل قطع الكبش التي تخرج نتيجة الحفائر عملات كانت أو فخار، حيث انضمت إلى المركز العلمي الخاص بالطريق، بحسب حديثها لـ”الموقع”.

تتكامل مع زوجها في العمل، حيث يتخصص هو في الحفائر والإشراف على استخراج الآثر، بينما تتخصص هي فيما يخرج منها، وتضع لمساتها على القطع المختلفة فتعود كما لو أن الزمن والعوامل المحيطة لم تمسسها يوما ما.

في بداية عام 2021 نقلت إلى معبد الأقصر، فتعلمت صعود “السقالات” للوصول لآخر الأعمدة والمسلات، وترميم النقوش الموجودة عليها، دون الوجل من احتمالية السقوط عن تلك القطعة الخشبية.
‏
‏عانت من ويلات التمييز، فواجهت بأسئلة اعتبرتها غير منطقية “هو أهلك سايبنك تطلعي لفوق كدا على السقالات ازاي” فتتعجب من تلك الأسئلة وتتسائل “هو ايه العيب في عملي!”.
‏
‏لكن لم يثنيها ذلك عن كل تحبه، وهو صيانة وترميم الزخارف والنقوش، ليتمكن بعد ذلك الأثري من معرفة حكاية الأثر، لذا فهي تعتبر نفسها مشاركة في نقل تاريخ الماضي وربطه بمستقبل أحفاد الفراعنة.
‏
‏لا يعرف اليأس طريقا لقلبها، فمهما كانت حالة الأثر الذي تعمل عليه، تصمم على أن تعيده مزخرفا ولأنها مثلما كان قبل ذلك، فتبذل قصارى جهدها في ذلك.
‏
‏لدى المرممة الثلاثينية من الحكايات ما تسردها لأبنائها قبل النوم، فتفخر بما قدمته لحضارة أجدادها، وتحكي لهم قصص الملوك والملكات وتفاصيل مثيرة تجذب انتباههم.
‏
فوجئت باختيارها من قبل وزير السياحة والآثار، لتقليل الرئيس السيسي، كواحدة من مرممات طريق الكباش، وشعرت بخوف قبل الظهور، لكن حفزت نفسها في الأعماق واستطاعت أن تتحدث إلى الرئيس بثقة.

“في الأول الرهبة كانت كبيرة، بس بعدين بقيت أقول لنفسي دا حفل مباشر يعني هو الكلام هيتقال مرة واحدة، فحفزت نفسي وبقيت أهدى”، وتابعت “الرئيس شجعني إني أتكلم، تحس أنه واحد منا ومش غريب عليك”.