الموقعتحقيقات وتقارير

حكايات مروعة.. مافيا الخطف وماذا يحدث في مترو الأنفاق؟

الكاتبة حنان أبو الضيا تكشف لـ”الموقع” حكايتها مع الخطف والباعة الجائلين في المترو

قانوني لـ”الموقع”: الخطف وسيلة الجريمة الأساسية.. وعقوبتها من السجن للإعدام

طبيب تخدير لـ”الموقع”: الحقن بـ”البينج” شائعات.. وحقنة الأنسولين تؤدي لغيبوبة لحظية

كتبت- دعاء رسلان

على مدار الأيام الماضية، تزايد الحديث عن أساليب جديدة في “الاختطاف”، الذي لم يعد يقتصر على الأطفال فقط، بل وصل الأمر إلى خطف أي إنسان، عن طريق تخديرهم بـ”حقنة بنج”، وفي لحظة تخدير الشخص سواء سيدة أو فتاة أو طفلة، يقوم المجرمين بإدعاء أنهم أقاربهم أمام المواطنين ويأخذونهم إلى طريق مجهول لا رجعة فيه.

في مترو الأنفاق، روت إحدى الفتيات واقعة محاولة خطف سيدة وابنتها من قبل امرأة منتقبة، قائلةً: “أمي واختي الصغيرة كانوا ماشين في الشارع وطلعت عليهم واحدة ست حاولت تشد اختي من إيد أمي بالقوة وتقولها هاتي حسنة وأمي صرخت والناس اتلمت والست طلعت تجري واختفت بين الشوارع”.

وتابعت الفتاة العشرينية لـ”الموقع” أنه بعد مرور يومين من هذه الواقعة تعرضت صديقتها للتخدير على يد سيدة منتقبة، والتي غرست في كتفها حقنة “بينج” بينما كانت في إحدى شوارع القاهرة، ولكن عناية الله عز وجل أنقذتها بأن ألتفت حولها النساء الموجودين في الشارع ولم تتمكن هذه السيدة من التقاطها وخطفها.

وفي السياق ذاته، قالت سيدة إن ابنتها بينما كانت قادمة من الجامعة، تعرضت لوخزة بـ”حقنة بينج”، من سيدة طلبت منها المساعدة فيما كانت تحمله، وعلى الفور شعرت ابنة السيدة الخمسينية بالدوخة، ولكنها تمكنت من إخبار إحدى النساء التي كانت بالقرب منها أنها تعرضت للتخدير من سيدة وأنها بمفردها، لكي تساعدها المرأة، وهو ما حدث بالفعل وتمكنت المرأة من مساعدة الفتاة على الاستيقاظ بإخبار المارة في الشارع، حتى استعادت الفتاة وعيها مرة أخرى، وروت ما حدث لها للنساء برفقتها، وساعدوها حتى وصلت لمنزلها.

وعند الحديث عن الاختطاف، وثقت الكاتبة حنان أبو الضيا، حكايتها في إحدى عربات مترو الأنفاق، التي وصفت الباعة الجائلين في محطات المترو بـ”الأمبراطورية”، التي تخضع لقوانين وأهداف، وتتحرك ضمن منظومة هدفها الأساسى ليس الاقتصاد الموازي، الضار بالبلد ولا ترويج بضائع منتهية الصلاحية؛ أو رديئة الصنع، ولكن هدفها أقوى وأخطر مبني على نشر البلطجة، واستخدامها في ترويج الشائعات التي تهدف إليها جهات بأعينها، خاصة أن هؤلاء الباعة الجائلين يتحركون بين وسائل المواصلات ليل نهار، وبالتالي قدرتهم على نشر آي معلومة فائقة السرعة، في ظل أننا تحولنا إلى متلقى سلبي، يتحول إلى أداة للنشر، بدون أن يتم فلترة المعلومات من خلال العقول.

وروت “أبو الضيا” أنها في يوم الخميس الماضي كانت لها تجربة مؤلمة كادت أن تفقد حياتها فيها أو تهان أدميتها وكرامتها، وذلك في عربة السيدات في مترو الأنفاق؛ حيث وجدت سيدتين يبدو أن مهمتهما هو نشر الرعب، والكلام عن خطف السيدات والبنات في المترو، وبدأت معظم الموجودات التأكيد على أن هذا يحدث، وأنهن يعرفن واحدة على الأقل حدث لها ذلك، وهو ما دفعها لتوضيح الحقيقة لهم وأنهم من المستحيل حدوث التخدير، كما يتردد.

في الوقت الذي اقتعنت فيه نصف الموجودات بكلام الكاتبة حنان، صرخت إحدى البائعات أنها قادمة من محطة مترو كوبري القبة، حيث تم تخدير بنت عن طريق الشك بـ”أبرة” وبدأت في القسم بالله، وتابعتها بائعة أخرى مؤكدة أن هذا ما حدث، حينها ألتزمت “أبو الضيا” الصمت حتى لا تدخل في جدال معهن، إلا أنها تفاجئت بالبائعتين والسيدتين السابقتين أتجهن إليها بالصراخ، قائلين لها: “سكته ليه يا كدابة لما الناس عرفت الحقيقة وإن البنات بتتخطف”.

ووجهت البائعات المتجولات كلامهن للسيدات في عربة المترو: “عشان تعرفوا انهم عايزينكم تتخطفوا وبيخلوا اللى زيها يكذبوا الحقيقة”، وحينها طالبت من البائعة إظهار بطاقتها لمعرفة هويتها لو كان كلامها حقيقي، ولكنها ردت بأسلوب غير لائق، قائلةً: “أنا اللي هنزل معاكي المحطة الجاية وأجبلك العسكري عشان يقل من قيمتك”، ولكنها رفضت النزول مع “ابو الضيا” من المترو، وحينها اتصلت أخرى بالهاتف، لتجد الكاتبة في محطتين مترو أكثر من 10 سيدات من الباعة الجائلات يوجهن لها الشتيمة ويحاولن ضربها، ونعتها بـ”المجنونة”.

وأشارت إلى أنها خلال رحلتها من محطة الزهراء إلى محطة ثكنات المعادي لم تجد فرد أمن واحد موجود؛ وهو ما دفعها لإحضار فرد أمن من محطة الثكنات وصعد معها للمترو، لم يأخذ آي واحد منهن رغم أنها أخبرته بهويتها وما حدث منهن، إلا أنها نزلت من المترو في محطة الثكنات لأن واحدة منهن قالت علنا: “أول ما يقفل المترو أرميها على وشها وسيبنا نتصرف معاها”.

رأي القانون في الخطف
ومن جانبه، قال أحمد مهران المحامي إن الخطف، يعد وسيلة بالإضافة إلى أنه جريمة أيضًا، موضحًا أن الخطف ليس الجريمة الأساسية ولكن ما بعد الخطف، يعد هو الجريمة الرئيسية، والتي عادةً ما تكون “السرقة أو الاغتصاب أو تجارة الأعضاء”.

وأضاف “مهران” في تصريحات خاصة لـ”الموقع” أن المشرع المصري يشدد عقوبة جرائم الخطف، والتي تعتبر جناية مشددة، والتي تصل عقوبتها لا تقل عن 10 سنوات.

واستكمل: “لو الخطف بهدف السرقة يبقى جناية مرتبطة بجريمة أخرى وهي السرقة والتي تؤدي للسجن المشدد الذي لا يقل عن 20 سنة، وإذا كان الخطف بهدف الاغتصاب تصل العقوبة للإعدام وإذا كان بهدف تجارة الأعضاء تصل العقوبة المشددة للإعدام أيضًا”.

طبيب تخدير وحقيقة حقنة “البنج”
ومن جانبه، أكد الدكتور شريف موافي طبيب تخدير أنه ليس في مخدر “البنج” التأثير اللحظي، كما يتداول البعض وقوع حالات اختطاف بالحقن به، مضيفًا أن كل هذا لا يتجاوز الشائعات.

وأوضح “موافي” في تصريحات خاصة لـ”الموقع” أن أدوية التخذير نوعين، أدوية يمكن حقنها في الوريد، إما الأدوية عن طريق الاستنشاق والتي تأخذ من 3- 5 دقائق، حتى يتم تخدير الشخص بشكل تام، كما أنها تحتاج إلى ما يسمى بـ”المبخرات”، التي تحول السائل لبخار يمكن استنشاقه، مشددا أنه لا يوجد ما يسمى وضع “بينج” على قماش ووضعه على الأنف.

وأشار إلى أن مخدر الكلوروفورم كان يستغرق من 5- 10 دقائق، لكي يظهر تأثيره على الشخص، منوها أن الأدوية الموجودة حاليا والتي تستخدم بالاستنشاق، تحتاج إلى 3-5 دقائق، والتي تحتاج إلى مبخر لكي يتم تحويل السائل لغاز يمكن استنشاقه.

وأضاف أن الأدوية الأخرى يتم استخدامها عن طريق الحقن في الوريد، ولابد من الحقن بهذه الطريقة، قائلاً: “كل المنتشر عن البينج والتخدير بالحقن بين الناس ده شائعات مفيش حاجة اسمها كدة”.

وأشار إلى أن الحقن بجرعة “إنسولين”، والتي تعمل على تقليل السكر في الدم، والتي تؤدي إلى غيبوبة في أقل من 3 دقائق، مضيفًا أنها يمكن أن تؤدي إلى وفاة الشخص بشكل لحظي أيضًا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى