تحقيقات وتقارير

حلاوة المولد.. “سلمي” في المقدمة.. والدباديب بديل “العروسة” للمخطوبين

باعة: الإقبال ضعيف وأسعار حلوى المولد ترتفع الضعف عن العام الماضي

كتبت- منار إبراهيم:

إذا تجولت بحي السيدة زينب، ذلك الحي الذي يحتضن بين جنباته روحانيات خاصة، ستجد الخيام المزينة بالأضواء والعامرة بأجمل أغاني الإنشاد الديني لمدح الحبيب «رسول الله» ﷺ، احتفالا بذكرى مولده وسط أجواء مبهجة يحاول من خلالها المصريين مشاركة الفرح والسرور فيما بينهم، رغم تحدي ارتفاع الأسعار وجائحة “كورونا”

ففي بداية جولتنا الميدانية تحدث مع “الموقع” أشرف فكري، بائع حلاوة المولد النبوي، قائلاً: تتراوح أسعار بين 35 جنيه للكيلو المشكل و 50 جنيه للمتميز، حلاوة المولد هي صناعة مصرية، ورغم ذلك الأسعار أغلى الضعف عن العام الماضي، لذلك الإقبال ضعيف هذا العام، ومن كان يشتري 3 كيلو سابقًا يشتري كيلو الأن، حفاظًا على عادة الاحتفال بالمولد النبوي.

وتابع: “أكثر زبائنا هم المخطوبين ومنّ لديهم أطفال، وخاصة الخُطّاب فهم الزبائن الأساسية لكل عام، حيث يهدي الخاطب لعروسته علبة حلاوة وعروسة المولد معًا احتفالاً بالمولد النبوي، ويوجد لدينا أشكال كثيرة من العرائس أحدثها “الكوشة” وهي عروسة تجلس داخل الكوشة وهي العروسة الأكثر إقبالا من قبل المخطوبين”.

ويضيف “فكري”: موسم بيع حلاوة المولد النبوي يبدأ من يوم 10 أكتوبر حتى 18 أكتوبر وهو يوم المولد، ورغم قصر المدة وتقنين ورقنا بدفع إيصال اشتراك في الحي، إلا أننا نواجه ضغط شديد من حملات البلدية، خوفًا من الزحام وكورونا.

ومن جانبه يقول محمد أحمد، بائع حلاوة المولد النبوي، إن الأسعار مرتفعة هذا العام عن العام الماضي، العلبة المميزة تضم فسدق وبندق وجوز الهند وسعرها 50 جنيه للكيلو، أما الكيلو الشعبي يخلو من هذه القطع وسعره 35 جنيه.

ويضيف “لدينا مجموعة مميزة من عرائس المولد، ورغم ارتفاع سعرها حيث تبدأ من 160 جنيه إلا أنها مطلب العرسان في مرحلة الخطوبة، ويكمل: كذلك لدينا بدائل وهي دباديب وتتراوح أسعارها بين 30 و 50 جنيه حسب الحجم، أما العروسة “سلمى” فهي أحدث عرائس المولد وتغني “حبيبتي” لـ حسن شاكوش.

والتقطت منه شهد الراوي، بائعة حلوى المولد، طرف الحديث قائلة: أكثر الأيام زحامًا هي الثلاثة الأيام التي تسبق المولد، ويكون الطلب أكثر على عرائس المولد من قبل العرسان، ويطلبان تغليفها ووضع حروفهما عليها، تتميز عروسة المولد بشكلها التقليدي بأشكال متطورة ومختلفة هذا العام وهي القفص والمرجيحة وذات طرحة العروس المقلوبة، والعريس متوسط الحال يستبدل عروسة المولد بدبدوب بجانب علبة الحلوى، كنوع من مشاركة الفرحة مع عروسته أفضل من أن لا يهديها شيء

وفي هذا الصدد، تقول أم جنات، بائعة حلوى المولد، “هذا العام يوجد أشكال متنوعة من الألعاب والعرائس لترضي جميع الأذواق والمستويات، وتبدأ من العرائس الميدالية ذات الـ 25 جنيه ثم الدباديب ذات الـ 30 و 50 جنيه وحتى عروسة المولد والتي تبدأ أسعارها من 120 جنيه، وكذلك الحصان فله زبائنه الخاصة حيث يطلبه العريس الذي يريد ان يقدم هدية مميزة لعروسته.

وتشير إلى أن أغلب الزبائن لشراء حلوى المولد النبوي، هم الآباء الذين لا يريدون ان يقطعوا عادة الاحتفال بالمولد النبوي مع أبنائهم، ومن لديه أطفال فيشتري لهم لعب أو عرائس، وكذلك العرسان في مرحلة الخطوبة.

أما أم محمد: بائعة حلوى المولد النبوي، فتقول إن عملية البيع والشراء تأثرت بسبب جائحة كورونا، التي أثرت على مظاهر احتفال الناس بجميع المناسبات وليس المولد النبوي فقط، ولكن بعض الناس تستمر في الحفاظ على الاحتفال بهذه المناسبة الدينية الجميلة وشراء علبة الحلوى كعادة لا يريد أن يقطعها.
وفي هذا الإطار، تقول هند علي، أحدى الزبائن، “نزلت هذا العام لأشتري عرائس المولد هدية لحفيداتي اللاتي يأتين من السعودية ولا يعلمون ما هو الاحتفال بالمولد النبوي، وما هي حلاوة المولد، وكيف يحتفل المصريون بالمولد النبوي؟.

ولفتت عرائس المولد هذا العام شكلها مبهج ويتبادل عليها بعض الكلمات التي تعبر عن الحب، وإهداء إلى الأحبة”، على عكس عروسة المولد زمان كانت عبارة عن سكر يذوب مع مرور الوقت”.
وتضيف: أما علب حلوى المولد أشتريها لأوزعها على الأحباب كنوع من أنواع جبر الخواطر ومشاركة الفرحة والسرور في ذكري مولد الرسول، ويبقى أجمل طقوس هذا اليوم هو سماع أغنية «خير الأنام مسك الختام» لـ “ياسمين الخيام”.

وتكمل باكية: “اللهم أحفظ بلدي مصر، وأجبر خاطر رئيسنا عبد الفتاح السيسي” فنحن الدولة العربية الوحيدة التي مازالت تحتفل بالمولد النبوي وجميع المناسبات في الوقت الذي ما زالت تعاني به باقي الدول العربية”.

أما مصطفى عبد الحليم، أحد الزبائن، فيقول: ذكرى المولد النبوي هي مناسبة دينية جميلة، لذلك نزلت أن أشتري الحلوى وعروسة المولد هدية لحبيبتي لأدخل الفرحة على قلبها، فهو موسم ومناسبة غالية نحتفل بها مع من نحب.

ويشاركه في الرأي، نبيل زكريا، قائلا: المولد النبوي من أجمل المناسبات الدينية التي أعتدت أن أحتفل بها مع أولادي، ورغم ارتفاع الأسعار لا استطيع أن أقطع هذه العادة وأحرم ابنائي من حلوى المولد وامنع دخول الفرحة السرور على بيتي حتى وإن اشتريت كمية أقل، ويضيف ضاحكًا: “أقلل من ندرك وأوفي”.
وفي النهاية تحدثت مها عبد العال، قائلة: ابنتي عروس جديدة وهذا أول موسم لها في بيت زوجها ونزلت لأشتري لها حلوى المولد كهدية الموسم وأشاركها الفرحة، وسأشتري لبيتي أيضًا علبة حلوى، رغم ارتفاع الأسعار عن العام الماضي، كما أن “كورونا” سرقت فرحة احتفالنا بأي مناسبة و تجمع العائلات مثل زمان”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى