حوادث

حيثيات إعدام متهمين بقضية”فتاة المعادي”: رغبا في الحصول على مال حرام

كتب – محمد مصطفى

أودعت محكمة جنايات القاهرة، اليوم الأحد، حيثيات حكمها بإعدام المتهم الأول والثاني بسحل الفتاة مريم محمد على، في القضية المعروفة إعلاميًا بـ”فتاة المعادى”.

جاء بالحيثيات، أن الواقعة حسبما استقرت في يقينها وارتاح لها وجدانها مستخلصة من سائر أوراقها وما تم فيها من تحقيقات وما دار بشأنها بجلسة المحكمة تتحصل في أن المتهمين اتفقت رغبتهما الجامحة في الحصول على المال الحرام، إينما وجد بدلًا من البحث عن طريق شريف يمكنهما من بلوغ مقصدهما، فقد سلكا طريق الشر، وبدأت محاور فكرهما تتلمس المال الحرام ولو عن طريق الغدر وسرقة الأبرياء وإزهاق أرواحهم لتحقيق غايتهما.

وقالت الحيثيات، إن المتهمين أقرا بكيفية ارتكاب جريمتهما، وسرقة المجني عليها مريم محمد علي التي تصادف خروجها من عملها في هذا الوقت لحظها السيئ وأبصراها تسير لحال سبيلها بتقاطع شارع 86 مع شارع القناة فأعدا العدة للانقضاض على فريستهما، وإذ هي حاملة لحقيبة علي كتفها خلف ظهرها وتسير في رحاب ربها في طريقها لمسكنها اندفع نحوها المتهم الأول، حال قيادته للسيارة رقم ب.د 5922 ودنا منها إلى أن أضحت في متناول يد المتهم الثاني الجالس بالمقعد الخلفي لقائد السيارة حتى قام بجذب حقيبة ظهرها محاولاً انتزاعها، إلا أنها تمسكت بها مقاومة إياه بكل قوتها وأخذت في الصياح والاستغاثة بالمارة لعل أحد ينقذها، واستمر المتهم الثاني في جذب الحقيبة مع تشبث المجني عليها بها حتى صدمها متعمدًا بقوة بإحدى السيارات المرابطة على جانبي الطريق، فاختل توازنها وتم سحلها أرضًا حتى استخلص منها الحقيبة ودهساها أسفل عجلات السيارة دون رحمة، وفاضت روحها، وتمكنا من الفرار بالمسروق مرتكبين جرمهما الآثم مقابل حفنة قليلة من المال لم تتجاوز خمسة وثمانون جنيها تناولا بها وجبة طعام.

وكشفت المحكمة أن تقرير الصفة التشريحية أثبت أن الوفاة تعزي إلى الإصابة الرضية الجسيمة بالرأس وما أحدثته من كسور بعظام الجمجمة وتكدمات بسطح المخ، أدى إلى ضغط على المراكز الحيوية والوفاة، كما أثبت المعمل الكيماوي أن المتهم الأول متعاطيًا لجوهر الحشيش المخدر.

وأوضحت المحكمة أن الواقعة ثبت صحتها وصحة إسنادها إلى المتهمين وليد عبد الرحمن، ومحمد أسامة، من جملة شهادة بعض الشهود والضابطين إسلام أبو بكر، وأيمن محمد، وتقرير الطب الشرعي، وتقرير الإدارة العامة للادلة الجنائية وتقرير المعمل الكيماوي، وإقرار المتهمين بالتحقيقات بارتكابهما واقعة السرقة.

عاقبت محكمة جنايات القاهرة المُنعقدة بالتجمع الخامس، متهمين اثنين بالإعدام شنقًا بإجماع آراء المحكمة، لاتهامهما بمقتل فتاة المعادي، وبرأت المحكمة المتهم الثالث.

وصدر الحكم بالإعدام شنقًا لكل من وليد عبد الرحمن فكري ومحمد أسامة وشهرته “محمد الصغير”، بالإصافة إلى معاقبة وليد عبد الرحمن فكري بالحبس مع الشغل سنة واحدة وتغريمه 10 الاف جنيه عن التهمة الأخيرة الواردة بأمر الإحالة، ومصادرة السلام الناري والأبيض والذخيرة، وإلزام محكوم عليهما المصاريف.

كما قضت ببراءة المتهم الثالث محمد عبد العزيز وشهرته “حماصة” (مالك السيارة) مما أسند اليه، وإحالة الدعوى المدنية قبل المتهمين إلى المحكمة المختصة.

وذكرت النيابة العامة أن أحد المتهمين اندفع تجاه المجني عليها قائدًا سيارة بالطريق العام، ولما اقترب منها انتزع الآخر حقيبة من على ظهرها حاولت المجني عليها التشبث بها، فصدماها بسيارة متوقفة بالطريق ودهساها أسفل عجلات السيارة التي يستقلانها، قاصدين من ذلك إزهاق روحها ليتمكنا من الفرار بالحقيبة، فأحدثا بها إصابات أودت بحياتها.

وأضافت النيابة أن تلك الجريمة اقترنت بجناية أخرى؛ أنهما في ذات الزمان والمكان سالفي الذكر سرَقَا مبلغًا نقديًّا ومنقولات من المجني عليها وذلك في الطريق العام حالَ كونهما شخصيْنِ حامليْنِ سلاحين مخبئين (ناري وأبيض)، وذخائر مما يستخدم في السلاح الناري، وكان ارتكاب جناية القتل بقصد إتمام واقعة السرقة.

وأسندت النيابة للمتهم الثالث اشتراكه مع الآخرين بطريقي الاتفاق والمساعدة في ارتكاب جريمة القتل، حيث اتفق معهما على ارتكابها وساعدهما بإمدادهما بسيارة ملكه لاستخدامها في ارتكاب الجريمة مع علمه بها، فوقعت الجريمة بناء على هذا الاتفاق وتلك المساعدة، فضلًا عن اتهام أحد المتهمين بإحرازه جوهر الحشيش المخدِّر بقصد التعاطي.

وأشارت النيابة إلى أن الأدلة التي أقامتها على الاتهامات المبينة حاصلها شهادة 7 شهود تعرف أحدهم على المتهم الذي قاد السيارة المستخدمة في الجريمة حال عرضه عليه عرضًا قانونيًّا، وإقرارات المتهمين اللذين ارتكبا واقعة القتل والسرقة في التحقيقات، والتي تطابقت مع ما شهد به الشهود، وإقرارهما بتصوير حصلت عليه النيابة العامة أظهر المجني عليها قبل وقوع الجريمة بلحظات حاملة الحقيبة المسروقة، وكذا أظهر لحظة سقوطها ومرور أحد إطارات السيارة عليها.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى